محاولات اخوانية لا تهدا لاستهداف الرئيس سعيد

رئيس بلدية مقرب من النهضة يطالب الرئيس التونسي بإعلامه قبل دخول منطقته في انتهاك صارخ للدستور واهانة لهيبة مؤسسة الرئاسة.
العيوني تعمد الاساءة لرئيس الدولة وسعى لانتهاك صلاحياته
فتحي العيوني طالب بسجن معارض لانتقاده الغنوشي في البرلمان
صلاحيات رئيس البلدية تحولت الى وسيلة لتهديد مدنية الدولة
جهات مقربة من اخوان تونس تسعى لضرب صورة الرئيس

تونس - تصاعد الصراع بين اطراف محسوبة على حركة النهضة الإسلامية والرئيس التونسي قيس سعيد في ظل خلافات حول الصلاحيات بين مؤسسات الدولة.
وفي هذا الصدد انتقد رئيس بلدية الكرم ( شمال العاصة) المقرب من اخوان تونس فتحي العيوني زيارة قام بها رئيس الجمهورية سعيد الى المنطقة لاداء صلاة الجمعة بأحد المساجد.
ووصف العيوني في تصريح لإذاعة " اي اف ام" الخاصة الزيارة بانها حركة غير دستورية متهما الرئيس بتجاوز صلاحياته.
وبرر العيوني موقفه بان الرئيس تجاهل باب كامل للدستور متابعا "حتى وان كان قدوم الرئيس لأداء واجب ديني داخل منطقة ترابية خاضعة إلى سلطة محلية كان عليه اعلامنا".
وأكد فتحي العيوني انه سوف يرسل مكتوب لرئيس الجمهورية يعاتبه فيه عن تجاهله للدستور التونسي قائلا " بان ما قام به امر لا يليق به".
وتمكن فتحي العيوني من الفوز في الانتخابات البلدية في 2018 عن جهة الكرم بدعم من قواعد حركة النهضة حيث استغل الصلاحيات الواسعة التي يمنحها قانون المجالس المحلية لفرض اجندات ورؤى مخالفة للدستور ولقيم الجمهورية.

واثار العيوني جدلا واسعا بعد ان اعلن الشهر الماضي المضي في تركيز صندوق الزكاة وسط انتقادات واسعة من تعمد بعض اقطاب الإسلام السياسي لضرب مبادئ وقيم الدولة المدنية المنصوص عليها في الدستور.

كما طالب رئيس البلدية بسجن النائب المعارض المنجي الرحوي بحجة التهجم على رئيس حركة النهضة ورئيس البرلمان راشد الغنوشي.
ويرى مراقبون ان الانتقادات التي وجهها العيوني للرئيس التونسي لا تخرج من حالة الاستقطاب والصراع بين الرئيس سعيد وراشد الغنوشي.
واتهم الغنوشي بالتعدي على صلاحيات الرئيس بالقيام بدبلوماسية مواززية اطلق عليها عليها اسم الدبلوماسية البرلمانية حيث قام رئيس البرلمان بلقاء الرئيس التركي رجب طيب اردوغان والاتصال برئيس حكومة الوفاق فائق السراج لتهنئة على تحرير قاعدة الوطية الجوية من الجيش الوطني الليبي.
ووجه الرئيس التونسي انتقادات واسعة ومبطنة للغنوشي في تهنئة قدمها بمناسبة عيد الفطر قائلا " بان لتونس رئيس واحد في الداخل والخارج".
بدورها دعت الهيئة السياسية لجبهة الإنقاذ في تونس والمقربة من الرئيس كافة التونسيين إلى الانضمام إلى الحراك أمام مقر البرلمان بساحة باردو وسط العاصمة للمطالبة بإسقاط البرلمان.
وقال فتحي الورفلي الناطق الرسمي باسم الحراك الذي يضم أحزابا سياسية وشخصيات وطنية وحركة شباب تونس الوطني وينشط تحت اسم 'حراك الإخشيدي 14 جوان' الى النزول للشارع في مواجهة برلمان بدا يفقد شرعيته.

وتعرض فتحي العيوني لانتقادات واسعة بسبب تصريحاته ضد الرئيس حيث اتهم بادارة دولة داخل الدولة وبتجاوز القانون.
وقال الناشط السياسي برهان بسيس في تصريح لاذاعة " أي اف ام" الخاصة الجمعة ان دعوة العيوني الرئيس باستشارته في كل نشاط يقوم به في مجال البلدية غير قانوني وبعيد عن المنطق.
واضاف" لرئيس الجمهورية الحق الكامل بالتوجه إلى أي بلدية في إطار سيادي أو حتى لأمر شخصي دون إستشارة رؤساء البلدية.
وقال أن العيوني ومن معه فهموا الحكم المحلي والإنتخابات البلدية  أن تصبح الكرم دولة مستقلة عن تونس.
بدورها رفضت وزارة الشؤون المحلية التونسية في بيان نشرته اليوم الجمعة خطاب العيوني حيث افادت "بأن رئيس الجمهورية يتمتع على غرار كل مواطن تونسي بحرية التنقل طبقا لأحكام الفقرة 2 من الفصل 24 من الدستور الذي ينص على أنه “لكل مواطن الحرية في التنقل داخل الوطن وله الحق في مغادرته” ولا يمكن الحد منها أو من ممارستها إلا بمقتضى ضوابط محددة قانونيا وللضرورات أو للمقتضيات المنصوص عليها بالفصل 49 من الدستور".