مجلس الأمن يفشل في إصدار قرار هدنة في ليبيا

الولايات المتحدة وروسيا لا تؤيدان قرار بريطاني في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى البحث عن استراتيجية واضحة لمطالبة وقف سريع لإطلاق النار في ليبيا.
إدارة ترامب لاتزال تبحث عن كيفية التعامل مع أحدث التطورات في ليبيا
روسيا تعترض على إلقاء اللوم على الجيش الليبي
فرنسا ترفض اتهامات حكومة الوفاق بالوقوف إلى جانب حفتر

الأمم المتحدة  - قال دبلوماسيون إن الولايات المتحدة وروسيا قالتا الخميس إنه لا يمكنهما تأييد قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعو إلى وقف إطلاق النار في ليبيا في الوقت الحالي.

وأضافوا أن روسيا تعترض على القرار الذي أعدته بريطانيا والذي يلقي باللوم على الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر في التصاعد الأخير للعنف عندما زحفت قواته إلى مشارف طرابلس في وقت سابق هذا الشهر.

ولم تذكر الولايات المتحدة سببا لموقفها من مسودة القرار، التي تدعو أيضا الدول صاحبة النفوذ على الأطراف المتحاربة إلى ضمان الالتزام بالهدنة كما تدعو إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل غير مشروط في ليبيا.

ويحتاج صدور أي قرار للمجلس إلى موافقة تسعة أعضاء دون استخدام أي من الدول الخمس الدائمة العضوية- الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين- لحق النقض (الفيتو). ولم يتضح حتى الآن ما إذا كانت بريطانيا ستواصل المفاوضات بشأن مسودة القرار الأسبوع القادم.

وأوضحت الولايات المتحدة وروسيا موقفيهما في اجتماع مغلق للمجلس قدم فيه مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة بيانا دعا فيه إلى وقف إطلاق النار، وحذر من أن الأسلحة تتدفق على البلاد ومن أنها تتجه إلى وضع إنساني خطير.

ويتناقض امتناع الولايات المتحدة عن دعم قرار مجلس الأمن مع معارضة واشنطن العلنية في السابق لهجوم الجيش الليبي، الذي بدأ أثناء زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لطرابلس.

ولمح بعض الدبلوماسيين في الأمم المتحدة إلى أن الولايات المتحدة ربما تسعى لكسب الوقت بينما تحاول إدارة الرئيس دونالد ترامب تحديد كيفية التعامل مع أحدث التطورات في ليبيا.

وقال دبلوماسي رفيع المستوى بالمنظمة الدولية طالبا عدم الكشف عن اسمه "أعتقد أن هناك مجموعة من وجهات النظر في واشنطن بخصوص الجانب السياسي لم يوفقوا بينها، وهم ليسوا متأكدين بشكل كامل من موقف الرئيس بشأنها".

وأضاف "يحاول النظام الأميركي تقييم كل السيناريوهات واستنتاج أيها أفضل بالنسبة لأميركا، وهو لم ينجز ذلك بعد".ع

الجيش الوطني الليبي يجهز عتاده بعد تطويقه ضواحي طرابلس
الجيش الوطني الليبي يعول على عتاده العسكري القوي لمواجهة الميليشيات

كان مجلس الأمن قد عبر بشكل غير رسمي في الخامس من أبريل/نيسان عن القلق ودعا كل القوى إلى التهدئة ووقف الأنشطة العسكرية وخص بالذكر الجيش الوطني الليبي.

لكن دبلوماسيين قالوا إن المجلس أخفق في الأيام التالية في إصدار بيان رسمي بعدما اعترضت روسيا على الإشارة إلى الجيش الوطني الليبي بينما قالت الولايات المتحدة إنه لا يمكنها الموافقة على نص لا يذكر قوات الجيش.

وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في بيان في السابع من أبريل/نيسان "أوضحنا أننا نعارض الهجوم العسكري لقوات الجيش الليبي وندعو إلى الوقف الفوري لتلك العمليات العسكرية ضد العاصمة الليبية".

ويحظى حفتر بدعم دول عربية وغربية ترى أنه قادر على إعادة الاستقرار للبلاد والتصدي للإسلاميين المتشددين، بينما تؤيد بعض القوى فائز السراج رئيس الحكومة المعترف بها دوليا.

واجتمع ترامب مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في التاسع من أبريل/نيسان. بعدها قام المشير خليفة حفتر بدوره بزيارة إلى القاهرة للقاء السيسي في 14 من أبريل/نيسان في أول زيارة خارجية منذ بداية عملية طرابلس.

وقال بيان للرئاسة المصرية صدر عقب المحادثات إن السيسي شدد على دعم القاهرة "لجهود مكافحة الإرهاب".

ويؤكد الجيش الوطني الليبي على شرعية حملته كونها حربا على الإرهاب، لكن حكومة الوفاق تعتبر أن حفتر يسعى إلى "تسويق عدوانه" لدى المجتمع الدولي.

وتعتمد حكومة الوفاق على جماعات متطرفة لتحصين سلطتها ضمن تحالفات جعلت طرابلس وليبيا عموما ملاذا آمنا للمتطرفين.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إن وزير الخارجية جان إيف لو دريان تحدث مع بومبيو بشأن ليبيا يوم الخميس وإنهما اتفقا على الحاجة إلى وقف "سريع" لإطلاق النار والعودة إلى العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة.

ورفضت فرنسا الخميس الاتهامات التي وجهتها وزارة الداخلية التابعة لحكومة الوفاق حول دعمها للمشير خليفة حفتر، وقالت إن هذه الاتهامات "لا أساس لها على الإطلاق".

وأعلن مسؤول في وزارة الخارجية الفرنسية "إن تصريحات حكومة فايز السراج بدعم حفتر وتغطيته دبلوماسياً لا أساس لها على الإطلاق".

يذكر أن حكومة الوفاق اتهمت فرنسا بدعم حفتر وقالت إنها ستوقف التعاون الأمني معها.

ومنذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في 2011 بعد ثورة شعبية، تغرق ليبيا في الفوضى وسط انتشار العديد من المليشيات التي تفرض سطوتها وصراعا على السلطة بين المشير حفتر الرجل القوي في شرق ليبيا والسراج رئيس حكومة الوفاق.