محمد جلال الملقي يترجم 'سياسات المستقبل لنعش معاً في عالم متحول بالتقنيات'

كتاب المحامي جيمي سوسكيند المترجم للعربية يطرح أسئلة عديدة من بينها إلى أي مدى يحق للدولة التحكم بالنظم الرقمية، وماذا تترك للسوق وللمجتمع المدني وتحت أية شروط؟
دخول الأنظمة الرقمية والشركات التقنية العملاقة لمختلف جوانب حياتنا الخاصة والعامة

لندن - صدرت عن الدار العربية للعلوم ناشرون ترجمة النسخة الإنكليزية من كتاب "FUTURE POLITICS: LIVING TOGETHER IN A WORLD TRANSFORMED BY TECH" وتأتي النسخة العربية بعنوان "سياسات المستقبل: لنعش معاً في عالم متحول بالتقنيات"، والكتاب تأليف المحامي جيمي سوسكيند وترجمة الأستاذ الدكتور محمد جلال الملقي.
فالارتباط بين التقنيات الرقمية والسياسة؟ هو محور الكتاب الذي يبشرنا أن بعض التقنيات ستكون مصدراً مهماً للسلطة في سياستها.
 ويثيرُ المحامي جيمي سوسكيند من خلال كتابه الجديد اسئلة عيدة من بينها: إلى أي مدى يحق للدولة أن تتحكم بالنظم الرقمية، وماذا تترك للسوق وللمجتمع المدني وتحت أية شروط.
وفي هذا العمل، يبحث جيمي سوسكيند في مستقبل التحولات الهائلة الناجمة عن دخول الأنظمة الرقمية (اجهزة الكمبيوتر والروبوتات) والشركات التقنية العملاقة، التي تستند إلى انظمة مختلفة مثل (مايكروسوفت، غوغل، آبل وغيرها) بشكل واسع في مختلف جوانب حياتنا، بكل ثناياها، الخاصة والعامة ولا سيما القانونية والسياسية منها.
ويدرس التحولات والآثار الناجمة عن دخول تلك الأنظمة في الحياة، وهو يسلك لذلك نهجاً علمياً ممتعاً متدرجاً للإجابة على الأسئلة المطروحة، فعلى سبيل المثال يدرس المؤلف تنامي مفهوم وممارسة الديمقراطية اعتباراً من حضارات ما بين النهرين، ومروراً بالحضارة الإغريقية ومجتمعات القرون الوسطى وعهد النهضة، والثورات البورجوازية في أوروبا، ويعالج في السياق خصائص النظم السياسية الشمولية. كما يدرس أشكال ممارسة الديمقراطية في أعقاب الثورة المعلوماتية.
إلى ذلك، يبحث المؤلف في عناصر سلطة الدولة: القوة، التدقيق، والسيطرة على الإدراك، كما يتحرى مستقبل كل من: السلطة والحرية والديمقراطية والعدالة وعناصر كل منها، والتغيرات الكبيرة الناجمة عن إدخال النظم الرقمية في الممارسة، ثم يكشف عن سياسات المستقبل لينتهي إلى تبيان واقتراح نماذج لإحقاق العدالة الاجتماعية في المستقبل بشأن توزيع الخيرات.
تأتي أهمية الكتاب من كونه يُعنى بالعلاقة بين التقنيات الرقمية والسياسة كما أنه يشكل أساساً (نظرياً – عملياً) في ممارسة الديمقراطية ودراستها وصياغة الحلول الممكنة للمستقبل فيما يخص الدخل والحالة الاجتماعية والاقتصادية والرفاهية. 
فالكتاب يتوجه بقارئه إلى المستقبل ليقول له: نحن نحتاج إلى اختبار إعادة توزيع جذرية للثروة، والنظر عما إذا كان ممكناً تبرير ذلك. لذلك يشكل الكتاب أهمية للعاملين في الشأن العام وخاصة لرجال القانون (المحامين والقضاة) كما يشكل نواة لثقافة عامة ضرورية للجيل الجديد في القرن الحادي والعشرين.