'مختبر الصناعة الرقمية' يحسن تجربة زيارة المتاحف التونسية

رياض بوسليمي: مشروع 'مختبر الصناعة الرقمية والإبداع التشاركي في المتاحف' يشكل تحوّلا ثقافيّا مهمّا في تونس.
المشروع يعد خطوة مهمة نحو تعزيز دور المتاحف كمراكز ثقافية متجددة ومتكاملة في المجتمع

بنشاطه الدؤوب وحلمه اليانع مثل زهرات بالشمال غنى الفتى الأنيق رياض وهو يمضي في البعيد حيث الفكرة والمشروح والرغبات تجاه الحب الجم للجهات ومنها جندوبة هذه الآسرة في وجدها وهيامها.. ومن ترجمان ذلك الغرام (...المهرجان الثقافي والأكاديمي المهني المرموق: "مهرجان علم المتاحف" Festival de la Muséologie الذي تجرى فعالياته بمركب لاناسيون بجامعة السريون الجديدة بباريس، حيث اختيار مشروعنا "مختبر الصناعة الرقمية والإبداع التشاركي في المتاحف" ليقدم ضمن ركن "بوستر" البحوث والمشاريع المتحفية المجددة التي ستعرض للجمهور خلال يومي المهرجان، فرصة فريدة تتاح لنا لنتواصل ولو عن بعد مع باحثين باهتمامات متنوعة ومهنيين ذوي خبرات متينة في مجال علم المتاحف والعلوم المرتبطة به، والأهم من ذلك هو أن يكون المشروع المشارك تونسيا وممثلا عن المشاريع الثقافية والمتحفية التونسية.. مشاركة مشروع "مختبر الصناعة الرقمية والإبداع التشاركي في المتاحف" في "مهرجان علم المتاحف" بفرنسا.. هذا وغيره ...).

وعن بعض الإفادات حول المشروع يقول الباحث والناشط في هذه المجالات الأستاذ رياض البوسليمي: يهدف مشروع 'مختبر الصناعة الرقمية والإبداع التشاركي في المتاحف' Museum Fablab Creation إلى تحسين تجربة الزوار في المتاحف من خلال استخدام التقنيات الرقمية والتفاعلية. ويعتمد المشروع على المشاركة المجتمعية في تصميم وتقييم الأدوات الرقمية والتأكيد على التنوّع الثقافي والتراثي. يتيح للمتاحف تجديد تجربتها للجمهور وتسهيل الوصول إلى المعلومات والثقافة التاريخية بطرق مبتكرة. من خلال هذا المشروع يمكن تعزيز الوعي بالتراث والثقافة في تونس وتطوير دور المتاحف كمراكز ثقافية حية، قريبة من الجماهير ومتجددة.. نقاط القوة: التشاركية حيث يعتمد المشروع على مشاركة الجماعة المحليّة في تصميم وتقييم الأدوات الرقميّة، ممّا يزيد من قبول واستخدام هذه الأدوات من قبل الزوار. والتجديد التقني: ويسمح المشروع بتجديد تجربة الزوار في المتاحف من خلال استخدام التقنيات الرقميّة الحديثة مثل الواقع المعزّز AR، الواقع الافتراضي VR، ممّا يجذب شرائح جديدة من الجمهور. وتعزيز الثقافة والتراث إذ يساعد المشروع على تعزيز الوعي بالتراث والثقافة التونسية، ويسهم في حفظ وتثمين المعالم التاريخية والمجموعات المتحفيّة.. وعن رؤية المشروع فهي تتمثّل بصفة أوليّة في تطوير متاحف المواقع في الجهات الداخليّة التونسيّة باتّخاذ خطوات مبتكرة ومستدامة لتعزيز تفاعل الزوار مع المعارض والمجموعات المتحفيّة. كما تكمن أهميّة المشروع بالنسبة لمتحف شمتو الأثري في تحسين التجربة الزائريّة ويمكن للمشروع تحسين تجربة الزوار في متحف شمتو الأثري من خلال تقديم تجارب تفاعليّة وتقنيات رقميّة تثري زيارتهم. وفي جذب الجمهور بفضل التجديد التقني (الرقمي)، والتفاعليّة، يمكن أن يساعد المشروع في جذب شرائح جديدة من الجمهور إلى متحف شمتو الأثري، ممّا يعزز دوره كمركز ثقافي مهم في المنطقة مع الحفاظ على التراث حيث يمكن لاستخدام التقنيات الرقميّة في المتحف تعزيز فهم الزوار للتراث المحلي وتعزيز جهود الحفاظ عليه.

