مجزرة في موزامبيق بمنطقة منشآت غاز ضخمة حاصرها جهاديون

الحصيلة النهائية لعدد القتلى ببلدة بالما الشمالية اقتحمها وحاصرها متطرفون لاتزال غامضة، فيما تستمر جهود إنقاذ عمال أجانب وسكان محليين.
مصادر تتحدث عن جثث مقطوعة الرؤوس في شوارع بالما
المئات فروا في قوارب وآخرون لاذوا بالأدغال وسط نيران الجهاديين
توتال الفرنسية تعلق مشروعا بقيمة 20 مليار دولار لأسباب أمنية

مابوتو - ذكر متحدث باسم قوات الدفاع والأمن في موزامبيق أن عشرات قتلوا في هجوم على بلدة بالما الشمالية الأسبوع الماضي، بينهم سبعة لقوا حتفهم في كمين تعرض له موكب سياراتهم لدى محاولتهم الفرار.

وقال المتحدث عمر سارانجا للصحفيين اليوم الأحد إن مئات من السكان المحليين والأجانب أُنقذوا من البلدة الواقعة قرب مشاريع للغاز قيمتها 60 مليار دولار.

وأضاف "قوات الدفاع والأمن سجلت مقتل سبعة من المواطنين الذين غادروا فندق أمارولا في موكب تعرض لكمين نصبه الإرهابيون".

وقالت ميريل نوكس وهي امرأة من جنوب إفريقيا، إن ابنها أدريان نيل قُتل في ذلك الكمين. اختبأ زوجها وابنها الثاني في الأدغال حتى صباح اليوم التالي حتى تمكنا من الوصول إلى بر الأمان في بيمبا. وقالت صحيفة التايمز البريطانية إن مقاولا بريطانيا قتل هو الآخر.

وأصبح إقليم كابو ديلجادو، حيث تقع هذه البلدة، هدفا منذ عام 2017 لتمرد متصاعد لإسلاميين على صلة بتنظيم الدولة الإسلامية.

وقال دبلوماسي وموظف إغاثة إن مئات الفارين من الهجوم يصلون بالقوارب إلى مدينة بيمبا الساحلية.

وقال سارانجا إن قوات الأمن تسعى إلى "القضاء على بعض جيوب المقاومة" بعد أن أمضت الأيام الثلاثة الماضية تركز بشكل رئيسي على إنقاذ المواطنين المحليين والأجانب. ولم يذكر المتحدث جماعة بالاسم ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها.

وأضاف في أكثر المعلومات تحديدا حتى الآن عن عدد الضحايا في منطقة تشهد ضعفا في شبكات الاتصالات "في 24 مارس، تسللت مجموعة من الإرهابيين إلى... قرية بالما وأطلقت العنان لأعمال بلغت ذروتها باغتيال العشرات من العزل".

واقتحم المتشددون بلدة بالما وهي مركز لوجيستي لمشروعات غاز دولية بقيمة 60 مليار دولار، يوم الأربعاء. وقال دبلوماسي ومصدر أمني مشارك بشكل مباشر في عمليات تأمين بالما إن الحكومة لم تستعد السيطرة بعد.

وقال موظف الإغاثة والدبلوماسي إن القوارب التي وصلت إلى بيمبا اليوم الأحد كانت تقل مواطنين وأجانب على حد سواء، منهم عاملون في مشروعات الغاز. وقال الدبلوماسي إن أحد القوارب كان يقل نحو 1300 شخص.

وقالت مجموعة الطاقة الفرنسية توتال يوم السبت إنها ألغت استئنافا مزمعا للبناء في مشروع لها بقيمة 20 مليار دولار بعد الهجوم وستخفض القوة العاملة فيه إلى "الحد الأدنى الذي يكفي بالكاد". وكانت توتال سحبت غالبية قوتها العاملة في يناير/كانون الثاني لأسباب أمنية.

وتحدث شهود عن جثث في شوارع بالما بعضها مقطوع الرأس. ويوم الجمعة، نصب متشددون كمينا لموكب عمال أجانب حاولوا الفرار من أحد الفنادق.

وتبحث طائرات هليكوبتر متعاقدة مع الحكومة عن مزيد من الناجين اليوم الأحد. وقال ليونيل ديك، الذي يدير شركة أمنية خاصة تعمل مع الحكومة، إن طائرات الهليكوبتر التابعة له أنقذت إجمالا حوالي 120 ناجيا.

ولا يزال العدد الحقيقي للجرحى والقتلى والمفقودين في الهجوم على بالما الذي استمر لأربعة أيام غير واضح. وكانت هذه البلدة في الماضي ملاذا للفارين من العنف في أماكن أخرى من الإقليم.