
مثقفون وفنانون أتراك يلجؤون لألمانيا بعد فوز اردوغان بالرئاسة
أنقرة - أثار فوز الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بولاية رئاسية أخرى خوف العديد من الفنانين والمثقفين خاصة فيما يتعلق بحرية التعبير والإبداع والتي باتت مهددة من قبل النزعة السلطوية لاردوغان والتي يبدو انها ستتعزز خلال السنوات الخمس المقبلة.
وكان بوغرا ايرول الفنان التركي البالغ من العمر 36 عاما يعمل متنقلا بين برلين واسطنبول منذ ست سنوات، لكن منذ فوز اردوغان بولاية جديدة الأحد اتخذ قراره: سينتقل إلى ألمانيا إلى الأبد.
وقال إيرول الذي وصل الى برلين في 2017 بحثا عن حرية فنية إن "الحياة كانت صعبة للفنانين مثلي في العقد الماضي ونتيجة الانتخابات الأخيرة جاءت لتفاقم الأمور".
وأضاف "لدي انطباع بانني أمضيت حياتي وأنا أكافح" مقرا بان اسطنبول ستكون "على الدوام موطنه".
وبعد إعادة انتخاب الرئيس اردوغان لمدة خمس سنوات، يخشى العديد من الفنانين والمثقفين الأتراك من مغادرة جيل كامل من المبدعين الشباب بلادهم.
من جانب آخر، تواجه تركيا أيضا واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في تاريخها حيث تجاوز التضخم 40% عل مدار سنة.
وبعد محاولة انقلاب عام 2016، قام اردوغان الذي يتولى السلطة منذ عقدين، بتهميش العديد من معارضيه مع تشديد قبضته في الوقت نفسه على وسائل الإعلام.
ملجأ للمنشقين
ومنذ موجة الاحتجاجات في حديقة "جيزي" التي انطلقت من اسطنبول في ايار/مايو 2013 "غادر المزيد من الناس تركيا" و"عددهم تزايد أكثر في السنوات الأخيرة" كما تقول إيسيل إيغريكافوك وهي فنانة تركية مقيمة في برلين.
وتشدد القمع الذي نددت به منظمات مدافعة عن حقوق الانسان ومحامون، بعد محاولة الانقلاب في 2016.
وقالت إن "بعض الأشخاص كانوا ينتظرون نتيجة الانتخابات ليقرروا ما إذا كانوا سيغادرون أم سيبقون. وأعتقد أنه مع هذه النتيجة، ستستمر هجرة العقول".
وتعبر إيغريكافوك (42 عاما) عن "بعض الارتياح" لرؤية ان اردوغان واجه صعوبة في الفوز، فقد فاز بعد منافسة في دورتين، وهو أمر غير مسبوق، في مواجهة كمال كيليتشدار أوغلو.
وأضافت "هذا يظهر انه ليس قويا الى هذا الحد وان نصف البلاد لا تريده".
لكنها تشعر أيضا "باليأس أو الحزن" في صفوف المعارضة أو الأشخاص المنفتحين، ليبراليون يرغبون في المزيد من الحرية.
وألمانيا لديها أكبر جالية تركية او أشخاص من اصول تركية يقيمون في الخارج، اي حوالى ثلاثة ملايين شخص.
وصوتت غالبيتهم لصالح اردوغان في الدورتين. لكن في السنوات الماضية أصبحت ألمانيا أيضا ملجأ للمنشقين وجذبت فنانين وموسيقيين ومثقفين معارضين لنظام اردوغان او مستائين من تقييد الحريات في تركيا.

وأعرب بعض السياسيين في ألمانيا عن خيبة أملهم بعد نتيجة الانتخابات مثل وزير الزراعة الألماني جيم أوزدمير الذي يتحدر والداه من تركيا.
وهاجم الوزير على تويتر السلوك الانتخابي للأتراك في ألمانيا وخصوصا أنصار اردوغان الذين "يحتفلون بدون الاضطرار لمواجهة تداعيات خيارهم خلافا للعديد من الأتراك في بلادهم الذين عليهم مواجهة الفقر وغياب الحريات".
ويعتقد جان دوندار الصحافي التركي المقيم في المنفى والذي يعيش في برلين منذ عام 2016، وخاضع لمذكرة توقيف في تركيا، أن العديد من الشباب المبدعين سيغادرون الآن تركيا.
وقال إن "البلد لا يحتمل الآن (بالنسبة للشباب) بكل ما تحمله الكلمة من معنى اقتصاديا ونفسيا واجتماعيا. الحياة اليومية صعبة والظروف الاقتصادية مروعة".
لكن رئيس تحرير صحيفة "جمهورييت" السابق الذي سجن في تركيا في تشرين الثاني/نوفمبر 2015 بسبب تقرير عن شحنات أسلحة من قبل أنقرة لجماعات جهادية في سوريا، لا يزال ينوي العودة الى وطنه.
وقال "من اليوم الأول، كان هدفي العودة الى البلاد والقتال من أجل استعادة الديمقراطية. وما زلت أريد ذلك". في نهاية 2020 حكم عليه في تركيا غيابيا بالسجن 27 عاما و6 أشهر.
أمله ثابت رغم كل شيء لأنه بحسب قوله "تركيا ليست ديمقراطية مثل فرنسا او ألمانيا انما ليست أيضا مثل بيلاروس أو إيران".