وباختصار، يعتبر مشروع "مختبر الصناعة الرقمية والإبداع التشاركي في المتاحف" فرصة مهمّة لتحسين وتطوير متحف شمتو الأثري ومتاحف المواقع الأخرى في الجهات الداخليّة التونسية، وتعزيز دورها في الحفاظ على التراث وتعزيز الثقافة المحليّة.

وعن دور المشروع في السياسة الثقافية الوطنيّة بعد الثورة تمكين المواطنين من النفاذ إلى المكان الثقافي من خلال تقديم تجارب تفاعليّة وتقنيات رقميّة، ممّا يزيد من إشراكهم ومشاركتهم في الحياة الثقافية وتعزيز الخصوصيّة والهويّة الوطنيّة: يمكن لهذا المشروع تعزيز الخصوصية والهوية الوطنية من خلال تثقيف الجمهور حول التراث والثقافة التونسية، وتعزيز الفهم والاحترام لها وتكون أهميّة المشروع في سياسة اللامركزيّة الثقافية عبر تحفيز التجديد الاجتماعي من خلال تقديم تجارب ثقافية قريبة ومدمجة، يمكن للمشروع تحفيز التجديد الاجتماعي وتعزيز الانتماء المحلي والهويّة الثقافية مع تعزيز دور المتاحف كمؤسسات ثقافية متجددة: يمكن للمشروع تحفيز تجديد دور المتاحف كمراكز ثقافية متجددة ومدمجة في المجتمع، ممّا يعزز دورها كمحاور ثقافية في التجديد الاجتماعي والتنميّة المحليّة.

وباختصار، يلعب المشروع دورا هامّا في سياسة الثقافة الوطنيّة بعد الثورة، ويساهم في تحقيق أهداف اللامركزية الثقافية من خلال تعزيز دور المتاحف كمؤسسات ثقافية متجددة ومدمجة في المجتمع.

وبخصوص الحدث الذي هو مشاركة المشروع في "مهرجان علم المتاحف" بباريس- فرنسا 2024 Festival de la Muséologie وفكرة عن المهرجان ودورة 2024: أقيم هذا المهرجان الذي تنظمه جمعيّة ميتيس Mêtis الفرنسية (تهدف أنشطة الجمعية إلى ربط المهنيين والباحثين وتداول المعارف في مجال المتاحف)، بالشراكة مع جامعة السربون الجديدة وعدد من الجامعات والمخابر العلميّة، يومي 24 و25 مايو/أيار 2024 بمركب ناسيون بنفس الجامعة بباريس Campus Nation, Université Nouvelle Sorbonne.

ويهدف المهرجان إلى إبراز التكوين والبحوث الفرنسية والدولية في مجال المتاحف والتفكير في طرق التعاون الممكنة بين العالم الأكاديمي والمتاحف والاحتفال والالتقاء والتبادل خلال وقت ودي وغير رسمي تم اختيار مشروع "مختبر الصناعة الرقميّة والإبداع التشاركي في المتاحف" للمشاركة في هذا المهرجان المتميّز من خلال "بوستر" البحوث المتحفيّة وهو ما يدل على أهميّة المشروع أوّلا من ناحية البحث الذي ارتكز عليه وثانيا فيما يطرحه من أفق لإعادة التفكير في دور المتاحف اليوم على المستوى الاجتماعي والثقافي وفيما يقترحه كذلك من حلول رقميّة وفنيّة لتنمية الجماهير وإدماجها الثقافي والاقتصادي من خلال توظيف التراث الثقافي في مشاريع تثمين وتنميّة اقتصادية محليّة.

