محادثات استكشافية بين طهران والرياض هي الأولى في عهد رئيسي

وزير الخارجية السعودي يعبر عن أمله في أن تضع المحادثات بين بلاده وإيران أساسا لمعالجة المواضيع العالقة بين الطرفين، مؤكدا سعيا مشتركا لتحقيق ذلك رغم أن سقف التوقعات قد لا يكون بحجم التطلعات.
اللقاء بين وفدي السعودية وإيران محاولة لتخفيف التوتر
المحادثات بين طهران والرياض تأتي رغم تعثر مفاوضات فيينا النووية  

الرياض - أكدت السعودية اليوم الأحد أنها عقدت جولة محادثات مباشرة أولى مع حكومة إيران الجديدة الشهر الماضي في إطار عملية تفاوض بدأت في وقت سابق من العام الجاري لخفض التوتر بين الدولتين الجارتين المتنافستين.

وبدأت الدولتان الخصمان منذ وقت طويل واللتان قطعتا العلاقات بينهما في عام 2016 المحادثات في أبريل/نيسان عندما كانت الولايات المتحدة وإيران تناقشان إحياء الاتفاق النووي الإيراني الذي عارضته الرياض وحلفاؤها.

وأجريت ثلاث جولات من المحادثات السعودية الإيرانية في العراق في الشهور التي سبقت تنصيب الرئيس الإيراني الذي يعتبر من غلاة المحافظين إبراهيم رئيسي في أغسطس/آب.

وقال الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي إن الجولة الأحدث من المحادثات عُقدت يوم 21 سبتمبر/أيلول. ولم يحدد مكان الاجتماع. ويوافق تاريخ عقد الجلسة إلقاء رئيسي كلمته أمام الدورة الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وقال الوزير السعودي في مؤتمر صحفي مشترك مع جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي "لا تزال هذه المحادثات في المرحلة الاستكشافية. نأمل أن تضع أساسا لمعالجة المواضيع العالقة بين الطرفين وسوف نسعى ونعمل على تحقيق ذلك".

ولسنوات دعمت السعودية وإيران أطرافا متعارضة في صراعات إقليمية ونزاعات سياسية في سوريا ولبنان والعراق. وتقود الرياض تحالفا عسكريا يشن حربا على جماعة الحوثي المدعومة من طهران في اليمن منذ عام 2015.

وقالت كل من الرياض وطهران إنهما تأملان في أن تخفف المحادثات التوتر بينهما لكنهما هونتا من شأن توقعات حدوث تقدم دبلوماسي كبير. ولم تعلق إيران إلى الآن على جولة 21 سبتمبر/أيلول من المحادثات المباشرة. وقالت المملكة إنها ستحكم على حكومة رئيسي من خلال أفعالها.

وتوقفت المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران حول إحياء الاتفاق النووي في يونيو/حزيران.

وكان الأمير فيصل بن فرحان يتحدث خلال زيارة بوريل للسعودية والذي قال إنه أطلع الشركاء على بوادر استئناف المحادثات النووية.

وصعّد المتمردون الحوثيون أخيرا من هجماتهم على مدن جنوب المملكة بواسطة الطائرات المسيّرة والصواريخ البالستية. وشهد شهر سبتمبر/ايلول الماضي وقوع سبع هجمات كان أبرزها هجوم بصاروخ بالستي أسفر عن إصابة طفلين في الدمام في المنطقة الشرقية الغنية بالنفط.

أعرب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي عن أمله في التوصل لتسوية للنزاع اليمني المستمر منذ 7 سنوات. وقال "ما يحدث في اليمن مأساة رهيبة للناس هناك وله تأثير على المنطقة بأسرها".

وناشد "جميع أطراف هذا النزاع على تقديم الدعم الكامل للتوصل لتسوية سلمية للنزاع"، مشيرا إلى ضرورة أنّ "تبدأ المفاوضات بوقف إطلاق النار".

وتقود السعودية منذ 2015 تحالفا عسكريا دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا التي تخوض نزاعا داميا ضدّ المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، منذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى في 2014.

وأسفر النزاع في اليمن عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص، بينهم الكثير من المدنيين، كما تسبب بأسوأ أزمة إنسانية في العالم بحسب الأمم المتحدة.