محادثات افتراضية تدفع لسلام بعيد المنال في أفغانستان

الحكومة الأفغانية تتهم حركة طالبان بعدم الجدية، مشيرة إلى أنها نفذت التزاماتها بالإفراج عن 4 آلاف سجين من الحركة لكن موجة العنف لم تتوقف.
20 دولة تشارك في مؤتمرات عن بعد حول السلام في أفغانستان
اتفاق الدوحة يرواح مكانه وسط اتهامات متبادلة بين طالبان وكابول

كابول - يشارك الرئيس الأفغاني أشرف غني هذا الأسبوع في عدة مؤتمرات عبر الفيديو مع مسؤولين أجانب للتوصل إلى تفاهم حول مفاوضات السلام مع طالبان، كما أعلنت وزارة الخارجية الاثنين.

وتكابد الحكومة الأفغانية لوضع حد لأسوأ موجات عنف تعرضت لها البلاد وأربكت قواتها، فيما تراوح المحادثات التي يترقبها العالم بين كابول وطالبان، مكانها دون تحقيق أي تقدم يذكر باستثناء اتهامات لا تهدأ بين طرفي الصراع.

وأعلن غران هيواد المتحدث باسم وزارة الخارجية أن ثلاثة مؤتمرات افتراضية ستعقد في هذا الخصوص أولها الاثنين مع ممثلين لعشرين بلدا، مضيفا "ترمي هذه المحادثات إلى التوصل لتفاهم" حول مفاوضات السلام على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد مسؤول في وزارة الخارجية الأفغانية هذه المبادرة التي تشارك فيها الولايات المتحدة وباكستان وروسيا والهند وإيران والصين وقطر ومصر والأمم المتحدة وبعض المنظمات الدولية.

وقبل ساعات من الاجتماع الأول ندد المتحدث باسم غني بتصاعد أعمال العنف المنسوبة لطالبان في الأسابيع الماضية.

وقال صديق صديقي للصحافيين "لا عقبات من ناحيتنا بشأن عملية السلام لكننا نرى أن حركة طالبان غير جدية"، مضيفا "أفرجت كابول عن أكثر من أربعة آلاف سجين من طالبان لخفض مستوى العنف في البلاد لكنه لم يتراجع".

ووعد الرئيس غني بالإفراج عن خمسة آلاف سجين من طالبان مقابل ألف عنصر من قوات الأمن الأفغانية وقعوا في الأسر طبقا للاتفاق بين واشنطن وطالبان في الدوحة والذي لم تصادق عليه كابول.

وفي الاتفاق المبرم نهاية سبتمبر/ايلول 2019 تعهدت واشنطن بسحب القوات الأجنبية من أفغانستان بحلول منتصف 2021 مقابل ضمانات من طالبان خصوصا إعادة تحريك مفاوضات السلام.

ورغم أن طالبان أعلنت مرارا تعهدها باحترام بنود الاتفاق، فإنها غالبا ما تحمل الحكومة الأفغانية مسؤولية تعطيل المفاوضات وتتهمها بعدم الإفراج عن سجنائها بسرعة.

والاثنين أعلن المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد أن كابول "وضعت عقبات" للإفراج عن خمسة آلاف سجين و"عليها إتمام العملية". وأضاف أن "حجج الحكومة غير منطقية وغير معقولة".

وتراجع العنف في البلاد منذ إعلان طالبان وقفا لإطلاق النار لثلاثة أيام نهاية مايو/أيار بمناسبة عيد الفطر، لكن السلطات الأفغانية تؤكد أن هجمات المتمردين تجددت بقوة في الأسابيع الماضية.

ولا يتوقع أن تفضي المحادثات الافتراضية لنتائج تذكر باستثناء بيانات الدعم لجهود الدولية لجهود السلام المنشود والذي يبدو أنه لايزال بعيد المنال في دولة لم يفارقها العنف والعنف المتبادل في تاريخها إلا نادرا.