مجلس الشيوخ يحسم مصير مرشح ترامب لرئاسة المحكمة العليا

مرشح الرئيس الأميركي للمحكمة العليا والمرأة التي تتهمه بالاعتداء الجنسي مستعدان للمثول أمام مجلس الشيوخ لإدلاء كل منهما بروايته حول حادثة اعتداء جنسي تؤكدها المدعية وينفيها كافانو.

الاتهامات المتكررة بالاعتداءات الجنسية تعود للواجهة
الديمقراطيون يحاولون الاستفادة من القضية لعرقلة تسمية القاضي كافانو
ترامب يلتزم الصمت في قضية اتهام كافانو بالاعتداء الجنسي

واشنطن - أعربت المرأة التي تتهم بريت كافانو، مرشح الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المحكمة العليا، بالاعتداء عليها جنسيا في ثمانينات القرن الماضي عن استعدادها للمثول أمام مجلس الشيوخ لتأكيد اتهاماتها، في حين أكد كافانو أيضا استعداده للقيام بالمثل لدحض هذه الاتهامات.

ويبدو أن لهذا الملف أهمية كبيرة نظرا لتكرار الاتهامات بالاعتداءات الجنسية في الولايات المتحدة، ما أدى إلى عدة استقالات طاولت العديد من المسؤولين.

ويحاول الديمقراطيون الاستفادة من هذه القضية لعرقلة تسمية القاضي كافانو في المحكمة العليا، نظرا لما هو معروف عنه من مواقف محافظة.

ذلك أن تعيينه سيجعل القضاة التقدميين أو المعتدلين أقلية لسنوات طويلة داخل المحكمة العليا التي تنظر في قضايا اجتماعية شديدة الحساسية، مثل الإجهاض وحمل السلاح وحقوق الأقليات.

ويعمل الديمقراطيون منذ عدة أسابيع بقوة لإبطاء عملية تثبيت القاضي كافانو في منصبه من قبل مجلس الشيوخ الذي، حسب الدستور الأميركي، له الكلمة الأخيرة في تثبيت مرشحي الرئيس.

أما الهدف فقد يكون إرجاء التصويت على تثبيته إلى ما بعد انتخابات التجديد النصفي لأعضاء الكونغرس المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل التي قد تعيد الأكثرية داخل مجلس الشيوخ إلى الديمقراطيين.

والمعروف أن الجمهوريين يحظون حاليا بأكثرية ضعيفة جدا داخل مجلس الشيوخ هي 51 مقابل 49.

إلا أنه من المرجح ألا تنجح جهود الديمقراطيين هذه، لأن اللجنة الخاصة بهذا الملف داخل مجلس الشيوخ مدعوة للاجتماع الخميس للتصويت على تثبيت القاضي كافانو، على أن يصوت كامل أعضاء مجلس الشيوخ أواخر الشهر الحالي على الأرجح.

وكان تثبيت كافانو مضمونا داخل مجلس الشيوخ لو لم تظهر كريستين بلاسي فورد أستاذة علم النفس الجامعية البالغة اليوم الحادية والخمسين من العمر.

وقد اتهمت في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست، كافانو بالاعتداء الجنسي عليها خلال سهرة تعود إلى مطلع الثمانينات عندما كان طالبا ثانويا في ضواحي واشنطن.

وروت فورد أن كافانو برفقة صديق له "كانا ثملين تماما" عندما انفردا بها داخل غرفة والقياها على سرير قبل أن يحاولا نزع ملابسها. وأكدت أنها نجحت في الإفلات منهما ومغادرة الغرفة.

وبعد سكوت دام 36 عاما قررت هذه الأستاذة في علم النفس الخروج عن صمتها.

وقالت فورد التي تقترع عادة للديمقراطيين للصحيفة ردا على سبب هذا السكوت "أصبحت اليوم مقتنعة أن واجبي الأخلاقي بات أقوى من خوفي من الانتقام مني".

الديمقراطيون يعملون منذ عدة أسابيع بقوة لإبطاء عملية تثبيت القاضي كافانو في منصبه من قبل مجلس الشيوخ الذي، حسب الدستور الأميركي، له الكلمة الأخيرة في تثبيت مرشحي الرئيس

وأعلنت أيضا استعدادها لتقديم شهادتها أمام لجنة مجلس الشيوخ المكلفة بالنظر في ترشيح القاضي كافانو، حسب ما قالت محاميتها ديبرا كاتز.

من جهته نفى كافانو مجددا وبشكل قاطع هذه الاتهامات مؤكدا أيضا استعداده للمثول أمام مجلس الشيوخ للدفاع عن شرفه.

وقال هذا القاضي المحافظ في بيان مقتضب نقله البيت الأبيض "أنا مستعد للمثول أمام اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ للرد على هذه الاتهامات حول وقائع مزعومة تعود إلى 36 عاما والدفاع عن استقامتي".

وبعد أن أكد أن جميع الاتهامات التي تستهدفه "كاذبة تماما"، مشددا أنه "لم يقم أبدا" بما نسب إليه، أكان بحق المشتكية أو أي شخص آخر.

والملفت للنظر أن الرئيس دونالد ترامب الذي لا يتأخر عن التعليق على قضايا تهمه، فضل السكوت حتى الآن.

وقالت مستشارته كيليان كونواي الاثنين إنه لا يجوز "توجيه الاهانات" إلى فورد "ولا تجاهلها"، ويحق لها تقديم شهادتها أمام مجلس الشيوخ على غرار القاضي كافانو.

إلا أن أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين العشرة الأعضاء في هذه اللجنة لا ينظرون إلى تطور الأمور بهذا الشكل.

وقد طالبوا في رسالة رئيس اللجنة في مجلس الشيوخ بتعليق النظر في تثبيت القاضي كافانو حتى يتمكن مكتب التحقيقات الفدرالي "اف بي اي" من القيام بتحقيق "كامل ومهني".

وفي اغسطس/اب الماضي تجمع عشرات المتظاهرين في شوارع كاليفورنيا احتجاجا في مسيرة من أجل العدالة على ترشيح الرئيس دونالد ترامب لبريت كافانو قاضيا في المحكمة العليا.

وردّد المتظاهرون عبارات رافضة لترشيح كافانو، قائلين إنه محسوب على التيار المحافظ، وسيؤثر سلبا على حقوق النساء والعمال.

وشارك في الاحتجاجات عدد من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزب الديمقراطي ومجموعة من الناشطين.