'مرحبا أمي' على واتساب ناقوس خطر من عملية احتيالية مالية

احتيال ينتشر مؤخرا على تطبيق ميتا الشهير حيث ينتحل لصوص شخصية أقارب الضحية باستخدام رسائل ونُسخ صوتية مقلدة بتقنية الذكاء الاصطناعي بهدف سرقة المال بسرعة

واشنطن – يعد "واتساب" لملايين الناس، اتصال حيوية مع الأصدقاء والعائلة حول العالم.

لكن خبراء الأمن السيبراني أصدروا تحذيرًا جديدًا بشأن عملية احتيال خبيثة نجحت بالفعل في خداع المستخدمين وسرقة ما يقارب نصف مليون جنيه إسترليني منذ بداية عام 2025.

في ما يُعرف باسم "احتيال مرحبًا أمي"، ينتحل المجرمون شخصية أحد أفراد العائلة لخداع ضحاياهم وجعلهم يرسلون لهم المال. والآن، أصبح المحتالون يستخدمون أيضًا تقنيات تقليد الأصوات بالذكاء الاصطناعي لخداع ضحاياهم.

تبدأ العملية برسالة عبر "واتساب" تقول "مرحبًا أمي" أو "مرحبًا أبي"، حيث يدّعي المرسل أنه فقد هاتفه وتم إغلاق حسابه البنكي.

وبعد كسب ثقة الضحية، يطلب المحتال تحويل مبلغ مالي للمساعدة في دفع الإيجار أو شراء هاتف جديد.

ولجعل القصة أكثر واقعية، قد يستخدم المحتالون الذكاء الاصطناعي لتوليد رسائل صوتية تقلّد صوت ابن الضحية أو ابنتها.

قال جيك مور، مستشار الأمن السيبراني العالمي بشركة ESET، لموقع MailOnline: "باستخدام هذا النوع من البرامج، يمكن للمحتالين نسخ أي صوت موجود على الإنترنت، ثم يستهدفون أفراد عائلة الضحية برسائل صوتية تبدو مقنعة بدرجة كافية لجعلهم يصدقون الخدعة". وعلى الرغم من أن الاحتيال يُعرف باسم "مرحبًا أمي"، إلا أن هذه الطريقة لا تقتصر على انتحال شخصية الأبناء فقط.

وباستخدام المعلومات المتاحة علنًا على وسائل التواصل الاجتماعي، يتعلم المحتالون ما يكفي عن عائلة الضحية لاختيار أفضل شخصية ينتحلونها.

في بعض الحالات، قد يدّعي المحتالون أنهم أصدقاء مقربون من الضحية أو حتى والديهم.

وأظهرت أبحاث أجرتها "سانتاندير" أن أكثر أنواع هذه العمليات نجاحًا كانت تلك التي يدّعي فيها المحتال أنه ابن الضحية، تليها تلك التي يتظاهر فيها بأنه ابنة، ثم أم.

عادةً، يبدأ الاحتيال برسالة نصية من رقم غير معروف، يزعم المرسل فيها أنه شخص قريب من المستلم.

وقد يدّعي المرسل أنه فقد هاتفه ويستخدم حاليًا هاتف صديق، ولهذا السبب يبدو رقمه غير مألوف.

وإذا رد الضحية، يحاول المحتال الدخول في محادثة تتعلق بتفاصيل عامة قد يكون تعلّمها من وسائل التواصل.

وبعد كسب الثقة، يدّعي فجأة أنه بحاجة ماسة للمساعدة المالية، ويصر على أن حسابه البنكي المعتاد غير متاح، مطالبًا بإرسال المال إلى حساب غريب.

ولمنع الضحية من التفكير كثيرًا، يدفعه المحتال إلى التصرف بسرعة من خلال رواية قصة مقنعة.

أصبح المحتالون أكثر براعة في إقناع الناس

يقول مور: "أصبح المحتالون أكثر براعة في إقناع الناس بالتصرف كما يريدون، حيث تبدو القصة غالبًا منطقية وواقعية".

