محاولة اغتيال مساعد مدير الاستخبارات العسكرية بالعراق

العملية تأتي فيما لا يزال العراق يواجه تحديات أمنية كبيرة بسبب تهديدات الميلشيات الموالية لإيران وتعكس مدى نفوذها وتهديدها للأمن العراقي.
محاولة اغتيال معاون مدير الاستخبارات تفاقم تحديات الكاظمي في كبح انفلات أذرع إيران

بغداد - أفاد مصدر أمني عراقي السبت بتعرض معاون مدير الاستخبارات العسكرية في وزارة الدفاع  العراقية العميد الركن زيد حوشي المكصوصي لمحاولة اغتيال قرب جسر ديالى جنوب شرقي بغداد.

ونقل موقع "السومرية نيوز" الإخباري اليوم عن المصدر قوله إن "معاون مدير الاستخبارات العسكرية في وزارة الدفاع العميد الركن زيد حوشي المكصوصي تعرض لمحاولة اغتيال قرب جسر ديالى جنوب شرقي بغداد".

وأضاف أن "المحاولة تمت من خلال ثلاث سيارات نوع سلفادور هاجم ركابها سيارة العميد الركن أثناء عودته من محافظة واسط".

وتابع المصدر أن "قوة أمنية طوقت مكان الحادث وتمكنت من ضبط إحدى السيارات واعتقال ثلاثة أشخاص من المهاجمين".

وفي السياق نفسه أشار مصدر أمني أخر إلى أن "التحقيقات الأولية تشير إلى أن العميد الركن لم يكن هو المستهدف وإنما أحد الشيوخ نتيجة خلافات عشائرية".

ويأتي الحادث فيما لا يزال العراق يواجه تحديات أمنية كبيرة بسبب تهديدات الميلشيات العراقية المسلحة الموالية لإيران والتي نفذت عمليات اغتيال متكررة لنشطاء بالاحتجاجات ومتظاهرين واعتدت مرارا على قواعد عسكرية أميركية وأخرى أجنبية في هجمات كثيرا ما تسببت في مقتل مدنيين.

وشدد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي منذ توليه منصبه على وجوب كبح انفلات تلك الميليشيات، فيما يعد العراق ساحة لحرب بالوكالة بين إيران والولايات المتحدة.

ووقعت هجمات صاروخية متتالية بالعراق في فبراير/شباط ومارس/آذار الماضيين استهدفت مناطق تستضيف قوات أو دبلوماسيين أو متعاقدين أميركيين.

واستهدفت عشرة صواريخ على الأقلّ في مارس/آذار قاعدة عين الأسد التي تضمّ قوات أميركية في الأنبار بغرب العراق، في هجوم أدى إلى وفاة متعاقد مدني أميركي مع التحالف الدولي وأتى بعد أيام قليلة من هجوم على السفارة الأميركية في بغداد لم يخلف أضرارا، وآخر مماثل في أربيل (شمال)، ثبت بعد ذلك أن فصيل عراقي متشدد موال لإيران شارك في تنفيذه.

وردا على هجوم عين الأسد الولايات المتحدة بغارة جوية على فصائل مرتبطة بإيران في منطقة البوكمال السورية على حدود العراق.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية إن الضربات دمرت "بنى تحتية عديدة تقع في نقطة حدودية تستخدمها مليشيات مدعومة من إيران"، بما فيها "كتائب حزب الله" العراقي، و"كتائب سيد الشهداء".

وبين إيران والولايات المتحدة ملفات خلافية عديدة، منها برنامجا طهران النووي والصاروخي والسياسية الخارجية للبلدين في المنطقة.

ويتصاعد التوتر بين واشنطن وطهران على وقع تعنت الأخيرة في رفض الالتزام ببنود الاتفاق النووي قبل رفع العقوبات الأميركية، فيما رفضت إدارة الرئيس جو بايدن تخفيف الضغوط على إيران  ما لم تتوقف عن انتهاكاتها النووية.

ورفضت طهران السبت مقترحا أميركيا لرفع العقوبات خطوة بخطوة مقابل عودة إيران لالتزاماتها النووية.

وتحاول طهران الضغط على واشنطن لرفع العقوبات وتنفيس اقتصادها، مستغلة في ذلك ورقة الملف النووي وتحريك أذرعها في اليمن والعراق لتنفيذ اعتداءات إرهابية لإلزام الولايات المتحدة باتفاق على مقاس الإيرانيين الذين يئنون تحت وطأة الأزمة الاقتصادية الخانقة.