مدرب فرنسا يخشى المبالغة في التفاؤل امام أوكرانيا

ديشان يطالب 'الديوك' بالتواضع واحترام المنافسين لحجز بطاقة المونديال، والمنتخب الانكليزي يخوض اختبارا صعبا في مواجهة نظيره البولندي.

باريس - ستعيد قرعة التصفيات الأوروبية المؤهلة الى مونديال قطر 2022 ذكريات جميلة للفرنسيين أبطال العالم، إذ وقعوا في نفس المجموعة مع المنتخب الأوكراني، فيما تخوض إنكلترا اختبارا صعبا في مواجهة بولندا ونجمها روبرت ليفاندوفسكي.

وفي حفل افتراضي بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد ومن مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في زيوريخ، بدأت الإثنين رحلة المونديال الجديد لخمسة وخمسين منتخبًا، بعد أن ختمها المنتخب الفرنسي بتتويج ثانٍ في 2018 على الاراضي الروسية مع مهاجمه اليافع آنذاك كيليان مبابي.

ولا يزال منتخب فرنسا من الأقوى عالميًا، وقد ضمن اخيرًا تأهله الى نصف نهائي دوري الأمم الاوروبية المقرر في تشرين الاول/اكتوبر 2021.

وسيعود المنتخب الفرنسي الذي توج في صيف 2018 بفوزه في النهائي على كرواتيا، بالذاكرة الى الملحق القاري المؤهل لمونديال روسيا حين خسروا ذهابا في أوكرانيا صفر-2 قبل أن يقلبوا الطاولة إيابا 3-صفر ليحجزوا بطاقتهم الى النهائيات.

وستضم المجموعة الرابعة المكونة من خمسة منتخبات على غرار أربع مجموعات أخرى من أصل عشر (المجموعات الخمس الأخرى تضم ستة منتخبات)، الى جانب فرنسا وأوكرانيا اللتين تواجهتا وديا في تشرين الأول/أكتوبر الماضي وفاز أبطال العالم بنتيجة كاسحة 7-1 نتيجة الغيابات الكثيرة في صفوف فريق المدرب أندريه شفتشنكو بسبب فيروس "كوفيد-19"، كلا من فنلندا التي فاجأت "الديوك" وديا بالفوز عليهم 2-صفر منتصف الشهر الماضي في سان دوني، والبوسنة وكازاخستان.

التواضع والاحترام

وحذر مدرب فرنسا ديدييه ديشان بعد القرعة من المبالغة في التفاؤل لأنه "يجب على الدوام التمتع بما فيه الكفاية من التواضع والاحترام تجاه هذه الفرق (في مجموعة أبطال العالم). من البديهي أن تكون فرنسا، كرأس المجموعة، المرشحة الأوفر حظا لكن يجب القيام بما هو ضروري على أرض الملعب من أجل تحقيق الهدف، وهو التأهل لمونديال 2022".

واستنادا الى التصنيف المعتمد من قبل الاتحاد القاري وتوزيعه المنتخبات على مستويات، لم تسفر القرعة عن مواجهات بين "كبار" القارة العجوز، بما أن المستوى الأول ضم الى جانب فرنسا كلا من بلجيكا المصنفة أولى عالميا، البرتغال حاملة لقب كأس أوروبا ودوري الامم، كرواتيا وصيفة بطل العالم، انكلترا، اسبانيا، ايطاليا، الدنمارك، ألمانيا وهولندا.

ويمكن القول أن الاختبار الأصعب للكبار سيكون لإنكلترا في المجموعة التاسعة التي جمعتها ببولندا ونجمها ليفاندوفسكي، إلا أن المنتخبات الأخرى في متناول فريق المدرب غاريث ساوثغيت الى حد كبير، وهي المجر وألبانيا وأندورا وسان مارينو.

وتلعب جميع المنتخبات في دور المجموعات مباريات ذهابا وإيابا بين بعضها البعض، في الفترة الممتدة ما بين آذار/مارس وتشرين الثاني/نوفمبر 2021.

