مجموعة السبع تدعم إسرائيل في مواجهة إيران
واشنطن - أبدت مجموعة الدول السبع الكبرى دعمها المستمر لإسرائيل في بيانٍ صدر في وقت متأخر من مساء أمس الاثنين، وأكدت تمسكها بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها في ظل الأزمة الراهنة في المنطقة. كما حمل البيان إشارات واضحة تجاه إيران، حيث اعتُبرت طهران المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط، فيما أُعيد التأكيد على ضرورة تراجع إيران عن سعيها لامتلاك أسلحة نووية.
وفي تفاصيل البيان، أكدت مجموعة السبع، التي تضم الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، فرنسا، ألمانيا، كندا، اليابان، وإيطاليا، دعمها التام للأمن القومي الإسرائيلي. وقال قادة المجموعة في بيانهم: "نؤكد أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، ونكرر دعمنا لأمن إسرائيل". وجاء هذا التصريح في وقت حساس للغاية، إذ تشهد المنطقة تصاعدًا غير مسبوق في أعمال العنف بين إسرائيل وإيران، بعد أن شنّت إسرائيل يوم الجمعة الماضي ضربات جوية على مواقع إيرانية في محاولة لوقف برنامج طهران النووي.
وقال البيان "إيران هي المصدر الرئيسي لزعزعة الاستقرار والإرهاب في المنطقة"، مما يعكس قلقًا متزايدًا لدى الدول الغربية من الأنشطة الإيرانية في الشرق الأوسط. وأكدت المجموعة أن موقفها تجاه إيران واضح تمامًا، حيث شددت على أنه "لا يمكن لإيران أن تمتلك سلاحًا نوويًا أبدًا". هذا التصريح يأتي في وقت يتصاعد فيه القلق الدولي بشأن نية طهران المحتملة في تطوير أسلحة نووية، وهو ما تعارضه بشدة الدول الغربية.
لا يمكن لإيران أن تمتلك سلاحًا نوويًا أبدًا
وقد غادر الرئيس الأميركي دونالد ترامب مبكرا القمة وسط توقعات من اتخاذ قرارات تتعلق بدعم إسرائيل في الحرب.
من جانب آخر، كانت إسرائيل قد شنت ضربات استباقية ضد إيران يوم الجمعة الماضية، في خطوة وصفها المسؤولون الإسرائيليون بأنها ضرورية لمنع طهران من تطوير أسلحة نووية. وتبادلت إسرائيل وإيران الضربات منذ ذلك الحين، مما أسفر عن مقتل أكثر من 220 شخصًا، معظمهم من المدنيين، وفقًا لما أعلنته مصادر إيرانية. أما إسرائيل فقد قالت إن 24 مدنيًا لقوا حتفهم نتيجة الهجمات المتبادلة. هذه الأرقام تبرز حجم المعاناة الإنسانية التي خلفتها الحرب في المنطقة، والتي تزيد من تعقيد الوضع الأمني والإنساني.
وفي الوقت نفسه، دعت مجموعة السبع إلى تهدئة الأعمال القتالية في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، وأعربت عن رغبتها في إيجاد حلول عاجلة للأزمة الإنسانية التي يواجهها المدنيون في غزة. وقال البيان: "نحث على أن يؤدي حل الأزمة الإيرانية إلى تهدئة أوسع للأعمال القتالية في الشرق الأوسط، يشمل وقفا لإطلاق النار في غزة". ولفت البيان إلى أن دول المجموعة مستعدة للتنسيق فيما بينها من أجل ضمان حماية الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية، التي تأثرت بشكل كبير من جراء التصعيد العسكري في المنطقة.
ورغم أن مجموعة السبع أبدت دعمها لإسرائيل في مواجهة التهديدات الإيرانية، إلا أن البيان أشار أيضًا إلى أهمية العمل نحو تهدئة الوضع في مناطق النزاع الأخرى، خصوصًا في غزة، التي تشهد منذ سنوات صراعًا مستمرًا بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقد أظهرت بعض الدول الأوروبية في المجموعة، مثل فرنسا وألمانيا، رغبتها في إجراء مفاوضات مع إيران في وقت لاحق، بهدف الحد من تطور النزاع العسكري.
إلا أن القلق الدولي يبقى في أوجه بسبب التصعيد الذي قد يؤدي إلى مزيد من العنف في المنطقة. وبالرغم من ذلك، تأمل دول مجموعة السبع أن يتمكن المجتمع الدولي من التوصل إلى توافق يساعد على احتواء الأزمة الحالية، ويؤدي إلى تهدئة شاملة للأوضاع في الشرق الأوسط.
وفي النهاية، تبدو مواقف الدول السبع الكبرى في غاية الأهمية في تحديد مسار الأزمة في المنطقة، حيث تركز على دعم إسرائيل في حقها بالدفاع عن نفسها، وفي الوقت ذاته تسعى إلى الحفاظ على الاستقرار الإقليمي، خاصة في أسواق الطاقة والمناطق المتأثرة بالصراع.