مراسلون يقاتلون بالكاميرا والميكروفون

القاهرة
شروق اسعد، مراسلة قناة النيل

شقت كلمات كارلوس حنضل مصور قناة النيل للاخبار القلوب عندما شاهد الملايين اصابته برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي أثناء قيامه بعمله، وزميله يصرخ مستغيثا 'اسعاف.. يا الله.. اسعاف' ثم يوصي كارلوس زميله بابنه الوحيد قبل أن يذهب في غيبوبة طويلة.
وقبلها كان سقوط طارق عبدالجابر مراسل قطاع الاخبار بعد تلقيه خمس رصاصات، نجا من أربع منها لارتدائه القميص الواقي، بينما اخترقت الخامسة ساقه، وهو ثالث اعتداء يتعرض له خلال ثلاثة أشهر فقط.
ورغم ما تعانيه شروق أسعد مراسلة قناة النيل للاخبار في مدينة رام الله من حصار ووحشية جنود الاحتلال الا انها استطاعت أن تصور فيلما يسجل المعاملة التي يتعرض لها الصحفيون والاعلاميون داخل الارض المحتلة، دون تفرقة ودون تمييز، وهو الفيلم الذي به الكثير من مشاهدا العنف والهمجية، فهذا جندي يلاحق مراسل ويوسعه ضربا علي رأسه وظهره بعصي غليظة، وآخر يحاول تحطيم كاميرا مصور ويدفعه بظهر البندقية حتى يسقط علي ظهره، وثالث يهاجم مجموعة من المراسلين بسلاحه ليمنعهم من تصوير عربات الاسعاف التي منعوها من نقل الجرحى.
وعندما تحدثنا معها قالت شروق: "انني مؤمنة بأن عملي الاعلامي جزء من واجبي كمواطنة فلسطينية، ونحن كمراسلين لا يمكن أن نشكو من سوء الاحوال المعيشية مهما كانت سيئة، فنحن قادرون علي التعايش معها، وتحملها، طالما اننا قادرون علي اداء واجبنا المهني، ونبعث برسائلنا ولو عبر الهاتف، حتى وإن تحملنا الاعتداءات والاهانات والضرب أحيانا، وسنظل نحمل معداتنا لننقل الي العالم المدى الذي وصل اليه الصلف الاسرائيلي، والاستهانة بحقوق الانسان".
وحول الوضع في رام الله تقول: "نحن محاصرون فيها، ولا نجد وسيلة للخروج، وقد حاولت العودة الي منزلي في القدس لكن جميع الطرق كانت مغلقة، حتى الطرق الجانبية الضيقة. وبعد أن فرضت اسرائيل حظر التجول، وأعلنت أن رام الله منطقة عسكرية طالبت جميع الصحفيين والمراسلين بالخروج منها، وهو ما رفضناه نحن مراسلي النيل للاخبار. فمازلنا نتابع الاحداث، ونقوم بتغطيتها، ونبعث رسائلنا عبر الهاتف بعد تعذر التقاط اية مشاهد. وقد أدي انقطاع الكهرباء عن المدينة بالكامل الي تعطل جميع الاجهزة الكهربائية، وفساد الاطعمة، حتى الخبز نحصل عليه بصعوبة كبيرة".
وتقطع شروق أسعد حديثها معنا قائلة: 'عفوا.. فلدي قائمة بالاتصالات يجب أن أجريها الآن.
ونترك شروق لتواصل عملها. وهي تؤكد لنا أن "الخبر قبل الخبز" أحيانا.
ويؤكد طارق عبدالجابر مراسل قطاع الاخبار في التلفزيون المصري في الاراضي المحتلة أن اندفاعه وحماسه الواضح في تقديم رسائله أمر طبيعي ويقول: "من الصعب أن أكون بلا مشاعر وأنا أشاهد في كل لحظة طفلا أو شابا يلقي مصرعه، رغم انني اعمل تحت ظروف غير عادية، فرض فيها جنود الاحتلال حصارهم حولنا، وقطعوا الكهرباء، ومنعوا التجول. فقد أصبح واضحا أن الجانب الاسرائيلي يتخذ كل الاجراءات التي تعوق أي مراسل عن اداء عمله، وهذا يجعلنا نزداد حماسا للعمل. اننا لا نستطيع أن نمنع أنفسنا من الانفعال ونحن نشاهد هذه الوحشية وهدم البيوت، وقتل العزل والاطفال.. فمن يمكنه أن يتمالك نفسه وسط كل هذا، ويكون هادئا؟
أما خميس أبو العافية مراسل التليفزيون المصري في القدس فيقول: "من الصعب جدا أن نطلب من مراسل فلسطيني أن يكون موضوعيا، وبلا أحاسيس وهو يغطي ما يجري من ممارسات قمعية اسرائيلية، فهذه مهمة صعبة جدا، خاصة هو يرصد ما يتعرض له الاخوة والاهل في كل شبر في الاراضي المحتلة. ان المراسل هنا يؤدي عمله في مساحة ضيقة جدا من الحرية، وأحيانا لا يسمح لنا بالتحرك أبعد من عدة أمتار، فقد زرعوا الحواجز والمجنزرات عبر الطرق، بل ان الامر امتد الي محاصرة جميع المكاتب العربية والاعلامية. ويكفينا فخرا ان الحكومة الاسرائيلية قد اعترفت صراحة بان وسائل الاعلام العربية ومندوبيها ومراسليها يقدمون دعما اعلاميا للفلسطينيين بانحيازهم للقضية الفلسطينية".