وفي حوار مع مدير المشروع الأستاذ رياض بوسليمي .. يقول"... مشروع 'مختبر الصناعة الرقمية والإبداع التشاركي في المتاحف' يشكل تحوّلا ثقافيّا مهمّا في تونس، حيث يجمع بين الإبداع والتكنولوجيا لتحسين تجربة الزوار في المتاحف وتعزيز الثقافة والتراث.. بالتأكيد، المشروع يهدف إلى خلق تجربة متحفيّة غنيّة ومبتكرة للزوار من خلال استخدام التقنيات الرقميّة مثل الواقع المعزز والواقع الافتراضي، التصميم والطباعة ثلاثية الأبعاد... ويمتاز المشروع بالتشاركية، حيث يدعو المجتمع المحلي للمشاركة في تصميم وتقييم الأدوات والوسائط الرقميّة المستخدمة في المتاحف.. نعم، هذا الجانب التشاركي يعزز الاندماج المجتمعي ويساهم في بناء تجربة متحفيّة أكثر شمولا وتفاعليّة. ويأتي هذا المشروع في إطار السياسة الثقافية الوطنية التونسية، التي تهدف إلى تمكين المواطنين من النفاذ إلى الفضاء الثقافي وتعزيز الهويّة الوطنيّة. وبالتأكيد، نحن نسعى لتحقيق تلك الأهداف من خلال تعزيز التواصل والتفاعل بين المتاحف والمجتمع المحلي، وتعزيز الوعي بالتراث والثقافة التونسية. كما يعتبر المشروع أيضا جزءا من سياسة اللامركزية الثقافية، حيث يساهم في تثمين المتاحف وتعزيز دورها في التجديد الاجتماعي كمؤسسات ثقافية قريبة ومدمجة.. نعم، المتاحف لها دور مهم في التجديد الاجتماعي والتنمية المحلية، ونحن نعمل جاهدين على تعزيز هذا الدور وتطوير دور المتاحف كمراكز ثقافية حية. وبهذا المشروع، تؤكدون على أهميّة الإبداع والتشارك في تحقيق التحول الثقافي في تونس، وتعزيز دور المتاحف كمراكز ثقافية متجددة ومندمجة في المجتمع.. تماما نحن نؤمن بقوة الثقافة في تحقيق التغيير الاجتماعي، ونسعى جاهدين لتحقيق ذلك من خلال مشروعنا.

متاحف

ويسعى "مختبر الصناعة الرقميّة والإبداع التشاركي في المتاحف" إلى تطوير الوساطة الثقافية في المتاحف من خلال تقديم تجارب تفاعلية ومبتكرة، وتنمية الجماهير من خلال جذب شرائح جديدة من الزوار. بالتأكيد، نحن نسعى إلى إدماج الجماهير الثقافية وتعزيز التفاعل بين المتاحف والزوار، وبناء شراكات ثقافية واقتصادية لتعزيز دور المتاحف كمراكز ثقافية حيوية.

يعتبر هذا المشروع أيضا فرصة لبناء حوكمة ثقافية، حيث يشجع على التعاون والشراكة بين الجهات المختلفة لتعزيز الثقافة والتراث والاقتصاد. الحوكمة الثقافية تلعب دورا هاما في تعزيز التنمية الثقافية والاقتصادية، ونحن نعمل على بناء شراكات فعّالة تعزز هذا الهدف.

باختصار، يعد مشروع "مختبر الصناعة الرقمية والإبداع التشاركي في المتاحف" خطوة مهمة نحو تحقيق التحول الثقافي في تونس، وتعزيز دور المتاحف كمراكز ثقافية متجددة ومتكاملة في المجتمع، فنحن نعمل بجدية على تحقيق هذه الأهداف، ونتطلع إلى العمل مع جميع الشركاء المعنيين لتحقيق التغيير الإيجابي في مجال الثقافة والتراث.

وعن الدورة الأولى للمشروع بالمتحف الأثري بشمتو: تم تنظيم الدورة الأولى من قبل المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بجندوبة من 06 إلى 08 يوليو/تموز 2023 بالمتحف الأثري بشمتو، بالشراكة مع وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية، المعهد الوطني للتراث، ومركز تونس الدولي للاقتصاد الثقافي الرقمي، وبدعم من: مؤسسة أورونج تونس، جمعية أحباء المكتبة والكتاب بجندوبة، ولاية جندوبة وZone Art Films المستفيدون من المشروع: طلبة كلية العلوم القانونية والاقتصادية والتصرف بجندوبة، خريجي تكنولوجيا الاتصّال والمعلومات، التراث والتاريخ، هواة الثقافة والفنون... مخرجات الدورة: تصميم ثلاثي الأبعاد لمعلم ماسينيسا ليتم مستقبلا تحويله إلى زيارة افتراضية نموذج أوّلي لفيلم وثائقي حول الرخام الأصفر بشمتو بالإضافة إلى الخروج بأفكار مشاريع لتثمين تراث شمتو من خلال الطباعة ثلاثية الأبعاد...