محادثات بين طالبان ووفد أميركي في مسار مفاوضات متعثر

واشنطن وإسلام أباد تدفعان لإجراء محادثات سلام مباشرة بين الحركة المتشددة والحكومة الأفغانية في جولة مباحثات جديدة بالدوحة.

لقاء الدوحة يأتي بعد جولة إقليمية لخليل زاد
جهود أميركية متواصلة لوضع حد لأطول صراع دموي
طالبان تتمسك برحيل "قوات الغزو" وبعدم التفاوض مع كابول

كابول - أعلن متحدّث باسم طالبان الاثنين أن ممثلين عن الحركة التقوا مسؤولين أميركيين في قطر التي تستضيف مكتبا سياسيا للحركة وذلك من أجل البدء بجولة جديدة من المفاوضات الهادفة إلى وضع حدّ للحرب الأفغانية.

وأكّد المتحدّث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد في رسالة عبر تطبيق واتسآب "بعد موافقة الأميركيين على جدول أعمال تحضيري لإنهاء غزو أفغانستان والحؤول دون أن تستخدم أفغانستان ضد بلد آخر في المستقبل، جرت محادثات اليوم مع ممثلين أميركيين في العاصمة القطرية الدوحة"، مضيفا "المحادثات ستستأنف غدا".

ولم تؤكد الولايات المتحدة بعد اللقاء. وآخر اجتماع اعترف به الطرفان كان في أبوظبي أواخر عام 2018.

ويأتي إعلان طالبان في وقت أنهي فيه المبعوث الأميركي للسلام في أفغانستان زلماي خليل زاد، جولة إقليمية آخر الأسبوع في باكستان، زار خلالها الهند والصين وأفغانستان بهدف العمل على وضع حدّ للحرب المستمرة منذ 17 عاما.

وكتب خليل زاد على تويتر في نهاية زيارته لإسلام أباد "نسير بالاتجاه الصحيح مع تطورات جديدة تأتي من الجانب الباكستاني الذي سيعلن عن النتائج".

وهددت طالبان في السابق بأنها لن تواصل المحادثات مع الولايات المتحدة، متهمة إياها بـ"الابتعاد عن البرنامج" الذي حدد في أبوظبي وبأنها "تضيف بشكل أحادي مواضيع جديدة".

وتأمل الولايات المتحدة في أن تبدأ طالبان محادثات مع الحكومة الأفغانية، لكن طالبان ترفض ذلك حتى الآن وتعتبر بأن الحكومة الأفغانية مجرّد "دمية متحركة" بيد واشنطن.

وتأتي جولة خليل زاد الإقليمية بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ديسمبر/كانون الأول 2018 عزمه سحب نصف القوات الأميركية (وعديدها 14 ألفا) المنتشرة في أفغانستان.

ووصل رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان كذلك الاثنين إلى الدوحة في زيارة تستمرّ يومين، وفق ما أعلن متحدثون باسمه في إسلام أباد.

وغادر المبعوث الأميركي الخاص للسلام في أفغانستان إلى قطر بعد زيارة لباكستان استغرقت 4 أيام.

وقال خليل زاد "انتهيت للتو من زيارة باكستان ضمن جولتي الحالية في المنطقة لدفع عملية السلام وعقدت اجتماعات جيدة. وإنني أقدر حسن الضيافة في باكستان والعزم على دفع السلام في أفغانستان".

وأضاف "نحن نمضي في المسار الصحيح في ظل خطوات قادمة من باكستان ستؤدي إلى نتائج ملموسة".

وخلال زيارته التي استمرت أربعة أيام في العاصمة إسلام أباد، التقى خليل زاد مع عمران خان ووزير الخارجية شاه محمود قريشي ورئيس أركان الجيش الجنرال قمر جاويد باجوا ومسؤولين آخرين، حسب وسائل إعلام محلية.

وتأتي زيارة باكستان ضمن جولة للمبعوث الأميركي بدأت في 12 يناير/كانون الثاني الجاري وشملت حتى الآن أيضا الصين والهند.

والأحد زار السناتور الأميركي ليندسى غراهام أيضا إسلام أباد، الأحد، وعقد اجتماعات مع رئيس الوزراء الباكستاني ووزير الخارجية.

وتحاول باكستان الضغط على حركة طالبان لقبول التفاوض بشكل مباشر مع الحكومة الأفغانية، بعد إلغائها محادثات سلام كانت مقررة مع مسؤولين أميركيين في قطر بسبب إصرار الولايات المتحدة على ضرورة إشراك الحكومة الأفغانية في تلك المحادثات.

وكانت الحكومة الباكستانية قد توسطت في الجولة الأولى من المحادثات المباشرة بين الحكومة الأفغانية وطالبان في إسلام آباد عام 2015، إلا أن العملية انهارت بعد إعلان طالبان مقتل زعيمها الملا عمر، ما أثار نزاعا مريرا على السلطة داخل الحركة.

وتراجعت فرص استئناف عملية السلام المتوقفة بعد مقتل الملا منصور خليفة الملا عمر، في هجوم بطائرة أميركية بدون طيار العام الماضي في باكستان، بالقرب من الحدود الأفغانية.

ومنذ ذلك الحين، تم القيام بمحاولات عديدة لاستئناف عملية السلام المتعثرة من قبل مجموعة تضم أربع دول هي باكستان وأفغانستان والولايات المتحدة والصين.

وحتى اليوم، باءت جميع تلك المحاولات بالفشل، باستثناء بضع جولات من المحادثات المباشرة بين الولايات المتحدة وحركة طالبان.