وحول الصعوبات التي يواجهها د. سيد علي، مراسل التلفزيون المصري في لبنان، في عمله خاصة بعد ضرب اسرائيل لمزارع شبعا في الجنوب اللبناني يقول: "ان الاشقاء في لبنان يوفرون لنا الحرية الكاملة للحركة، وأي مسئول هنا يستجيب للاسئلة التي نطرحها عليه بكل بساطة، ولكننا كمراسلين لم نعد نستطيع أن نأمن علي ظهورنا أو نعطيها للجانب الاسرائيلي كما كنا نفعل من قبل، حيث ان كلمة صحافة التي نضعها علي صدورنا وظهورنا لم تعد كافية لحمايتنا من طلقات البنادق والمدافع الاسرائيلية".
ومن الاراضي المحتلة الي القاهرة حيث قالت سميحة دحروج رئيس قناة النيل للاخبار: "ان اسرائيل لم يعد يهمها أي شيء في الفترة الاخيرة، ولا تتوقف آلتها العسكرية عند سيارة اسعاف، ولا ينجو الاسعاف أو الاعلام أو غيره من رصاصاتها أو مدافعها. وقبل أيام شاهدنا ما فعلته مع الصحفي الايطالي الذي كان يرتدي القميص الواقي لكنها قتلته بمدفع دبابة. وعلي اثر هذه الحادثة المؤسفة قدمنا حلقة حول ما يتعرض له الصحفيون ومراسلو الشبكات التليفزيونية من عرب وأجانب في فلسطين المحتلة أثناء تغطيتهم للاحداث هناك.
وأعتقد أنهم لا يريدون أن يري العالم الوضع علي حقيقته هناك ولا أن تظهر صورتهم الحقيقية البشعة أمام العالم وإنما يريدون أن يقدموا الصور التي يحبون أن يدعموا بها مواقفهم ويبرروا بها أفعالهم مثل صورة لعملية استشهادية بينما تبدو مشاعر الخوف علي وجوه الاسرائيليين.
أما الصور التي تكشف انتهاكهم لحقوق الانسان واذلالهم للانسانية والتي تصور اعتداءهم علي كل من فرضت المواثيق الدولية حمايتهم مثل رجال الاسعاف، ورجال الصحافة وكل هذا تريد أن تخفيه. وأعتقد أن هذا هو سبب الاعتداء".
وعن المصور كارلوس حنضل تقول: "استقرت حالته الصحية نسبيا. ولكنه تعرض للنزيف لفترة طويلة، وذلك لأن سيارات الاسعاف لم تتمكن من الوصول اليه الا بعد فترة. وقد اتصل وزير الاعلام صفوت الشريف فور الحادث بشروق أسعد ليطمئن عليهم جميعا، وروت له كيف أن هناك 'قناص يقف متربصا بأي شخص يحاول التقدم وابداء المساعدة لانه ممنوع انقاذ أي مصاب ويتركونهم ينزفون حتى الموت.
وقد ارسل وزير الاعلام فور الحادث لمنظمة صحفيون بلا حدود، ومنظمة العفو الدولية لان جميع المواثيق الدولية تفرض احترام وحماية المراسلين الذين يؤدون عملهم في هذه الظروف الصعبة لكن هذه ليست أول مرة. ولا أعتقد أنها الاخيرة مع اسرائيل".
وعن استهداف المراسلين العرب بالتحديد تقول: "ليس هناك فرق بين مراسل عربي أو أجنبي فقد ارسلت لنا شروق اسعد فيلما يسجل المعاملة الوحشية التي يتعرض لها الصحفيون والمراسلون هناك وقد حمل هذا الفيلم الكثير من مشاهد العنف والوحشية التي يتعامل بها الجنود الاسرائيليون مع المراسلين من كل الجنسيات".
