محادثات أردنية إسرائيلية تركز على التهدئة الشاملة في الأراضي الفلسطينية

العاهل الأردني يؤكد خلال استقباله وزير الدفاع الإسرائيلي أنه لا بديل عن حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين من أجل إيجاد أفق حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل.

عمان - أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني اليوم الأربعاء خلال لقائه بوزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس على "ضرورة الحفاظ على التهدئة الشاملة في الأراضي الفلسطينية" وأنه لا بديل عن حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين "من أجل إيجاد أفق حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل"، وفق بيان صادر عن الديوان الملكي.

وأضاف البيان أن اللقاء الذي حضره وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي "تناول عددا من القضايا الثنائية وسبل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة". وتحدث البيان عن "لقاء دافئ عقد بناء على دعوة من الملك"

وقال مسؤولون إسرائيليون وأردنيون إن بيني غانتس التقى اليوم الأربعاء بالملك عبدالله الثاني في عمان لبحث الاستقرار في المنطقة والعلاقات الثنائية في أحدث زيارة لمسؤول إسرائيلي رفيع المستوى منذ تحسن العلاقات بين الجارتين.

والأردن حليف أمني لإسرائيل وأبرم معها معاهدة سلام عام 1994 لكن العلاقات عانت في السنوات الأخيرة بسبب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

ورغم ذلك، تشهد العلاقات تحسنا بشكل مطرد منذ أطاح ائتلاف من الأحزاب السياسية الإسرائيلية بحكومة رئيس الوزراء المحافظ بنيامين نتنياهو التي تدهورت العلاقات في فترة حكمها.

وكتب غانتس في تغريدة عقب الاجتماع مع العاهل الأردني في القصر الملكي "اجتماعنا يعكس العلاقات المتينة والتعاون المتميز بين بلدينا. ونحن ملتزمون بالعمل معا من أجل أمن وازدهار البلدين".

وكشف الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في الخامس من سبتمبر/أيلول الماضي أنّه التقى مع العاهل الأردني عبدالله الثاني في عمان، وسط تحسن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وقال هرتسوغ في مقابلة تلفزيونية مع التلفزيون الإسرائيلي إن "الأردن بلد مهم جدا وأنا أكن احتراما كبيرا للملك عبدالله وهو قائد عظيم ولاعب إقليمي ذو تأثير كبير".

وتدهورت العلاقات الإسرائيلية الأردنية في ظل حكم رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، لكن بعد وقت قصير على تولي نفتالي بينيت رئاسة الحكومة في إسرائيل في يونيو/حزيران الماضي، زار الأخير عمان وأجرى محادثات مع الملك عبدالله الثاني.

وفي يوليو/تموز، اتفق الأردن وإسرائيل على أن تبيع الأخيرة لعمان 50 مليون متر مكعب من المياه سنويا، إضافة إلى 55 مليون متر مكعب تقدمها حاليا مجانا. وبموجب هذا الاتفاق، يُسمح للأردن بزيادة صادراته إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية.

وقّع الأردن وإسرائيل في دبي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إعلان النوايا في خطوة جديدة من شأنها أن تحسن العلاقات بين البلدين.

وتبدأ دراسات جدوى المشروع العام المقبل وستشارك الإمارات في تمويل التعاون، بينما رعت الولايات المتحدة التوقيع.

وتنص الاتفاقية على أن يعمل الأردن على توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية لصالح إسرائيل، بينما ستعمل الأخيرة على تحلية المياه لصالح المملكة التي تعاني من الجفاف.

ويقول مسؤولون أردنيون إن التحول في السياسة الأميركية في عهد الرئيس جو بايدن بشكل أكبر نحو الالتزام التقليدي بحل الدولتين خفف الضغط على الأردن، الذي يمثل الفلسطينيون نسبة كبيرة من سكانه البالغ عددهم 10 ملايين نسمة.

وذكر مسؤولون أن إسرائيل عززت في الأشهر الأخيرة إمداداتها من المياه للأردن، كما تجدد الحديث عن مشاريع إقليمية وزيادة حجم التجارة عبر الحدود التي ظلت راكدة لسنوات.