متاعب تقنية تلاحق طائرات إيران المدنية
طهران - هبطت طائرة ركاب تابعة للخطوط الجوية الإيرانية اليوم الثلاثاء اضطراريا جراء خلل فني وذلك بعد أيام قليل من عملية مماثلة، بينما لا يزال الغموض يلفّ حادث سقوط المروحية الذي أسفر عن مقتل الرئيس الإيراني إبرهيم رئيسي والوفد المرافق له.
ويسلّط تكرر الحوادث والمشاكل التقنية الي تتعرض لها الطائرات الإيرانية الضوء على تقادم الأسطول وعجز الجمهورية الإسلامية عن صيانته وتجديده بسبب العقوبات الغربية المفروضة عليها.
وأشار بيان صادر عن مكتب العلاقات العامة بمطار خرم أباد أن الطائرة كانت متجهة من العاصمة طهران إلى مدينة خرم أباد، مضيفا أنها اضطرت للعودة إلى مطار مهر أباد بسبب الخلل الفني ولم يذكر معلومات حول وضع المسافرين الذين كانوا على متن الطائرة.
ويأتي هذا بعد هبوط اضطراري لطائرة ركاب أخرى السبت كانت متجهة من طهران إلى مدينة تبريز بسبب خلل فني أيضا.
وصرح مدير عام المطارات في محافظة أردبيل محمد قصابي حينها أن "طائرة ركاب من طراز فوكر 100 كانت متجهة من طهران إلى مدينة تبريز، قامت بهبوط اضطراري في مطار أردبيل، بسبب خلل فني"، وفق وكالة "إرنا" الرسمية.
وتواجه إيران التي لا تستطيع تجديد أسطول طائراتها القديم بسبب العقوبات صعوبات كبيرة في استيراد قطع غيار الطائرات، ما يؤدي لحدوث أعطال فنية وحوادث خلال الرحلات الجوية بين الفينة والأخرى.
وشهدت إيران خلال الأعوام الماضية العديد من حوادث سقوط الطائرات التي أسفرت عن مقتل المئات من بينهم مسؤولون إيرانيون كبار وآخرها المروحية التي كانت تقل رئيسي ووزير خارجيته ومرافقيهما.
وتجمع تقارير دولية على أن الأسطول الجوي الإيراني يعاني من التهالك وغياب الصيانة، فيما أدت المخاوف من حوادث سقوط الطائرات إلى تفاقم الخسائر المالية للقطاع.
وأشار مراقبون إلى أن أسباب تدهور قطاع النقل الجوي في إيران لا تقتصر على تداعيات العقوبات الغربية بل تشمل غياب الرقابة الدورية لحالة الطائرات والأخطاء البشرية، فيما تواجه السلطات الإيرانية اتهامات بالمغامرة بأرواح المسافرين بتسيير رحلات على متن طائرات تفتقر إلى أبسط قواعد السلامة.
وبحسب مصادر إيرانية يضم الأسطول الجوي نحو 250 طائرة ركاب، خرجت حوالي مئتين منها من الخدمة خلال الأعوام الماضية، في وقت تحتاج فيه الجمهورية الإسلامية إلى تشغيل نحو 600 طائرة في حالة حسنة بالنظر إلى تعداد السكان وجغرافيا البلاد.
ولا يزال الغموض يلف تفاصيل حادثة مروحية رئيسي التي أودت بحياته مع مرافقيه، لا سيما بعد أن أكد مكتب الرئاسة الإيرانية أن "الطقس والظروف كانت طبيعية وعادية تماما خلال سير المروحيات الثلاث وبينها التي كانت تقل الرئيس الراحل".
وكانت المروحية التي تقل إلى جانب الرئيس الإيراني ووزير الخارجية عبداللهيان محافظ أذربيجان الشرقية مالك رحمتي وإمام جمعة تبريز محمد علي الهاشم و7 مرافقين آخرين سقطت في غابات أرسباران في محيط قرية "أوزي" في محافظة أذربيجان الشرقية شمال غربي إيران، ما أدى إلى تحطمها ومقتل كامل طاقمها.