محاكاة لاصطدام كويكب بالأرض تنتهي بكارثة

تمرين محاكاة اصطدام كويكب بالأرض ينتهي بالقضاء على مدينة نيويورك، والبشر يفشلون في تحويل مساره.

التمرين المقبل سيقام في 2021 في فيينا
قوة انفجار الكويكب أقوى بألف مرة من قنبلة هيروشيما
دفاع عن مشروع 'نيوكام' للتصرف مبكرا في حال وجود تهديدات

واشنطن – بعد تدمير الكوت دازور في 2013 وداكا في 2015 وإنقاذ طوكيو في 2017، انتهى تمرين محاكاة اصطدام كويكب بالأرض الجمعة على كارثة مع قضائه على مدينة نيويورك.
ورغم تحضيرات استمرت ثماني سنوات، فشل البشر في تحويل مسار الكويكب في هذا التمرين.
وأصبح هذا التمرين موعدا منتظما لأوساط "الدفاع الكوكبي" في العالم.
وبوشرت هذه النسخة الجديدة الاثنين في إطار مؤتمر قرب واشنطن مع الإنذار التالي: رصد تلسكوب كويكبا قطره 100 إلى 300 متر يسير بسرعة 14 كيلومترا في الثانية مع احتمال سقوطه على الأرض بنسبة 1% في 29 نيسان/أبريل 2027.
وكان نحو 200 عالم فلك ومهندس وخبير في حالات الطوارئ يتلقون معلومات جديدة ويطرحون اقتراحات وينتظرون قرارات القيمين على التمرين الذي صممه مهندس في صناعات الفضاء من وكالة الفضاء الأميركية (ناسا).
وقد ارتفع احتمال أن يتحطم الكويكب على الأرض إلى 10% … ثم إلى 100 %.
وقررت الناسا إرسال مسبار العام 2021 لرصد التهديد. وفي كانون الأول/ديسمبر 2021، أكد علماء الفلك أن الكويكب يتجه مباشرة إلى منطقة دنفر في ولاية كولورادو وسيقضي عليها كليا.
فقررت عندها القوى الفضائية العظمى، أي الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا والصين واليابان بناء ست مركبات مهمتها ضرب الكويكب لتحويل مساره. واستغرق بناء المركبات وقتا طويلا وكان من الضروري تنسيق المدارات وعمليات الاصطدام المقررة في آب/اغسطس 2024.
وتمكنت ثلاث منها من ضرب الكويكب. إلا أن جزءا من ستين مترا من الكويكب واصل طريقه باتجاه الأرض. فقررت الولايات المتحدة إرسال مهمة أخيرة مع شحنة نووية تساعد على تغيير مسار الحجر النيزكي وهو إجراء أنقذ طوكيو في التمرين السابق إلا أن اختلافات سياسية حالت دون تنفيذ الخطة.
ولم يبق أمام السلطات سوى الاستعداد.
وقبل ستة أشهر على الموعد تم تحديد المنطقة المستهدفة بدقة أكبر فتبين أنها نيويورك. وقبل شهرين بات علماء الفلك على ثقة كاملة بأن الحجر سيدمر المدينة.
وهو دخل الغلاف الجوي بسرعة 69 ألف كيلومتر في الساعة وانفجر على ارتفاع حوالى 15 كيلومترا فوق سنترال بارك. وكانت قوة الانفجار  الكويكب أقوى بألف مرة من قنبلة هيروشيما.
وقال العلماء إن قوة دفع الانفجار أتت على كل شيء في شعاع قدره 15 كيلومترا وتحولت مانهاتن إلى دمار وتحطم الزجاج في منطقة قطرها 45 كيلومترا. وامتدت الأضرار على 68 كيلومترا.

أما المشكلات الناجمة عن الحادث فلا تعد ولا تحصى.
فكيف يمكن إجلاء ستة ملايين نسمة؟ الأعاصير المنتظمة التي تضرب المنطقة تظهر صعوبة هذه المهمة. وتقول براني جونسون ممثلة "السكان الغاضبين" في التمرين، "مدة شهرين غير كافية للإجلاء. ستكون هناك طوابير من شاحنات النقل".
من سيدفع؟ من سيستقبل اللاجئين؟ كيف تتم حماية المنشآت النووية والكيميائية والأعمال الفنية؟ كيف سيتصرف السكان في مواجهة وضع كارثي كهذا؟.
وتساءلت فيكتوريا اندروز من مكتب الدفاع الكوكبي في الناسا "عندما يعرف المرء أن منزله سيدمر بعد ستة أشهر هل يستمر في تسديد القرض؟".
وناقش المشاركون مطولا مسائل قانونية وأخرى تتعلق بالتأمين فقد أنقذت الولايات المتحدة دنفر إلا أنها دمرت نيويورك عن غير قصد.
وتقول آليسا حداجي من جامعة هارفرد ومنسقة مجموعة من 15 محاميا متخصصين بالقانون الفضائي شكلت للرد على هذه الأسئلة "في هذه الحالة واستنادا إلى القانون الدولي ينبغي على الولايات المتحدة بصفتها الدولة المطلِقة دفع تعويض مع أنها ليست مخطئة".
وهذا التمرين يقوم على حالة قصوى.
ويؤكد بول شوداس المهندس الأميركي الذي صممه "من غير المرجح أن يحصل ذلك. إلا أننا أردنا عرض كل المشاكل ومناقشتها".
واستغل علماء فلك الفرصة للدفاع عن مشروع التلسكوب الفضائي "نيوكام" الذي من شأنه السماح برصد الكويكبات والتصرف في وقت أبكر في حال وجود تهديد.
ويقام التمرين المقبل في 2021 في فيينا. ولا يستبعد بول شوداس أن تكون أوروبا الهدف هذه المرة.