مرشح الرئاسة والجنرال السابق علي غديري يلتحق بوافدي سجن الحراش

الجنرال الجزائري المتقاعد يواجه تهمتي التعامل مع الأجانب لتسليم معلومات تمس بالاقتصاد ومحاولة الإضرار بالجيش.

الجزائر - أودع قاض بمحكمة الدار البيضاء بالعاصمة الجزائرية، مساء أمس الخميس، مرشح الرئاسة الملغاة الجنرال المتقاعد علي غديري، الحبس المؤقت بتهمة تسريب معلومات اقتصادية للأجانب، ومحاولة الإضرار بالجيش.
وأفاد بيان لمكتب غديري، نشر عبر صفحته عل فيسبوك، أنه "تم إيداع المترشح السابق للرئاسيات علي غديري، الحبس المؤقت (بسجن الحراش غرب العاصمة) بعد مثوله أمام قاضي التحقيق لدى محكمة الدار البيضاء بالعاصمة".
وأعلن مكتب غديري، في بيان ثان، أن الجنرال المتقاعد وجهت له تهمتان من قبل النيابة العامة، هما "المشاركة في تسليم معلومات إلى عملاء دول أجنبية تمس بالاقتصاد الوطني".
أما الثانية فهي "المساهمة في وقت السلم في مشروع لإضعاف الروح المعنوية للجيش قصد الإضرار بالدفاع الوطني"، ونفت أن تكون محاكمته بسبب ما تم تداوله إعلاميا حول تزوير توكيلات الانتخابات.
وأعلن مكتب غديري أنه خضع "لتحقيقات أمنية" بعد توقيفه ليلة الأربعاء ـ الخميس، قبل أن يطلق سراحه ويحال على قاضي التحقيق بمحكمة الدار البيضاء، غربي العاصمة.

وغديري البالغ من العمر 64 سنة لواء تقاعد من الجيش في 2015، وشغل قبلها منصب مدير الموارد البشرية في وزارة الدفاع، لمدة 15 عاما.
وكان أول شخصية تعلن دخول سباق الرئاسة، الذي كان مقررا في 18 أبريل الماضي، منافسا للرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة، لكن انتفاضة شعبية متواصلة أدت إلى إلغاء الانتخابات، ورحيل بوتفليقة عن الحكم.
وبعد إلغاء الانتخابات، واصل غديري، نشاطه السياسي من خلال خرجات ميدانية ولقاءات مع وسائل الإعلام، ودعا عدة مرات إلى تنظيم انتخابات الرئاسة في أقرب وقت.
ويقول مراقبون ووسائل إعلام محلية، إن اللواء المتقاعد مقرب من قائد المخابرات السابق محمد مدين (المدعو الجنرال توفيق)، الذي يقبع في سجن عسكري منذ أسابيع بتهمة "التآمر على الجيش والدولة"، لكن غديري ظل ينفي في كل مرة هذه العلاقة.
وشهدت الجزائر منذ الأربعاء، سجن ثلاث شخصيات سياسية كبيرة محسوبة على نظام بوتفليقة في قضايا فساد، وهم رئيسا الوزراء السابقين أحمد أويحيى وعبدالمالك سلال، إلى جانب وزير التجارة الأسبق عمارة بن يونس.
ويحقق القضاء منذ أسابيع مع عدة رجال أعمال مقربين من نظام بوتفليقة بتهم فساد أودع بعضهم السجن على غرار الرئيس السابق لمنظمة رجال الأعمال علي حداد، والملياردير يسعد ربراب، فيما منع آخرون من السفر ووضعوا تحت الرقابة القضائية.

ووضع قاض عسكري شقيق بوتفليقة الأصغر، سعيد، ورئيسين سابقين للمخابرات قيد الاحتجاز لاتهامات متعلقة "بالمساس بسلطة الجيش" و"المؤامرة ضد سلطة الدولة" وفقا لما ذكره التلفزيون الرسمي.

وحث قائد الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح المحاكم على الإسراع بمحاكمة الأشخاص المشتبه في ضلوعهم في الفساد في إجراء يقول مراقبون إنه يهدف إلى تخفيف ضغط الشارع وتهدئة الاحتجاجات.

ويضغط المتظاهرون حاليا من أجل رحيل الرئيس المؤقت عبدالقادر بن صالح ورئيس الوزراء نورالدين بدوي إذ يعتبرونهما من بين النخبة التي حكمت الجزائر منذ استقلالها عن فرنسا في 1962.

يذكر أن السلطات أجلت الانتخابات الرئاسية التي كان من المقرر أن تجرى في الرابع من يوليو/تموز مرجعة سبب ذلك لعدم وجود مرشحين لكنها لم تحدد موعدا جديدا لإجرائها.