مجزرة جديدة في الكونغو الديمقراطية تسلط الضوء على تمدد داعش

مسؤول محلي يتهم 'القوات الديمقراطية المتحالفة' الأوغندية الإسلامية المرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية، بالوقوف وراء هجومين دمويين أسفرا عن مقتل ما لا يقل عن 50 شخصا في يوم واحد.
'القوات الديمقراطية' الأكثر دموية من بين 122 ميليشيا في شرق الكونغو الديمقراطية  
الجماعات المتطرفة تستغل الصراعات العرقية لتثبيت أقدامها في أفريقيا جنوب الصحراء

بونيا (الكونغو الديمقراطية) - نفذت مجموعة إسلامية متحالفة مع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مجزرة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، في أحدث هجوم يؤكد تمدد التنظيم المتطرف في منطقة  أفريقيا جنوب الصحراء.

وبحسب منظمة غير حكومية قتل 50 شخصا على الأقل في هجومين وقعا ليلا في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية المضطربة، فيما اتّهم مسؤول محلي "القوات الديمقراطية المتحالفة" وهي ميليشيا على صلة بتنظيم الدولة الإسلامية بالوقوف وراء العمليتين، لكن آخرين قالوا إنّ الهجمات قد تكون عرقية.

وأفادت مجموعة "تعقّب أمن كيفو" أن 28 شخصا قتلوا في بوغا و22 في تشابي وهما قريتان تبعد الواحدة عن الأخرى حوالي عشرة كيلومترات في منطقة لطالما شهدت اعتداءات شنّتها "القوات الديمقراطية المتحالفة" ونزاعات عرقية.

وأشارت المجموعة إلى أن الحصيلة "لا تزال أولية"، موضحة أنها أعلى حصيلة تسجلها في يوم واحد منذ تأسيسها في 2017. وكانت المجموعة أشارت في حصيلة سابقة إلى مقتل 39 شخصا.

وقال الجيش الكونغولي إنّ الهجومين أسفرا عن مقتل 53 شخصا في حصيلة أعلى قليلا وذلك بعد اجتماع للقوات الأمنية في بونيا عاصمة إقليم إيتوري حيث وقع الهجومان.

وتحدث المسؤول المحلي غراسيان ايراكان عن سقوط 60 قتيلا. وقال ايراكان "وصلت سبع شاحنات لنقل الضحايا، إنه وضع مأسوي".

وتابع أنّ فرق الإغاثة "لا تزال تجد جثث لذا من المرجح أن تزيد الحصيلة"، مضيفا "العديد من الجرحى لا يزالون مختبئين في الأحراج، الكل هرب إلى هناك".

واتّهم أحد قادة المجتمع المدني المحليين "القوات الديمقراطية المتحالفة" وهي جماعة إسلامية أوغندية اتّهمت بارتكاب سلسلة مجازر على مدى الشهور الـ18 الأخيرة، بالوقوف وراء الهجومين الأخيرين.

وأشار ايراكان إلى مشاركة "عدد كبير من المهاجمين. الهجوم كان موجها بشكل جيد وقتلوا اثنين من قادة المجتمع المحلي. لا يمكن أن نستبعد تصفية الحسابات".

وذكر مسؤولان محليان في بوغا أن المهاجمين استهدفوا مخيّما للنازحين. وقالا إنه تم العثور على 36 جثة حتى الآن في بوغا، وهو رقم لم تؤكده مصادر مستقلة بعد.

وحذر المسؤولان من اتهام "القوات الديمقراطية المتحالفة" خصوصا مع تفشي النزاعات العرقية في المنطقة.

وأفادت مجموعة "تعقّب أمن كيفو"، وهي منظمة غير حكومية تحظى باحترام واسع وتراقب أعمال العنف في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، أن زوجة زعيم رفيع في بينيالي-تشابي قتلت في الهجوم على تشابي.

وتعد "القوات الديمقراطية المتحالفة" المجموعة الأكثر دموية من بين نحو 122 ميليشيا مسلحة تتواجد في شرق البلاد الغني بالمعادن، ويعتبر الكثير منها بمثابة إرث لحربين إقليميتين استمرتا من العام 1996 حتى 2003.

وأشارت تقديرات مجموعة "تعقّب أمن كيفو" حتى الجمعة إلى أن 1228 مدنيا على الأقل قتلوا في منطقة بيني التابعة لإقليم شمال كيفو منذ نوفمبر/تشرين الأول 2019، عندما أطلق جيش جمهورية الكونغو الديمقراطية حملة أمنية فككت "القوات الديمقراطية المتحالفة" إلى مجموعات أصغر.

ويرفع إعلان الاثنين حصيلة القتلى جرّاء عمليات قتل يشتبه بأن "القوات الديمقراطية المتحالفة" ارتكبتها منذ ستة أيام، إلى 78 على الأقل. وأودت ثلاثة اعتداءات أخرى منذ الثلاثاء الماضي بـ39 شخصا.

وفي 11 مارس/اذار، أكدت الولايات المتحدة أن "القوات الديمقراطية المتحالفة" مرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية.

وأعلن رئيس الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدي في السادس من مايو/ايار "حالة حصار" مدّتها 30 يوما في شمال كيفو وإيتوري في مسعى لوضع حد لعمليات "القوات الديمقراطية المتحالفة". وتولى ضباط الجيش والشرطة بناء على الخطوة زمام الأمور مكان السلطات المحلية.