مخاطر أمراض القلب تلطّخ سمعة السجائر الإلكترونية

وفقا لدراسة أميركية، استنشاق السجائر الإلكترونية بنكهاتها المختلفة يمكن أن يسبب تلف الحمض النووي وتسريع عملية الموت المبرمج للخلايا إضافة إلى تعطل القدرة على نمو الأوعية الدموية الجديدة حتى عندما كانت هذه السجائر خالية من النيكوتين.
السجائر الإلكترونية ليست بديلا آمنا لنظيرتها التقليدية
النكهات المستخدمة في السجائر الإلكترونية تسبب استجابات التهابية وتأكسدية في خلايا الرئة
مواد سامة في السجائر الالكترونية تتسبب في الموت المبرمج لخلايا الدم البيضاء

واشنطن - حذرت دراسة أميركية حديثة من أن استخدام السجائر الإلكترونية بنكهاتها المختلفة قد يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
الدراسة أجراها باحثون في كلية الطب بجامعة ستانفورد الأميركية، ونشروا نتائجها في العدد الأخير من دورية "Journal of the American College of Cardiology" العلمية.
وتعمل السجائر الإلكترونية عن طريق سخان حراري لتسخين سائل يحتوي على النيكوتين الموجود داخلها، ليتحول السائل إلى بخار النيكوتين الذي يستنشقه المدخنون بدل حرقه كما يتم في السجائر المعتادة.
ورغم أن بعض الدراسات تشير إلى أن السجائر الإلكترونية قد توفر للمدخنين مستويات أقل من المواد المسببة للسرطان مقارنة بالسجائر التقليدية، إلا أن تأثير استخدامها على صحة الأوعية الدموية لم يكن واضحا.
وأجرى الفريق دراسته لرصد تأثير السجائر الإلكترونية ونكهاتها على الخلايا البطانية التي تتركز على السطح الداخلي للأوعية الدموية، وتلعب دورا مهما في صحة القلب والأوعية الدموية.
وضمن مجموعة واسعة من منكهات السجائر الإلكترونية، درس الباحثون الآثار الجانبية لستة منكهات شعبية مختلفة، منها الفواكه والتبغ والفانيليا والكراميل والنعناع، بمستويات مختلفة من النيكوتين، أو خالية منه، على الخلايا البطانية للأوعية الدموية.
ووجد الباحثون أن زيادة استنشاق السجائر الإلكترونية بنكهاتها المختلفة، يمكن أن تسبب تلف الحمض النووي وتسريع عملية الموت المبرمج للخلايا، إضافة إلى تعطل القدرة على نمو الأوعية الدموية الجديدة، حتى عندما كانت هذه السجائر خالية من النيكوتين.

أمراض القلب
تأثير السجائر الإلكترونية على الخلايا البطانية للأوعية الدموية عند البشر يتوضح أكثر

ووجدوا أن الخلايا البطانية المعرضة للسجائر الإلكترونية، عند نموها في المختبر أو عند مراقبة مستوياتها بالدم الذي يتم جمعه من مدخني تلك السجائر بعد فترة قصيرة من تدخينها، تظهر مستويات متزايدة من الجزيئات المتورطة في تلف الحمض النووي والموت المبرمج للخلايا، كما أن هذه الخلايا تكون أقل قدرة على تكوين أنابيب وعائية جديدة، وتكون أقل حركة ومشاركة في التئام الجروح.
وقال الدكتور جوزيف وو، قائد فريق البحث: "قبل إجراء دراستنا لم يكن لدينا أي بيانات حول كيفية تأثير السجائر الإلكترونية على الخلايا البطانية للأوعية الدموية عند البشر".
وأضاف: "تكشف هذه الدراسة بوضوح، أن السجائر الإلكترونية ليست بديلا آمنا لنظيرتها التقليدية، لقد رصدنا أضرارا كبيرة لها تقود إلى الخلل الوظيفي في الأوعية الدموية، الذي يقود إلى الإصابة بأمراض القلب".
وكانت دراسات سابقة كشفت أن النكهات المستخدمة في السجائر الإلكترونية تسبب استجابات التهابية وتأكسدية في خلايا الرئة، كما أن آثار تلك النكهات تمتد إلى الدم، فهي سامة وتتسبب في الموت المبرمج لخلايا الدم البيضاء.
منظمة الصحة العالمية أيضا، نشرت تقريرا عام 2015 حذرت فيه من أن السجائر الإلكترونية تحتوي على مواد سامة ضارة بالصحة.
ووفقا للمنظمة، فإن التبغ يقتل قرابة 6 ملايين شخص بإقليم شرق المتوسط سنويا، بينهم أكثر من 5 ملايين متعاطين سابقين وحاليين للتبغ، وحوالي 600 ألف شخص من غير المدخنين، المعرضين للتدخين السلبي.