'مدى البرتقال' رحلة بصرية تضيء على جوانب الحياة الفلسطينية

معرض يقدم ملصقات سياسية تعكس مراحل تاريخية صدرت فيها، ويبحث في تمثيلات الأرض والجغرافيا والطبيعة الفلسطينية.

القدس - يقدم معرض (مدى البرتقال) رحلة بصرية في العديد من جوانب الحياة الفلسطينية على مر عقود عبر مجموعة من الملصقات السياسية التي تعكس المراحل التاريخية التي صدرت فيها.
ويضم المعرض الذي افتتح الثلاثاء في المتحف الفلسطيني في بيرزيت بالضفة الغربية 35 ملصقا تم اختيارها من أصل 540 ملصقا موجودة لدى المتحف قسمت إلى سبع مجموعات مختلفة لكل منها عنوان.
وفي تعريفها بهذا الحدث تقول أديل جرار مسؤولة المعرض "لطالما كان للملصقات دور بارز مرافق للثورات على مدى التاريخ، فهي من أهم أدوات نشر الرسائل السياسية، والأفكار، وحشد الجماعات حول قضية ما، نظرا لكونها وسيلة فعالة، وغير مكلفة، تُطبع بسرعة باستخدام تقنيات متعددة ويمكن إغراق مدينة كاملة بها بين ليلة وضحاها، وإحداث الأثر المرغوب بسرعة وفاعلية".

هي من أهم أدوات نشر الرسائل السياسية، والأفكار، وحشد الجماعات حول قضية ما، نظرا لكونها وسيلة فعالة، وغير مكلفة

وتضيف "برز دور الملصق السياسي الفلسطيني بين أواسط الستينات وحتى أواخر الثمانينات، كأداة حشد وتعبئة ودعاية خلال الثورة الفلسطينية وفترة الكفاح المسلح، وخاصة بعد تأسيس وحدة الفن والثقافة الوطنية التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1965، بقيادة الفنان الفلسطيني إسماعيل شموط".
وأشارت إلى أن المعرض "يبحث في تمثيلات الأرض والجغرافيا والطبيعة الفلسطينية في جزء من الملصقات السياسية الموجودة في المجموعة الدائمة للمتحف الفلسطيني".
وحصل المتحف على مجموعة الملصقات السياسية الفلسطينية كمنحة من السفير السابق علي قزق ضمت 540 ملصقا صممت بين أواخر الستينات وحتى أوائل التسعينات.
وذكر بيان للمتحف أن قزق بدأ بتجميعها عام 1970 حين وصل إلى أستراليا وعمل مع عدد من الناشطين والمناصرين للقضية الفلسطينية.
وعن عنوان المعرض (مدى البرتقال) قالت أديل إنه "مستلهم من مذكرات الكاتب والناشط الفرنسي جان جينيه".
وأضافت "كما أن البرتقال استخدم كرمز في بعض الملصقات المعروضة ولذلك يمكن أن تجد لعنوان المعرض تفسيرات كثيرة".
ويمكن لزائر المعرض أن يشاهد مجموعة الملصقات بحجمها وألوانها الأصلية حيث أن منها ما هو باللونين الأسود والأبيض مع كتابة إلى جانبها توضح الفكرة التي تتحدث عنها.
واختارت مسؤولة المعرض أن تكون المجموعة الأولى (بذور التحرر) لتقدم معها مجموعة من الملصقات التي تتحدث عن الأرض ومنها ملصق يظهر فيه مجموعة من الأشخاص يعملون في الأرض وكتب إلى جانبه "الأرض للسواعد التي تحررها".
واحتل دور المرأة في التاريخ الفلسطيني حيزا مهما في المعرض تحت عنوان (النضال كفعل مؤنث) وشمل نماذج متعددة للمرأة العاملة والمقاتلة أو كأم ترتدي الثوب الفلسطيني المطرز.
وقُسم المعرض إلى مجموعات (بذور التحرر، النضال كفعل مؤنث، الدمار كمشهد، فلسطين تتجلى، فدائي، زهر وحنون، ورد البرتقال) يمكن التنقل بينها لتشكل في مجموعها توثيقا وجزءا من تاريخ الشعب الفلسطيني وسعيه نحو التحرر.
وقالت عادلة العايدي مديرة المتحف الفلسطيني "تأتي أهمية هذا المعرض في أنه يعرض للمرة الأولى جزءا من مجموعة المتحف الفلسطيني الدائمة للجمهور، ويعيد قراءتها وتقديمها بطريقة فنية".
وأضافت في بيان للمتحف "هذه المجموعة تكتسب أهمية بتوثيقها لمراحل مفصلية في التاريخ الفلسطيني. نتطلع إلى مشاركة جمهورنا في الأعوام القادمة الفرصة للتعرف عن قرب على مقتنيات المتحف الدائمة".
ويستمر المعرض حتى الخامس من أبريل/نيسان.