محمد رمضان يقتحم الساحة الرمضانية بـ'المدفع'

النجم المصري بعود إلى الساحة من خلال برنامج مسابقات بفكرة تفتح له أبواب التواصل الجماهيري وتقوي مكانته الفنية والإعلامية.

عاد محمد رمضان إلى الساحة الرمضانية بعد غيابه لمدة عامين، ولكن هذه المرة من خلال برنامج مختلف تمامًا عن الأعمال الدرامية التي اعتاد عليها الجمهور. بدلًا من التمسك بالدراما، اختار تقديم برنامج مسابقات بعنوان "مدفع رمضان"، ليحظى بفرصة التواصل المباشر مع الجمهور في أجواء رمضان. وتُعد هذه الخطوة استراتيجية ذكية تضمن له العودة بقوة إلى الأضواء، كما تجذب اهتمام المشاهدين الذين اعتادوا على مشاهدته في الأعمال الرمضانية.

استخدم محمد رمضان منصات السوشيال ميديا كأداة أساسية للترويج لبرنامجه، ومن خلال حسابه على إنستغرام، نشر مقطعًا دعائيًا للبرنامج أظهر فيه جزءًا من شخصيته الشهيرة "جعفر العمدة"، ليبرهن على فهمه العميق لقوة التواصل الاجتماعي في العصر الحالي. كما أضاف لمسة من الإثارة والتشويق، مؤكدًا من خلال الفيديو أن الجمهور يبحث عن "الجديد". وهذا النوع من الترويج يعبر عن ذكائه في استغلال منصاته الشخصية للوصول إلى أكبر عدد من المتابعين وزيادة حماستهم.

وعمد رمضان إلى تقديم برنامج مسابقات يتماشى مع تقاليد الشهر الكريم، ليخلق تفاعلًا جماهيريًا أكبر خلال فترة الإفطار. وبهذا الاختيار، حقق توازنًا بين الترفيه والإثارة، وقدم دراما حقيقية من الشارع المصري، إذ يمكن للجمهور المشاركة والربح، مما يعزز شعورهم بالانتماء والتفاعل. كما أن تقديم برنامج في هذا التوقيت يعكس مرونة رمضان في التنوع بين المجالات الفنية ويثبت قدرته على مواكبة اهتمامات الجمهور في أوقات مختلفة.

ويبرز "مدفع رمضان" كإثراء للمحتوى الرمضاني المعروض على التلفزيون، مضيفًا له طابعًا مميزًا يناسب كافة أفراد الأسرة. كما يمنح البرنامج جوائز للجمهور، مما زاد من شعبيته وجعله في مرمى اهتمامات المشاهدين، ليضمن لهم عنصر التسلية والتحدي خلال شهر الصيام. وتُعد هذه الاستراتيجية خطوة في اتجاه التميز والتفرد في تقديم المحتوى الرمضاني.

ورغم اللغط حول غيابه عن الدراما الرمضانية في العامين السابقين، فإن محمد رمضان يؤكد من خلال هذا البرنامج قدرته على الاستمرار في دائرة الضوء، فهو يوسع دائرة حضوره الإعلامي ليشمل تقديم البرامج، ليثبت مكانته في صناعة الترفيه. كما أن برنامجه يُعد استثمارًا طويل الأمد في تعزيز شخصيته العامة والفنية، وزيادة تأثيره في الوسط الفني والإعلامي.

بدأ محمد رمضان التمثيل في مسرح المدرسة، كما أشاد به الممثل المصري عمر الشريف وصرح بأنه اختاره ليكمل مسيرته الفنية. وذكر محمد رمضان في لقاء تلفزيوني أن عمر الشريف أثنى على أدائه لدور ابن بواب في مسلسل "حنان وحنين" في أول لقاء بينهما.

وبدأ حياته بأدوار صغيرة في عدد من المسلسلات، مثل مسلسل "السندريلا"، إلى أن قدم دورًا متميزًا في فيلم "احكي يا شهرزاد"، وأصبح رمضان مع الوقت من نجوم الصف الأول، خصوصًا بعد أن قام ببطولة مجموعة من الأفلام جعلته نجمًا جماهيريًا، وحققت أفلامه تلك إيرادات عالية، وكان من أهمها: "الألماني"، "عبده موتة"، "قلب الأسد"، و"شد أجزاء".

وشبهه البعض بالممثل أحمد زكي، وقد ذكر أن أحمد زكي مثله الأعلى منذ عام 2004. واتهمه بعض النقاد بالتشبه بأحمد زكي وتقليده، وعلق على ذلك عام 2016 قائلًا: "الأخير علامة في السينما المصرية، والأيام فقط ستثبت إن كنت أقلّده أم أملك موهبة حقيقية تميزني". وأضاف أن استمراره على الشاشة حتى الآن "لأنه لا يشبه أحمد زكي". وقال هيثم أحمد زكي عام 2015: "محمد رمضان وعمرو سعد هما أفضل من يقلد أحمد زكي، وهذا حقهم".