بعد هذه الاعتداءات هل صدرت اليهم تعليمات معينة للتعامل بشكل يحفظ سلامتهم ولا يتعارض مع مهامهم في تغطية الاحداث؟
وعن قدرة المراسلين على الاستمرار في عملهم تحت هذه الظروف القاسية تقول: "فاجأتنا شروق اسعد بما قالته للوزير في مكالمة هاتفية حيث قالت ان هذا الحادث لم يوهن من عزيمتهم بل زادهم حماسا وانهم مستمرون في عملهم حتى يتحقق النصر أو حتى ينالوا الشهادة. انهم جميعا ينتمون الي المكان وأصحاب قضية".
ويضرب محمد الوكيل رئيس قطاع الاخبار بالتلفزيون المصري مثلا لقواعد اختيار المراسلين بطارق عبدالجابر قائلا: "تم اختياره لتميزه بالقدرة علي التحرك والجرأة والشجاعة والاقدام. وقد يكون طارق به بعض العيوب في اللغة، لكن صفاته الاخرى تجعله شخصية يمكن الاعتماد عليها في التواجد في مكان الاحداث بدون خوف أو رهبة. كما انه لديه الجرأة علي طرح الاسئلة، وإلمام بأبعاد القضية الفلسطينية، وكل هذا جعله مؤهلا ليكون موفدنا هناك، ونتلقى منه رسائل يومية. وقد عرض نفسه للخطر أكثر من مرة وتم الاعتداء عليه من قبل جنود الاحتلال.
وأصيب بقنبلة غازية وأصيب في قدمه، وأخيرا تعرض لخمس رصاصات. لكنه كان يرتدي القميص الواقي. واصابته احداها في ساقه من أعلي، ونقل للمستشفي لكنها كانت اصابة طفيفة وخرج بسلام، وواصل عمله".
وبدأ طارق عبدالجابر، الذي اصبح حديث الشارع المصري، حياته كصحفي ثم عمل مراسلا في اليونان، ثم تم اختياره كمراسل متجول للتلفزيون المصري بمعنى انه عندما تكون هناك مناطق ساخنة تحتاج الي صفات من الجرأة والاقتحام يتم ارساله اليها.
ويبحث التلفزيون المصري التامين على حياة المراسلين، خاصة أن أغلبهم في مناطق مشتعلة بالاحداث الساخنة، ويواجهون الرصاص في كل يوم.
وقبلها كان سقوط طارق عبدالجابر مراسل قطاع الاخبار بعد تلقيه خمس رصاصات، نجا من أربع منها لارتدائه القميص الواقي، بينما اخترقت الخامسة ساقه، وهو ثالث اعتداء يتعرض له خلال ثلاثة أشهر فقط.
ورغم ما تعانيه شروق أسعد مراسلة قناة النيل للاخبار في مدينة رام الله من حصار ووحشية جنود الاحتلال الا انها استطاعت أن تصور فيلما يسجل المعاملة التي يتعرض لها الصحفيون والاعلاميون داخل الارض المحتلة، دون تفرقة ودون تمييز، وهو الفيلم الذي به الكثير من مشاهدا العنف والهمجية، فهذا جندي يلاحق مراسل ويوسعه ضربا علي رأسه وظهره بعصي غليظة، وآخر يحاول تحطيم كاميرا مصور ويدفعه بظهر البندقية حتى يسقط علي ظهره، وثالث يهاجم مجموعة من المراسلين بسلاحه ليمنعهم من تصوير عربات الاسعاف التي منعوها من نقل الجرحى.
وعندما تحدثنا معها قالت شروق: "انني مؤمنة بأن عملي الاعلامي جزء من واجبي كمواطنة فلسطينية، ونحن كمراسلين لا يمكن أن نشكو من سوء الاحوال المعيشية مهما كانت سيئة، فنحن قادرون علي التعايش معها، وتحملها، طالما اننا قادرون علي اداء واجبنا المهني، ونبعث برسائلنا ولو عبر الهاتف، حتى وإن تحملنا الاعتداءات والاهانات والضرب أحيانا، وسنظل نحمل معداتنا لننقل الي العالم المدى الذي وصل اليه الصلف الاسرائيلي، والاستهانة بحقوق الانسان".
