مجلس الشيوخ يطالب بمشاركة النساء في محادثات السلام مع طالبان

جين شاهين تؤكد على وجوب مشاركة النساء في مفاوضات السلام التي تجريها الولايات المتحدة مع حركة طالبان الأفغانية.

كابول - أكدت السناتور الأميركية جين شاهين الاثنين أن الولايات المتحدة لا تريد انسحابا "متسرّعا" من أفغانستان، وسط مساع لإنهاء النزاع الدائر في البلاد.

وشدّدت السناتور الديمقراطية، العضو في لجنة القوات المسلّحة في مجلس الشيوخ المشرفة على الجيش الأميركي، على وجوب مشاركة النساء في المفاوضات التي تجريها بلادها مع حركة طالبان.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبلغ مستشاريه العام الماضي بأنه يريد تقليص حجم القوات الأميركية المنتشرة في أفغانستان والبالغ عددها 14 ألفا بنحو النصف، ما أثار انتقادات له بأنه يدفع باتجاه انسحاب متسرّع.

وقالت شاهين للصحافيين في السفارة الأميركية "ما سمعناه هنا هو أن أي اتفاق لإنهاء النزاع (...) يجب أن ينص على فترة انتقالية يشارك فيها كافة الفرقاء، وألا ينص على انسحاب متسرّع من أفغانستان".

وأضافت أن أعضاء الكونغرس يوافقونها هذا الرأي موضحة أن "هذا أيضا موقف الإدارة" الأميركية.

وتابعت "هناك موقف قد لا تعكسه دائما التغريدات الصادرة عن البيت الأبيض"، في إشارة إلى ميول ترامب لإطلاق رسائل غير متوقّعة بشأن السياسة الخارجية.

يشار إلى أن شاهين هي المرأة الوحيدة في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ. وقد شددت على أهمية مشاركة النساء في المحادثات الجارية مع طالبان التي ترفض المفهوم الغربي لحقوق النساء وأعدمت عددا منهن لاتّهامهن بالزنى.

وقالت شاهين إن "مشاركة النساء ترفع بنحو 35 بالمئة فرص (نجاح) المفاوضات... وتطيل أمدها".

وأشارت السناتور الأميركية إلى "أهمية تأييد مشاركة النساء" وذلك "بصرف النظر عن نتائج مفاوضات السلام".

 

جين شاهي: مشاركة النساء ترفع بنحو 35 بالمئة فرص نجاح المفاوضات
جين شاهي: مشاركة النساء ترفع بنحو 35 بالمئة فرص نجاح المفاوضات

ومن المتوقّع عقد جولة محادثات جديدة في نيسان/أبريل الحالي بين وفد من القادة السياسيين الأفغان يضم مسؤولين في الحكومة، وحركة طالبان في العاصمة القطرية الدوحة.

ولطالما رفضت طالبان إجراء محادثات رسمية مع كابول واصفة حكومتها بأنه "دمية" بأيدي الغرب، وقد شددت على أن المسؤولين الحكوميين سيشاركون في المحادثات "بصفة شخصية".

ولم يتم إعلان أسماء الشخصيات التي ستشارك في المحادثات، إلا أن تقارير أفادت بأن قائمة أولية تضم امرأتين.

وتسعى الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق مع حركة طالبان لإنهاء حرب مستمرة منذ حوالى ثمانية عشر عاما، لكن المخاوف تجددت خصوصا فيما يتعلق بحقوق المرأة وحرية التعبير وحقوق وسائل الإعلام وضمان فضاء حر للمجتمع المدني.

وتولت طالبان الحكم في أفغانستان عام 1996 حيث فرضت تفسيرها المشدد لأحكام الشريعة على البلاد قبل أن تتم الإطاحة بها إثر الاجتياح الأميركي عام 2001.

وتخشى الكثير من الأفغانيات العودة إلى سياسات طالبان القمعية، حيث كانت المرأة ممنوعة من العمل ويحتم عليها ارتداء البرقع وعدم مغادرة المنزل دون أحد الأقارب من الرجال كما منعت الفتيات من الذهاب إلى المدرسة ابتداء من المرحلة الثانوية.

وباتت المخاوف في أفغانستان بشكل عام، ولدى النساء بشكل خاص من عودة الحركة المتشددة لممارسة تلك الإجراءات مجددا تحت إطار اتفاق السلام.

وشهدت أفغانستان نقلةً نوعيةً في مجال حقوق المرأة، وباتت النساء في السنوات الأخيرة يلتحقن بصفوف الجيش الأفغاني، وهو ما لم يكن يحدث من قبل.