متشدد نادر الظهور يخلف سليماني على رأس فيلق القدس

فيلق القدس يعلن أن 4 من كبار الضباط في الحرس الثوري قتلوا في الغارة الأميركية التي استهدفت موكب الجنرال قاسم سليماني.

العميد إسماعيل قاآني قائدا جديدا لفيلق القدس
قاآني كان من أبرز القادة خلال الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينات
خامنئي يدعو فيلق القدس للتعاون مع قائده الجديد
البرلمان العراقي يعقد جلسة طارئة على وقع مطالبات برحيل القوات الأميركية

طهران - ذكرت وكالة فارس الإيرانية للأنباء الجمعة أن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي كلّف العميد إسماعيل قاآني قائدا لفيلق القدس خلفا للجنرال قاسم سليماني الذي قتل فجرا في غارة أميركية قرب مطار بغداد استهدفت موكبه الذين كان ضمنهم نائب رئيس هيئة الحشد الشعب العراقي أبومهدي المهندس وضباط إيرانيون كانوا يرافقونه.

وقال خامنئي بحسب ما نقلت عنه الوكالة الإيرانية إن قاآني "يُعد من أبرز قادة الحرس الثوري خلال الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينات القرن الماضي وكان من رفاق سليماني، داعيا فيلق القدس إلى التعاون مع قائدهم الجديد.

وكان قاآني من القيادات البارزة في فيلق القدس ويشغل أيضا منصب معاون استخبارات أركان الحرس الثوري الإيراني ويعرف بمواقفه المتشددة.

وللقائد الجديد لفيلق القدس حضورا نشطا في سوريا والعراق، إلا أنه نادر الظهور إعلاميا وقليل الحضور في السياسية الإيرانية على خلاف سليماني الذي برز دوره في السنوات الأخيرة في المشهد السياسي الإيراني وفي السياسات الداخلية والخارجية.

وقال خامنئي في بيان نشرته وسائل الإعلام الحكومية، إن أهداف "فيلق القدس ستبقى كما كانت في زمن قيادة الشهيد سليماني".

العميد إسماعيل قاآني معروف بتشدده لكن حضوره في السياسية الخارجية والداخلية الايرانية قليل
العميد إسماعيل قاآني معروف بتشدده لكن حضوره في السياسية الخارجية والداخلية الايرانية قليل

وأعلن فيلق القدس مساء الجمعة مقتل 4 ضباط عسكريين إيرانيين كانوا يرافقون سليماني الذي قتل في الغارة الأميركية بالعراق هم اللواء حسين جعفري نيا والعقيد شهرود مظفري نيا والرائد هادي طارمي والنقيب وحيد زمانيان.

وقال ممثل خامنئي في العراق مجتبى الحسيني الجمعة، إن دماء سليماني ومن قتل معه "لن تذهب سدى" وإن العراقيين "سيطهرون بلدهم من الأميركيين".

وقال الحسيني في مؤتمر صحفي من مدينة النجف إن "هذه الدماء لن تذهب سدى وفي إيران والعراق ولبنان وسوريا واليمن وفلسطين كلنا قلوبنا واحدة"، مشيرا إلى أن "الشعب العراقي غيور وسيطهر الوطن من هؤلاء المحتلين (في إشارة للقوات الأميركية) الذين يريدون سلب نفطه".

ودعت قوى سياسية شيعية بارزة بالعراق البرلمان إلى الانعقاد لاتخاذ قرار بإخراج القوات الأميركية من البلاد.

وينتشر نحو خمسة آلاف جندي أميركي في قواعد عسكرية بأرجاء العراق ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الإرهابي.

ونحّت قيادات شيعية عراقية متنافسة الخلافات التي دارت بين فصائلها في الأشهر القليلة الماضية ودعت اليوم الجمعة إلى طرد القوات الأميركية من العراق بعد اغتيال سليماني والمهندس في بغداد.

ونقل التلفزيون الرسمي عن هادي العامري الذي يقود منظمة بدر المدعومة من إيران قوله "نناشد كل القوى الوطنية توحيد صفوفها من أجل إخراج القوات الأجنبية التي أصبح وجودها عبثا في العراق". ويقود العامري كتلة سياسية تمثل فصائل شيعية تشغل ثاني أكبر عدد من مقاعد البرلمان.

ورغم العداء الذي يرجع إلى عشرات السنين بين إيران والولايات المتحدة فقد حاربت الفصائل المدعومة من طهران جنبا إلى جنب مع القوات الأميركية في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية في الفترة من 2014 إلى2017.

وبمساعدة الفصائل تمكن العراق في نهاية الأمر من استعادة الأراضي التي سيطر عليها داعش الذي كان قد اجتاح ثلث مساحة العراق.

العميد إسماعيل قاآني
العميد إسماعيل قاآني

ومن الممكن أن يؤثر سحب القوات الأميركية بشكل خطير على قدرة القوات المسلحة العراقية على محاربة فلول الدولة الإسلامية التي لجأت إلى حرب عصابات منذ هزيمتها عام 2017. كما أن ذلك قد يؤثر على القدرة على الحصول على عتاد حربي ودعم جوي أميركي.

ودعا رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي اليوم الجمعة إلى عقد جلسة استثنائية في البرلمان لاتخاذ "القرارات التشريعية والإجراءات الضرورية المناسبة بما يحفظ كرامة العراق وأمنه وسيادته".

ولتحقيق رغبة العامري يحتاج البرلمان لإقرار قانون يلزم الحكومة العراقية بطلب رحيل القوات الأميركية.

وقال الخبير القانوني العراقي طارق حرب إن ذلك يحتاج لأغلبية بسيطة وليست مطلقة، لكن يتعين أن يشارك في التصويت 165 نائبا لكي يكون القرار سليما.

ويسيطر تحالف سائرون بزعامة مقتدى الصدر الصدر وكتلة العامري معا بصفة مباشرة على 100 مقعد دون احتساب الحلفاء السياسيين لذلك يمكن للمعارضين العمل على ضمان عدم اكتمال النصاب القانوني اللازم بوجود 165 عضوا. وكثيرا ما تستخدم هذه الوسيلة البرلمانية في العراق.

وندد عبدالمهدي اليوم الجمعة "باغتيال" سليماني والمهندس وقال إن هذه العملية ستشعل فتيل الحرب.

وكان معسكرا الصدر والعامري قد أشارا إلى استعدادهما للجوء للعنف إذا ما أخفقت السياسة في تحقيق طرد القوات الأميركية.

واليوم الجمعة أمر قيس الخزعلي عضو تحالف العامري الذي يقود فصيل عصائب أهل الحق الشيعية مقاتليه بالاستعداد للقتال.

وقال الخزعلي إن على جميع المقاتلين أن يكونوا على أهبة الاستعداد للمعركة القادمة مرددا أن ثمن دماء "القائد الشهيد أبومهدي المهندس" هو النهاية الكاملة للوجود العسكري الأميركي في العراق.

ونعى الصدر الذي يرفض التدخل الإيراني كما يرفض التدخل الأميركي في العراق ويقود أكبر كتلة برلمانية، سليماني ودعا كل الأطراف إلى التحلي بالحكمة والحنكة.

لكنه أصدر أوامره لأتباعه بالاستعداد لحماية العراق وذلك بعد أيام من إعلانه استعداده للعمل مع القيادات السياسية المتنافسة لإنهاء الوجود العسكري الأميركي في العراق من خلال الوسائل السياسية والقانونية.