وحول الوضع في رام الله تقول: "نحن محاصرون فيها، ولا نجد وسيلة للخروج، وقد حاولت العودة الي منزلي في القدس لكن جميع الطرق كانت مغلقة، حتى الطرق الجانبية الضيقة. وبعد أن فرضت اسرائيل حظر التجول، وأعلنت أن رام الله منطقة عسكرية طالبت جميع الصحفيين والمراسلين بالخروج منها، وهو ما رفضناه نحن مراسلي النيل للاخبار. فمازلنا نتابع الاحداث، ونقوم بتغطيتها، ونبعث رسائلنا عبر الهاتف بعد تعذر التقاط اية مشاهد. وقد أدي انقطاع الكهرباء عن المدينة بالكامل الي تعطل جميع الاجهزة الكهربائية، وفساد الاطعمة، حتى الخبز نحصل عليه بصعوبة كبيرة".
وتقطع شروق أسعد حديثها معنا قائلة: 'عفوا.. فلدي قائمة بالاتصالات يجب أن أجريها الآن.
ونترك شروق لتواصل عملها. وهي تؤكد لنا أن "الخبر قبل الخبز" أحيانا.
ويؤكد طارق عبدالجابر مراسل قطاع الاخبار في التلفزيون المصري في الاراضي المحتلة أن اندفاعه وحماسه الواضح في تقديم رسائله أمر طبيعي ويقول: "من الصعب أن أكون بلا مشاعر وأنا أشاهد في كل لحظة طفلا أو شابا يلقي مصرعه، رغم انني اعمل تحت ظروف غير عادية، فرض فيها جنود الاحتلال حصارهم حولنا، وقطعوا الكهرباء، ومنعوا التجول. فقد أصبح واضحا أن الجانب الاسرائيلي يتخذ كل الاجراءات التي تعوق أي مراسل عن اداء عمله، وهذا يجعلنا نزداد حماسا للعمل. اننا لا نستطيع أن نمنع أنفسنا من الانفعال ونحن نشاهد هذه الوحشية وهدم البيوت، وقتل العزل والاطفال.. فمن يمكنه أن يتمالك نفسه وسط كل هذا، ويكون هادئا؟
أما خميس أبو العافية مراسل التليفزيون المصري في القدس فيقول: "من الصعب جدا أن نطلب من مراسل فلسطيني أن يكون موضوعيا، وبلا أحاسيس وهو يغطي ما يجري من ممارسات قمعية اسرائيلية، فهذه مهمة صعبة جدا، خاصة هو يرصد ما يتعرض له الاخوة والاهل في كل شبر في الاراضي المحتلة. ان المراسل هنا يؤدي عمله في مساحة ضيقة جدا من الحرية، وأحيانا لا يسمح لنا بالتحرك أبعد من عدة أمتار، فقد زرعوا الحواجز والمجنزرات عبر الطرق، بل ان الامر امتد الي محاصرة جميع المكاتب العربية والاعلامية. ويكفينا فخرا ان الحكومة الاسرائيلية قد اعترفت صراحة بان وسائل الاعلام العربية ومندوبيها ومراسليها يقدمون دعما اعلاميا للفلسطينيين بانحيازهم للقضية الفلسطينية".
وحول الصعوبات التي يواجهها د. سيد علي، مراسل التلفزيون المصري في لبنان، في عمله خاصة بعد ضرب اسرائيل لمزارع شبعا في الجنوب اللبناني يقول: "ان الاشقاء في لبنان يوفرون لنا الحرية الكاملة للحركة، وأي مسئول هنا يستجيب للاسئلة التي نطرحها عليه بكل بساطة، ولكننا كمراسلين لم نعد نستطيع أن نأمن علي ظهورنا أو نعطيها للجانب الاسرائيلي كما كنا نفعل من قبل، حيث ان كلمة صحافة التي نضعها علي صدورنا وظهورنا لم تعد كافية لحمايتنا من طلقات البنادق والمدافع الاسرائيلية".
ومن الاراضي المحتلة الي القاهرة حيث قالت سميحة دحروج رئيس قناة النيل للاخبار: "ان اسرائيل لم يعد يهمها أي شيء في الفترة الاخيرة، ولا تتوقف آلتها العسكرية عند سيارة اسعاف، ولا ينجو الاسعاف أو الاعلام أو غيره من رصاصاتها أو مدافعها. وقبل أيام شاهدنا ما فعلته مع الصحفي الايطالي الذي كان يرتدي القميص الواقي لكنها قتلته بمدفع دبابة. وعلي اثر هذه الحادثة المؤسفة قدمنا حلقة حول ما يتعرض له الصحفيون ومراسلو الشبكات التليفزيونية من عرب وأجانب في فلسطين المحتلة أثناء تغطيتهم للاحداث هناك.
