مداهمة إسرائيل لمخيم طولكرم تخلّف دمارا هائلا

شهود عيان يؤكدون أن العملية العسكرية التي نفذها الجيش الإسرائيلي طوال 45 ساعة في مخيم طولكرم قلبته رأسا على عقب، كأن زلزالا مدمرا ضربه.

القدس - شيعت طولكرم شمال الضفة الغربية الجمعة ثمانية فلسطينيين قتلوا إما بقصف من مسيَّرات او برصاص قناصة خلال مداهمة الجيش الإسرائيلي مخيمي طولكرم ونور شمس تاركا وراءه بيوتا ومتاجر ومرافق مدمرة، فيما شبّه شهود عيان الأضرار بآثار زلزال.

وأعلنت جمعية الهلال الأحمر وعن مقتل ستة فلسطينين داخل مخيم طولكرم وآخر في مخيم نور شمس خلال العملية التي بدأت الأربعاء.

كما قتل فلسطيني ثامن في عزبة الجراد شرق مدينة طولكرم أثناء قيادته سيارته برفقة شقيقه البالغ من العمر 13 عاما الذي أصيب في يده وكتفه وصديقه الذي أصيب في قدمه وتُرك ينزف طويلا قبل ان يسمح للاسعاف بالوصول اليه بحسب الهلال الأحمر.

وحملت جثامين الشبان الستة عبر أزقة وشوارع غارقة في الوحل في مخيم طولكرم بحضور أهاليهم. ولُفت الجثامين بالاعلام ورؤوسهم بالكوفيات الفلسطينية وأحدها براية الجهاد الاسلامي.

وبكت النساء وعلا نحيبهن على أبنائهن، بينما تدافع الأطفال حول الجثامين عندما سُجيت في قاعة بالمخيم حيث التف حولها الأقارب والأصدقاء والرفاق المفجوعين.

ووضعت بنادق آلية على الجثامين اثناء تأدية صلاة جماعية. وألقت أسرة أحد القتلى التي تعرض منزلها لأضرار جسيمة في المخيم الورود والزهور على الجثامين.

وقال الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة في بيان إنه "فتش خلال عملية المداهمة في مخيم طولكرم نحو ألف مبنى وعثر على أكثر من 400 مادة متفجرة وصادر 27 قطعة سلاح ومعدات عسكرية واعتقل أكثر من 37 مطلوبًا بعضهم ينتمي لفصائل مسلحة".

وكشف أنه دمر خمسة معامل لتصنيع المتفجرات وإن وحدته الهندسية عثرت على عشرات العبوات المزروعة على الطرق، مضيفا أن "طائرة مسيرة موجهة قامت بتصفية خلية مكونة من أربعة أشخاص قاموا بإطلاق الناروإلقاء متفجرات على قوات الجيش".

وقال شهود عيان إنه لا يوجد بيت في مخيم طولكرم إلا وأصابه ضرر كامل أو جزئي، فيما دُمرت البنية التحتية وفاضت المجاري جراء تحطم المواسير.

وقال أبوأحمد عنبق وهو من سكان المخيم أمام بيته الذي لحقة الضرر جراء تفجير "هذه أول مرة في حياتي منذ عام 1967، أرى الاحتلال يفعل في المخيم ما فعل الآن"، لكنه أضاف "لن يؤثر علينا قتل هذا العدد من الشهداء ولا هدم بيوتنا. لن نترك أرضنا وسنبقى صامدين في بلادنا، في أرضنا".

وقال جمال أبوحيش "اقتحم الجيش الإسرائيلي بيتنا الساعة السادسة صباحا بعدما فجر باب الدار. هجموا علينا ونحن نائمون قاموا بضربنا وتفتيشنا. كانت تدخل كتيبة على بيتنا وتخرج، وتعود أخرى. جلسوا في الصالون، كانوا يأكلون في البيت ويطلقون شتائمهم علينا وعلى العرب وعلى غزة ويضحكون ويستهزئون بنا".

وأضاف مشيرًا إلى آثار الدماء عند باب بيته "مر أحد الشبان أمام باب دارنا، تفاجأوا به وهو فوجئ بهم. صاروا يطلقون النار من داخل الدار على الشارع وعلى الشبابيك المطلة على الشارع، وعلى أي واحد يطل براسه. كسروا كل شىء في بيتنا، وبقوا حتى العاشرة صباحا".

أما المسنة فادية ضاحية عنبر فقالت إن قوة من الجيش دخلت بيتها وفتشته، مضيفة "كانت مجموعة من الجنود تقف حولي حتى لا أتحرك كسروا كل شىء، المطبخ والصالون، بعثروا أغراض البيت" .

وأضافت "سألوني: أين الشباب؟ قلت لهم أعيش لوحدي. صوروا القرآن وصور الآيات القرانية، وراح جندي يسأل إذا كانت لحماس .. رد عليه أحدهم قائلا إنه قرآن" وقالت إن "شهداء المخيم والتخريب فداء لأطفال غزة".

ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، تشهد الضفة الغربية تصاعدا في وتيرة أعمال العنف ما أدى إلى مقتل أكثر من 360 فلسطينيا بنيران الجيش أو المستوطنين الاسرائيليين، بحسب أرقام وزارة الصحة الفلسطينية.