محمد فاوي يحاول فك لغز الموت في 'طنين'
بورتسودان (السودان) - اختار المخرج السوداني محمد فاوي أن يركز عدسات كاميراته على اللغز الأعظم في حياته ألا وهو الموت، حيث تتبع في أولى تجاربه السينمائية وهو بعنوان "طنين" اللحظات الأخيرة في حياة أم تحتضر.
وتدور أحداث الفيلم الروائي القصير حول قصة أم مريضة ترصد وقع موتها البطيء على ابنها وابنتها، حيث تتابع رغم تدهور صحتها ما يمر به الابنان من محنة الاستعداد لمواجهة واقعهما الجديد دونها.
وحول سبب اختيار المخرج محمد فاوي أن يلتقط بكاميراته اللحظات الأخيرة التي تجمع الأم بأبنائها قبل رحيلها، قال في حديث لفرانس 24 إنه "منذ صغره تشغله كثيرا فكرة الموت خاصة مع موت العديد من أقاربه.. والآن نعيش في حالة حرب والموتى في كل مكان".
وأضاف "ربما الفنون هي طريقة للتعبير على ما لا نفهمه وأنا بالنسبة لي الموت اللغز الأعظم في الحياة".
وأوضح أن اختياره ملامسة لحظة قاسية في الحياة ممثلة في فراق الأم وجعل الأحداث تدور حولها ومن خلالها عائد إلى سببين أولهما أنه عايش اللحظات الأخيرة في حياة مربيته التي يعتبرها في منزلة والدته، فهو يريد أن ينقل سينمائيا نظرة الشخص المقبل على الموت في محاولة لفهم ما يمكن أن يعايشه الإنسان في آخر أيام حياته.
وتابع أن "السبب الثاني يكمن في معايشته للحظات الأخيرة في حياة إحدى قريباته التي كانت بالنسبة إليه في مقام أم له"، قائلا "كنت أحاول العيش داخل رأسها بطريقة ما وهنا صنعت فيلما لأنظر من خلاله لآخر أيامها بمنظورها هي في محاولة لفهم كيف كانت تتابع لحظاتها الأخيرة وإلى أي حد كانت راضية عما يدور حولها".
وشدد محمد فاوي على "رفضه فكرة مكوث المريض في أيامه الأخيرة في المستشفيات تحت رحمة الإبر والأجهزة، حيث يرى أن مكان الإنسان المحتضر بيته وأن يموت بين أبنائه وأهله.
وأشار إلى أنه فكر في وقت من الأوقات أن يطور هذا المشروع الذي قلما تمت معالجته في السينما ويستثمره في عمل روائي طويل، إلا أن المنتج السوداني أمجد أبوالعلاء نصحه بالعدول عن ذلك والبحث عن مشاريع جديدة.
وعرض الفيلم في عدة مهرجانات دولية بينها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في العام 2022، وهو في طريقه الآن للمشاركة في مهرجان ميتا للأفلام القصير بدبي.
ويفكر فاوي أن يعكف الفترة المقبلة على إعداد عمل سينمائي جديد حول الهروب من مدينة الموت "الخرطوم"، حيث المعارك ما تزال متواصلة في العاصمة السودانية.
ومحمد فاوي مخرج ومنتج سوداني درس هندسة الاتصالات، ثم اتجه للعمل في صناعة الأفلام. أنتج وأخرج العديد من الأعمال الوثائقية في السودان لصالح منظمة الأمم المتحدة والمنظمات غير الربحية من بينها الفيلم الوثائقي "فرقة الأمل".