واتهمه فنانون وإعلاميون بتقديم أعمال هابطة للوصول إلى النجاح، واعتبروه أحد أسباب شيوع مفاهيم العنف في فكر وثقافة الشباب الصغير. ويرى الكاتب محمد فودة أنه "رغم تحول رمضان إلى ما يشبه الظاهرة الفنية، إلا أنه، دون أن يشعر، أصبح يكرر نفسه بعد أن حصرها في أسوأ منطقة فنية يمكن أن يقبع فيها فنان موهوب، وذلك بالتركيز فقط على تقديم أدوار البلطجة والانحراف والعنف".

وقال محمد رمضان في مقابلة تلفزيونية إنه بسبب تمثيله لدور البلطجي أكثر من مرة، اتهمه البعض بأنه كذلك في الحياة الواقعية، لكنه أكد أنه أبعد ما يكون عن شخصية "عبده موتة" في حياته.

انتقده كذلك بيومي فؤاد، حيث قال: "لم يعجبني مسلسل الأسطورة، وأؤيد جميع الآراء التي انتقدت العمل بسبب شخصية البلطجي. محمد رمضان فنان ممتاز ولديه قدرات تمثيلية عالية وموهبة رائعة، لذا يجب عليه التخلي عن أدوار البلطجة التي تحمل العداء والبغضاء للمجتمع".

ووجهت الإعلامية لميس الحديدي انتقادًا لأفلام رمضان، وبالأخص فيلم "عبده موتة"، معتبرة أنه كان شرارة غرس ثقافة العنف في الأطفال إلى درجة ملفتة للنظر. بينما رد رمضان على ذلك عبر فيسبوك قائلًا: "يا أستاذة لميس، 'عبده موتة' فيلم يناقش ظاهرة موجودة في مجتمعنا، أم أنكِ تعيشين في دبي؟".

وأضاف أن السينما تجارة مثلما صار الإعلام تجارة.

وتلقى محمد رمضان هجومًا بسبب انتقاده لأعمال الكوميدي المصري إسماعيل ياسين، حينما اتهم أعماله بأنها تعطي فكرة سيئة عن الجندي المصري. إلا أنه نفى ذلك لاحقًا في فيديو نشره على صفحته على فيسبوك قائلًا: "إسماعيل ياسين أكثر ممثل يضحكني، ويشهد على كلامي الأستاذ أيمن بهجت قمر، وأنا حافظ جميع أغانيه".

وأضاف: "السؤال كان: هل في مخططاتي المستقبلية أن أقدم فيلمًا عن الجندي المصري مثل أفلام إسماعيل ياسين؟ فقلت لا، لأنني أحب أن أقدم أفلامًا تُظهر الجندي المصري بشكل متناسق وتبرز مدى انتمائه للجيش. هذا التصريح كان مستفزًا جدًا وليس له علاقة بشخصيتي، ولن يكون مطلقًا رأيي في الأستاذ إسماعيل ياسين، لأنه رمز من رموز الفن".

وطرح رمضان أغنية منفردة بعنوان "نمبر وان" في يونيو/حزيران 2018، وحققت الأغنية نجاحًا، إلا أنها أثارت جدلًا. حيث هاجمه وائل الإبراشي في برنامجه التلفزيوني قائلًا: "لا يمكن اللجوء إلى عمل كليب لإثبات أن فنانًا ما هو رقم واحد.

لم يحدث في تاريخ الإبداع، سواء في مصر أو في العالم أجمع، أن يخرج فنان ليؤكد أنه المسيطر وحده على الساحة الفنية والإبداعية". وأضاف: "يعاني رمضان حالة من الغرور المبالغ فيه من خلال الانتقاص من الجميع، وإبراز أنه وحده فقط من يتربع على القمة. هو فنان موهوب، لكنه يعاني من هزات نفسية وتوتر كبير. التواضع هو قمة النجاح، لكنه تحول من حالة فنية إلى حالة نفسية".

وتلقى رمضان انتقادات أخرى، حيث رأى البعض أنه يراهن على إثارة الجدل لتحقيق النجاح، بينما دافع عنه الفنان طارق عبد العزيز، قائلًا إنه يسوّق لنفسه بطريقة صحيحة، وإنه شخصية جميلة وله الحق في أن يرى نفسه "نمبر وان". وبعدها، طرح رمضان أغنية جديدة بعنوان "الملك"، وتلقت انتقادات مشابهة لتلك التي تلقتها الأغنية السابقة.