مذبحة في هجوم انتحاري واقتحام مسلح لجامعة كابول

 حركة طالبان تؤكد عدم صلتها بالاعتداء الدموي، فيما حملها نائب الرئيس الأفغاني المسؤولية عن المذبحة كما اتهم باكستان بالتورط في موجة العنف ببلاده.
العنف لا يغادر الساحة الأفغانية رغم مفاوضات السلام
داعش يتبنى الهجوم على جامعة كابول

كابول - قتل 19 شخصا على الأقل الاثنين في هجوم شنه مسلحون على جامعة كابول وانتهى بعد ساعات من القتال مع القوى الأمنية، فيما كان الطلاب غارقين في برك دماء في قاعات الدراسة.

والهجوم على جامعة كابول، إحدى أبرز الجامعات في أفغانستان، يأتي مع تزايد العنف في مختلف أنحاء البلاد وهو ثاني هجوم في أقل من أسبوعين على مؤسسة تعليمية في العاصمة.

وأعلن الفرع الأفغاني لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) لاحقا مسؤوليته عن الهجوم على جامعة كابول الأفغانية اليوم الاثنين.

وقالت وكالة أعماق الذراع الإعلامي للتنظيم الإرهابي إن اثنين من مقاتليها اقتحما حرم الجامعة حيث كان يقام حفل تخريج قضاة ومحققيين، مؤكدة مقتل المسلحين الاثنين، في حين تحدثت الحكومة الأفغانية عن مقتل ثلاثة مهاجمين.

ووصف ناجون مشاهد رعب تلت الهجوم الذي بدأ حين قام انتحاري بتفجير نفسه داخل حرم الجامعة حوالي الساعة 17:30 بتوقيت غرينيتش ثم بدأ مسلحان بإطلاق النار كما قال مسؤولون ما دفع بمئات الطلاب إلى الفرار مذعورين.

وقال فرايدون احمدي (22 عاما) "كنا ندرس داخل الصفوف عندما سمعنا فجأة وابلا من الرصاص داخل الجامعة"، مضيفا أنه وكثير من الطلاب حوصروا لأكثر من ساعتين قبل أن يتم إنقاذهم.

وأضاف "كنا خائفين جدا وظننا أننا سنموت وكان الشبان والشابات يصرخون ويصلون ويطلبون النجدة"، مضيفا "لا أعرف كيف نجونا اليوم من الهجوم المسلح على جامعتنا". وكان نحو 800 طالب في كلية العلوم الاجتماعية حيث يدرس، بينما لم تتبن أي مجموعة على الفور الاعتداء.

وأظهرت صور مؤثرة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ما بدا أنه جثث طلاب قتلى قرب الكراسي وطاولات الدراسة.

وروى أحد الطلاب لتلفزيون محلي "لقد فتحوا النار، كل رفاقي في الصف كانوا غارقين في دمائهم، إما قتلى أو مصابين"، مضيفا أنه نجا عبر القفز من نافذة.

وأوضح المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية طارق عريان أن 19 شخصا قتلوا وأصيب 22 بجروح.

ولم يتضح على الفور كيف نقل المهاجمون أسلحتهم إلى الجامعة التي تجري تفتيشا أمنيا. وقال عريان إنه يجري التحقيق في هذا الأمر.

وأوضح الناطق باسم شرطة كابول فردوس فارامرز أن جميع القتلى من الطلاب، بينهم عشر نساء.

واستغرق الأمر عدة ساعات أمام قوات الأمن الأفغانية بدعم من القوات الأميركية لتمشيط الحرم الجامعي والإعلان أن الهجوم انتهى.

وقال الناطق باسم وزارة التعليم العالي حميد عبيدي إن الهجوم بدأ مع وصول مسؤولين حكوميين لافتتاح معرض للكتاب الإيراني في حرم الجامعة.

وقالت حركة طالبان إنها غير ضالعة في هجوم الاثنين على جامعة كابول، لكن نائب الرئيس الأفغاني أمرالله صالح حمّل المجموعة المتمردة ومؤيديها في باكستان المسؤولية رغم إقراره بفشل استخباراتي.

وقال صالح على تويتر "سنصحح الفشل الاستخباراتي، لكن طالبان وحلفاؤها الشيطانيين المتشابهين في الجوار، لن يتمكنوا أبدا من غسل ضمائرهم من هذا الهجوم الغاشم وغير المبرر على جامعة كابول". وتُحمل السلطات الأفغانية باستمرار إسلام أباد مسؤولية دعم حركة طالبان وهو ما تنفيه باكستان.

وسبق أن تعرضت عدة مراكز تعليم لهجمات في السنوات الماضية من قبل مجموعات متطرفة مثل تنظيم الدولة الإسلامية.

وقتل الأسبوع الماضي 24 شخصا على الأقل غالبيتهم من الطلاب في هجوم انتحاري على مركز تربوي في غرب كابول أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنه.

وفي العام 2018 تسبب انتحاري بمقتل عشرات الأشخاص الكثير منهم من المراهقين أمام جامعة كابول. وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية يومها مسؤوليته عن الهجوم.

وقتل 16 شخصا عندما هاجم مسلحون الجامعة الأميركية في أفغانستان العام 2016 في كابول.

وندد حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان بالمذبحة الأخيرة. وكتب مبعوث الأطلسي ستيفانو بونتيكورفو على تويتر "الأطفال والشباب الأفغان يجب أن يشعروا بالأمان حين يتوجهون إلى المدرسة. إن حلف شمال الأطلسي يدعم بقوة كل الجهود الهادفة لوقف العنف".

وتصاعدت حدة العنف في الأسابيع الماضية رغم استمرار محادثات السلام بين طالبان والحكومة الأفغانية التي بدأت في سبتمبر/أيلول في الدوحة. ولم تحقق المحادثات في العاصمة القطرية تقدما ملموسا حتى الآن.

وزار زلماي خليل زاد المبعوث الأميركي الذي تفاوض على اتفاق منفصل مع طالبان في فبراير/شباط، إسلام اباد الاثنين حيث التقى قائد الجيش الباكستاني لبحث "سبل الوصول إلى سلام دائم في أفغانستان" كما قال مسؤولون.