وأعتقد أنهم لا يريدون أن يري العالم الوضع علي حقيقته هناك ولا أن تظهر صورتهم الحقيقية البشعة أمام العالم وإنما يريدون أن يقدموا الصور التي يحبون أن يدعموا بها مواقفهم ويبرروا بها أفعالهم مثل صورة لعملية استشهادية بينما تبدو مشاعر الخوف علي وجوه الاسرائيليين.
أما الصور التي تكشف انتهاكهم لحقوق الانسان واذلالهم للانسانية والتي تصور اعتداءهم علي كل من فرضت المواثيق الدولية حمايتهم مثل رجال الاسعاف، ورجال الصحافة وكل هذا تريد أن تخفيه. وأعتقد أن هذا هو سبب الاعتداء".
وعن المصور كارلوس حنضل تقول: "استقرت حالته الصحية نسبيا. ولكنه تعرض للنزيف لفترة طويلة، وذلك لأن سيارات الاسعاف لم تتمكن من الوصول اليه الا بعد فترة. وقد اتصل وزير الاعلام صفوت الشريف فور الحادث بشروق أسعد ليطمئن عليهم جميعا، وروت له كيف أن هناك 'قناص يقف متربصا بأي شخص يحاول التقدم وابداء المساعدة لانه ممنوع انقاذ أي مصاب ويتركونهم ينزفون حتى الموت.
وقد ارسل وزير الاعلام فور الحادث لمنظمة صحفيون بلا حدود، ومنظمة العفو الدولية لان جميع المواثيق الدولية تفرض احترام وحماية المراسلين الذين يؤدون عملهم في هذه الظروف الصعبة لكن هذه ليست أول مرة. ولا أعتقد أنها الاخيرة مع اسرائيل".
وعن استهداف المراسلين العرب بالتحديد تقول: "ليس هناك فرق بين مراسل عربي أو أجنبي فقد ارسلت لنا شروق اسعد فيلما يسجل المعاملة الوحشية التي يتعرض لها الصحفيون والمراسلون هناك وقد حمل هذا الفيلم الكثير من مشاهد العنف والوحشية التي يتعامل بها الجنود الاسرائيليون مع المراسلين من كل الجنسيات".
بعد هذه الاعتداءات هل صدرت اليهم تعليمات معينة للتعامل بشكل يحفظ سلامتهم ولا يتعارض مع مهامهم في تغطية الاحداث؟
وعن قدرة المراسلين على الاستمرار في عملهم تحت هذه الظروف القاسية تقول: "فاجأتنا شروق اسعد بما قالته للوزير في مكالمة هاتفية حيث قالت ان هذا الحادث لم يوهن من عزيمتهم بل زادهم حماسا وانهم مستمرون في عملهم حتى يتحقق النصر أو حتى ينالوا الشهادة. انهم جميعا ينتمون الي المكان وأصحاب قضية".
ويضرب محمد الوكيل رئيس قطاع الاخبار بالتلفزيون المصري مثلا لقواعد اختيار المراسلين بطارق عبدالجابر قائلا: "تم اختياره لتميزه بالقدرة علي التحرك والجرأة والشجاعة والاقدام. وقد يكون طارق به بعض العيوب في اللغة، لكن صفاته الاخرى تجعله شخصية يمكن الاعتماد عليها في التواجد في مكان الاحداث بدون خوف أو رهبة. كما انه لديه الجرأة علي طرح الاسئلة، وإلمام بأبعاد القضية الفلسطينية، وكل هذا جعله مؤهلا ليكون موفدنا هناك، ونتلقى منه رسائل يومية. وقد عرض نفسه للخطر أكثر من مرة وتم الاعتداء عليه من قبل جنود الاحتلال.
وأصيب بقنبلة غازية وأصيب في قدمه، وأخيرا تعرض لخمس رصاصات. لكنه كان يرتدي القميص الواقي. واصابته احداها في ساقه من أعلي، ونقل للمستشفي لكنها كانت اصابة طفيفة وخرج بسلام، وواصل عمله".
وبدأ طارق عبدالجابر، الذي اصبح حديث الشارع المصري، حياته كصحفي ثم عمل مراسلا في اليونان، ثم تم اختياره كمراسل متجول للتلفزيون المصري بمعنى انه عندما تكون هناك مناطق ساخنة تحتاج الي صفات من الجرأة والاقتحام يتم ارساله اليها.
ويبحث التلفزيون المصري التامين على حياة المراسلين، خاصة أن أغلبهم في مناطق مشتعلة بالاحداث الساخنة، ويواجهون الرصاص في كل يوم.