ويتأهل بطل كل من المجموعات العشر مباشرة الى النهائيات، أما اصحاب المركز الثاني في المجموعات العشر، فتخوض ملحقًا يضمّ أفضل منتخبين في دور المجموعات ضمن دوري الأمم 2020-2021 لم يحالفهما الحظ بالتأهل عبر التصفيات التقليدية.

وفي الملحق، تتوزع المنتخبات الـ12 على ثلاثة مسارات مختلفة من مباريات اقصائية مباشرة، بحيث يتأهل الى المونديال من يفوز في مباراتين تواليًا.

ومن المقرّر أن تنطلق التصفيات بثلاث جولات في آذار/مارس المقبل، قبل توقفها إفساحا بالمجال أمام كأس أوروبا التي تأجلت من 2020 إلى صيف 2021 في حزيران/يونيو وتموز/يوليو.

واستنادا الى قرار من اللجنة التنفيذية للاتحاد القاري وبسبب النزاعات السياسية، جنبت القرعة وقوع أرمينيا-أذربيجان، جبل طارق-إسبانيا، كوسوفو-البوسنة والهرسك، كوسوفو-روسيا، كوسوفو-صربيا، وأوكرانيا-روسيا في نفس المجموعة.

رحلة العودة لإيطاليا وهولندا

كما جنبت القرعة وقوع أكثر من دولتين تتمتعان بظروف مناخية قاسية شتاء في نفس المجموعة من أجل تجنب تعطيل كبير في المباريات خلال شهر آذار/مارس بالتحديد بما أنه يشهد ثلاث جولات من التصفيات، كما لحظت القرعة الدول التي تفصل بينها مسافات كبيرة وجنبتها أن تقع في نفس المجموعة.

وجاءت البرتغال ونجمها كريستيانو رونالدو ضمن مجموعة أولى هي "المرشحة الأوفر حظا فيها" بحسب مدربها فرناندو سانتوس، إذ تجمعها بصربيا وإيرلندا ولوكسمبورغ وأذربيجان، فيما وقعت إسبانيا في المجموعة الثانية بجانب السويد واليونان وجورجيا وكوسوفو.

وبعد خيبة الغياب عن نهائيات روسيا 2018، سيكون كل من المنتخبين الإيطالي والهولندي عازم على تجنب الفشل مرة أخرى، ويستهلان حملتهما نحو العودة بقيادة مدربين شابين هما روبرتو دونادوني وفرانك دي بور.

ووقع المنتخب الإيطالي بطل العالم أربع مرات في المجموعة الثالثة الى جانب سويسرا وإيرلندا الشمالية وبلغاريا وليتوانيا، فيما جاءت هولندا في مجموعة لا يستهان بها هي السابعة، إذ تضم تركيا والنروج ومونتينيغرو ولاتفيا وجبل طارق.

ووقعت بلجيكا في المجموعة الخامسة بصحبة ويلز وتشيكيا وبيلاروس واستونيا، في قرعة "لا يمكن التذمر منها" بحسب ما أفاد المدرب الإسباني لمنتخب "الشياطين الحمر" روبرتو مارتينيز".

وبعد أن جددت الثقة بالمدرب يواكيم لوف الذي قادها الى لقبها العالمي الرابع عام 2014، ستسعى ألمانيا الى محو صورتها المهزوزة وخيبة الخروج من الدور الأول للمونديال الروسي اعتبارا من التصفيات التي جمعتها في المجموعة العاشرة بكل من رومانيا وإيسلندا ومقدونيا الشمالية وأرمينيا وليشتنشتاين.

أما المجموعة السادسة، فتضم الدنمارك والنمسا واسكتلندا وإسرائيل وجزر فارو ومولدافيا، فيما تضم الثامنة كلا من كرواتيا وسلوفاكيا وروسيا وقبرص ومالطا.

وكانت تصفيات المونديال قد بدأت في قارات أخرى، على غرار أميركا الجنوبية القوية حيث تخوض المنتخبات العشرة مباريات ذهاب واياب في مجموعة موحدة.

أقيمت حتى الان 146 مباراة من أصل 900 في التصفيات التي يتنافس فيها 191 بلدا على 31 مقعدا بالاضافة الى قطر المضيفة التي تفتتح على استاد البيت نهائيات جدلية، رافقتها مزاعم فساد حول ملف الاستضافة.