ورغم أن من السهل تجاهل رسالة نصية مزيفة، إلا أن المحتالين باتوا يستخدمون تقنيات ذكاء اصطناعي متقدمة لإنشاء رسائل صوتية مقنعة للغاية.

ويضيف مور: "بدأ المحتالون يستغلون تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي المذهلة، حيث أصبح استنساخ أي صوت أمرًا بسيطًا — لا يستغرق سوى لحظات".

وباستخدام تسجيلات صوتية مأخوذة من وسائل التواصل أو مصادر أخرى، يمكن بسهولة إنشاء نسخة صوتية مقنعة.

ويقول مور إنه حتى والدته اقتنعت بتسجيل صوتي من صنع الذكاء الاصطناعي ظنّته صوته الحقيقي.

وما يثير القلق، أن هذه الأساليب باتت شائعة على نحو متزايد. يقول كريس أينسلي، رئيس إدارة مخاطر الاحتيال في "سانتاندير": "هذه العمليات تتطور بسرعة مذهلة.

ونسمع عن حالات يتم فيها استخدام تقنيات تقليد الصوت بالذكاء الاصطناعي لإنشاء رسائل صوتية عبر واتساب وSMS، مما يجعل الخدعة أكثر واقعية".

منذ بداية عام 2025، تقول "سانتاندير" إن 506 من هذه العمليات نجحت في خداع مستخدمي "واتساب" وسرقة 490,606 جنيهات إسترلينية (651,230 دولارًا أميركيًا).

وفي شهر أبريل/نيسان وحده، كلّفت 135 عملية ناجحة مستخدمي "واتساب" مبلغ 127,417 جنيهًا إسترلينيًا (169,133 دولارًا).

وإذا وصلتك رسالة من صديق أو قريب، من المهم أن تتخذ الاحتياطات اللازمة للتأكد من أنك تراسل الشخص الصحيح.

يقول مور: "من البديهي ألا ترسل المال إلى أي حساب جديد دون أن تتحقق تمامًا — حتى وإن بدت القصة معقولة.

وإذا وصلك أي طلب مريب يدّعي أنه من شخص تحبه ويطلب منك معلومات حساسة أو مالية، فاتصل بالشخص مباشرة على الرقم الذي لديك مُسبقًا في هاتفك".

وبالمثل، وبسبب تزايد خطر التقليد بالذكاء الاصطناعي، يوصي مور بأن تضع عائلتك "كلمة سر" للطوارئ تثبت أنك تتحدث مع الشخص الصحيح. ويشدد على أن تكون هذه الكلمة "غير واضحة أو شيئًا يمكن العثور عليه على وسائل التواصل".

وقال متحدث باسم "واتساب" لموقع MailOnline: "نريد أن يكون واتساب أكثر الأماكن أمانًا للاتصالات الخاصة والشخصية، ولهذا نحمي محادثاتكم بتشفير من الطرف إلى الطرف.

ولكن، تمامًا مثل الرسائل القصيرة والمكالمات الهاتفية، يمكن لأي شخص لديه رقم هاتفك أن يحاول الاتصال بك".

وإذا استلمت رسالة من شخص ليس ضمن جهات اتصالك، ستصلك إشعار بذلك داخل الرسالة.

وهذا يسمح لك برؤية ما إذا كان لديكما مجموعات مشتركة أو إذا كان الرقم من دولة مختلفة.

ولن تتمكن أيضًا من فتح أي روابط مرسلة من رقم ليس في جهات اتصالك، لأن هذه الروابط قد تحتوي على برمجيات خبيثة أو تربطك بمزيد من العمليات الاحتيالية.

وإذا كنت تعتقد أن الرسالة احتيالية، يمكنك الإبلاغ عنها عبر تطبيق "واتساب" من خلال إعادة توجيهها إلى الرقم 7726، والذي يصل إلى مقدمي خدمات الهاتف.

وفي حال قمت بتحويل أموال أو شاركت معلوماتك، اتصل بمصرفك فورًا، فقد يتمكن من إيقاف المعاملة.