مدّ إنساني إماراتي لا ينقطع زمن كورونا

الإمارات ترسل أطنانا من المساعدات الطبية لكازاخستان لدعمها في مواجهة فيروس كورونا في بادرة لم تكن الأولى ولا الأخيرة ضمن مقاربة إنسانية استمرت من الخلف إلى السلف.
مساعدات إماراتية إلى كازاخستان لمواجهة كورونا
الإمارات كدأبها لم تتخلف عن تقديم يد العون للشعوب والدول زمن الشدائد
مقاربة إماراتية إنسانية شاملة تعزز مبدأ التضامن بين الدول والشعوب

أبوظبي - تواصل الإمارات توجيه المدّ الإنساني في جهد يهدف لتخفيف معاناة دول ترزح تحت وطأة فيروس كورونا وهو جهد ليس بالغريب على الدولة التي أرست قيادتها من السلف إلى الخلف مقاربة إنسانية وخيرية شاملة عابرة للحدود وللحسابات السياسية وللمصالح وهي مقاربة أصبحت ضمن الثوابت تعزيزا لمبدأ التضامن بين الدول الشعوب زمن المحن والأزمات.

وفي سياق هذه المقاربة وجهت الإمارات طائرة مساعدات على متنها 13 طنا من مستلزمات طبية ووقائية إلى كازاخستان للمساعدة في مواجهة فيروس كورونا المستجد.

وذكرت وكالة أنباء الإمارات أن "نحو 10 آلاف من العاملين في القطاع الطبي" في كازاخستان سيستفيدون من هذه المساعدات.

ونقلت الوكالة عن سفير الإمارات لدى كازاخستان قوله إن المساعدات "ستمكن الكوادر الطبية هناك من أداء واجبها في مكافحة انتشار الفيروس في البلاد".

وهذه الجهود التي تبذلها أبوظبي ليست استثناء في خضم جهود أوسع وإجراءات اعتمدتها الدولة في توجيه الدعم الإنساني والاغاثي للعديد من الدول زمن الأزمات ولاقت استحسانا دوليا في الوقت الذي باتت فيه دولة الإمارات من بين أكثر دول العالم منحا للمساعدات الإنسانية.

وسبق هذه الخطوة (الدعم الطبي لكازاخستان) شحنات طبية أرسلتها الإمارات لإيران التي سجلت أعلى معدلات الإصابة والوفيات بفيروس كورونا على الرغم من الخلافات القائمة مع طهران.

ونقلت طائرة إماراتية مساعدات طبية وفريقا طبيا من مطار آل مكتوم في دبي رغم توتر العلاقات بين إيران والإمارات على خلفية نزاعات إقليمية بينها الخصومة الشديدة بين طهران والرياض.

وأثنت منظمة الصحة العالمية على الجهود الإماراتية في المساعدة وتسهيل جهود مكافحة فيروس كورونا.

تركيز الامارات جهودها في مواجهة فيروس كورونا محليا لم يشغلها عن دعم ومساعدة دول تواجه الوباء نفسه
تركيز الامارات جهودها في مواجهة فيروس كورونا محليا لم يشغلها عن دعم ومساعدة دول تواجه الوباء نفسه

ولم تتخلف دولة الإمارات في تقديم يد العون للشعوب والدول الشقيقة في أصعب الأوضاع، فقد أعلنت كذلك قبل فترة دعمها للشعب السوري في الظروف الاستثنائية التي يمر بها بسبب تفشي فيروس كورونا.

وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي قد أجرى في السابع والعشرين من مارس/اذار الماضي في سياق خطواته لمتابعة الأوضاع الإنسانية للشعوب والدول الشقيقة، اتصالا هاتفيا بالرئيس السوري بشار الأسد لبحث تداعيات انتشار كوفيد-19 في سوريا.

وقال الشيخ محمد حينها في تغريدة على تويتر "بحثت هاتفيا مع الرئيس السوري بشار الأسد تداعيات انتشار فيروس كورونا وأكدت له دعم دولة الإمارات ومساعدتها للشعب السوري الشقيق في هذه الظروف الاستثنائية".

وأضاف "التضامن الإنساني في أوقات المحن يسمو فوق كل اعتبار وسوريا العربية الشقيقة لن تبقى وحدها في هذه الظروف الحرجة".

وشدد على ضرورة التخلي عن المسائل الخلافية السياسية في هذه الظروف الاستثنائية، قائلا "علينا أن نغلب الجانب الإنساني في ظل التحدي المشترك الذي نواجهه جميعا"، مؤكدا على أن "سوريا البلد العربي الشقيق لن يكون وحده في هذه الظروف الدقيقة و الحرجة".  

وعكست تصريحات ولي عهد أبوظبي البعد الإنساني في التعاطي مع الأزمات وتغليب صوت الحكمة والعقل في مواجهة الشدائد بعيدا على أي اعتبارات أو خلافات سياسية، فالفيروس الذي اجتاح العالم يتطلب تضامنا دوليا وتعاملا عقلانية لا مكان فيه للمصالح بل للرأس المال البشري.

وتواجه الإمارات ذاتها تفشي فيروس كورونا، لكن هذا الجائحة لم تشغلها عن دعم ومساعدة الدول المتضررة خاصة منها التي لا تمتلك قدرات طبية ولوجيستية تمكنها من مجابهة الفيروس والحد من انتشاره.

وواصل ولي عهد أبوظبي جهوده في متابعة الأوضاع الإنسانية للشعوب والدول الشقيقة، حيث أجرى الأربعاء اتصالا هاتفيا مع رئيس جمهورية أوزبكستان شوكت ميرضيائيف بحث خلالها العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في مختلف المجالات خاصة في ظل الشراكة الإستراتيجية القائمة بين البلدين إضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية.

وأشارت الوكالة إلى أن الاتصال الهاتفي تطرق لأزمة فيروس كورونا وآخر مستجدات انتشاره على الساحتين الإقليمية والدولية خاصة في القارة الآسيوية وتداعياته السلبية على الأوضاع الصحية والاقتصادية في العالم.

كما بحث الشيخ محمد مع ميرضيائيف آليات تعامل دولة الإمارات وأوزبكستان مع الخطر الذي يمثله الفيروس وتنسيق جهودهما في هذا الشأن.

وشدد ولي عهد أبوظبي على أهمية التعاون وتبادل الخبرات بين مختلف الدول في العالم، في التصدي للجائحة وضرورة بناء استجابة دولية جماعية فاعلة لهذه الأزمة تضع في اعتبارها كل الظروف وتنطلق من التضامن الإنساني المجرد من أي اعتبارات أخرى وتقديم الدعم للفئات والمجتمعات التي هي في حاجة إلى المساعدة.

وأكد أيضا أن العالم في ظل وباء كورونا يعيش لحظة اختبار إنساني حقيقي في تاريخ البشرية، معربا عن دعم دولة الإمارات لجهود أوزبكستان في مواجهة كورونا وتضامنها معها ومع كل دول العالم في المعركة ضد هذا الفيروس.