متاعب ساركوزي لا تتوقف بعد اتهامات جديدة لمقرب منه بالفساد

غيان يواجه اتهامات جديدة في شبهة التمويل الليبي لحملة ساركوزي الانتخابية
الخناق يشتد على ساركوزي مع تسارع وتيرة التحقيق في اتهامات بالفساد

باريس - أفادت مصادر متطابقة أن قضاة التحقيق المكلفين بملف الاشتباه بتمويل ليبي لحملة الرئيس الفرنسي الأسبق الانتخابية نيكولا ساركوزي عام 2007، أمروا بتوجيه اتهامات جديدة لمدير حملته الانتخابية السابق كلود غيان، بتهم عدة تتعلق بالفساد.

ومن شأن توجيه الاتهام لمدير حملة ساركوزي أن يضيّق الخناق على الأخير الذي يواجه بالفعل متاعب قضائية منذ تفجر فضيحة التمويل الليبي.

وسبق أن اتهم غيان عام 2005 في هذه القضية بـ"تبييض اختلاس مالي في إطار مجموعة منظمة"، قبل أن يوجه إليه في الحادي عشر من سبتمبر/أيلول الجاري تهم التغاضي عن الفساد و"إخفاء اختلاس أموال عامة" و"التواطؤ في تمويل غير قانوني لحملة انتخابية"، حسب ما أفادت مصادر قضائية وقريبة من الملف.

وخلال استجوابه الذي تضمن 50 سؤالا استخدم كلود غيان "حقه بالصمت"، حسب ما نقل محاميه فيليب بوشيه الغوزي. وأعلن المحامي أنه ينوي طلب إلغاء هذه الاتهامات.

والمعروف أن غيان تسلم منصب الأمين العام للرئاسة ووزارة الداخلية خلال حكم ساركوزي بين عامي 2007 و2012.

وحتى الآن كان كلود غيان متهما فقط بشأن تحويل مشبوه بقيمة نصف مليون يورو إلى حسابه وبرر ذلك بأنه باع عام 2008 لوحتين فنيتين، إلا أن هذا التبرير لم يقنع المحققين الذي وجهوا إليه تهمة "تبييض اختلاس مالي عبر مجموعة منظمة".

وتتزامن هذه الشكوك الجديدة بحق أحد المقربين من ساركوزي مع تسريع القضاة تحقيقاتهم حيث وجهوا في مارس/اذار الماضي إلى ساركوزي تهما تتعلق بالفساد و"إخفاء اختلاس أموال عامة" و"التواطؤ في تمويل غير قانوني لحملة انتخابية".

وتتركز شكوك القضاة حول علاقة محتملة بين تمويل ليبي للحملة الانتخابية والتداول بالأموال نقدا بين معاوني ساركوزي، حسب ما كشفت الشرطة في تقرير لها في سبتمبر/ايلول 2017.

الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي في مصافحة سابقة مع الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي
ساركوزي كان من أبرز من حشدوا لتدخل الناتو في ليبيا لاسقاط القذافي في 2011

وسجلت شرطة مكافحة الفساد "تداولا غير طبيعي من قبل غيان بكميات من الأموال نقدا"، وبأنه لم يسحب من حسابه سوى 800 يورو خلال نحو عشر سنوات بين عامي 2003 و2012.

كان سييف الإسلام نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، أكد مجددا أنّ الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي حصلَ فعلا على مبالغ مالية ليبية لتمويل حملته الرئاسية وذلك في رسالة بعث بها إلى القضاء الفرنسي وكشفت عنها صحيفة "لوموند" الفرنسية، لأوّل مرّة، في عددها الصادر قبل ستة ايام.

وأماط سيف الاسلام القذافي اللثام في هذه الرسالة الموقّعة بتاريخ 11 يوليو/تموز عبر مكتب محاماة بريطاني عن جوانب من كواليس العلاقات الفرنسية الليبية خلال حقبة الرئيس الفرنسي الأسبق، مشيرا إلى أن الأخير كان يتنافس في ذلك الوقت مع دومينيك دو فيلبان الذي كان وقتها وزيرا للخارجية وكان مرشحا بدوره، إلا أن حظوظه في الفوز كانت ضعيفة.

وقال إن هذا الأمر جعل النظام الليبي السابق يراهن على نيكولا ساركوزي ويدعمه، مشيرا إلى أنّ هذا الأخير حصل بالفعل على دعم ليبي على شكل مبلغ 2.5 مليون يورو نقدا.

وأضاف أنّ هذا المبلغ سلّمه بشير صالح مدير مكتب القذافي السابق وأحد المقربين منه في حقيبة إلى كلود غيان مدير حملة ساركوزي ووزير داخليته لاحقا.

وكشف سيف الإسلام أن بشير صالح أبلغه ممازحا بالقول إنهم وجدوا صعوبة في إغلاق الحقيبة، ما جعل الموفد الفرنسي يصعد على الحقيبة ويضغط عليها بقدميه لإغلاقها، ليعود بالمبلغ إلى باريس.