مرشح المعارضة لبلدية إسطنبول يتقدم في إستطلاعات الرأي

توقعات بان يحصل مرشح حزب الشعب الجمهوري على أصوات 65 في المئة من الأتراك الذين لم يصوتوا في الانتخابات السابقة وذلك عقب مناظرة تلفزيونية جمعته بمرشح الحزب الحاكم.
فوز مرشح المعارضة في انتخابات الاعادة سيمثل صدمة رمزية ضخمة للرئيس اردوغان
46 في المئة من المشاركين في استطلاع الراي قالوا إن إمام أوغلو كان أكثر نجاحا من منافسه يلدريم

أنقرة - أفادت استطلاعات للرأي الاثنين بأن مرشح المعارضة لمنصب رئيس بلدية اسطنبول الذي أطيح به من منصبه عندما ألغي فوزه في مارس/آذار، تفوق على منافسه من الحزب الحاكم في مناظرة تلفزيونية نادرة مما وضعه في صدارة الانتخابات قبل إعادة التصويت في 23 يونيو/حزيران.

وفي أول مناظرة من نوعها في تركيا منذ ما يقرب من عقدين، واجه مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم بن علي يلدريم الأحد مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض أكرم إمام أوغلو، الذي فاز في تصويت أولي في 31 مارس/آذار قبل إلغاء نتيجة تلك الانتخابات.

وستكون هزيمة حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إسطنبول، حيث بدأ مسيرته السياسية وشغل منصب رئيس البلدية في التسعينيات، بمثابة صدمة رمزية ضخمة وعلامة أوسع على تراجع الدعم وسط تعثر الاقتصادي.

وفي استطلاع للرأي شمل أكثر من 30 ألفا من سكان المدينة صباح الاثنين، وجدت شركة الاستطلاعات ماك دانيسمانليك أن 46 في المئة من المشاركين قالوا إن إمام أوغلو كان أكثر نجاحا من منافسه، مقابل 44 في المئة ليلدريم. كما خلصت الشركة إلى أن مرشح حزب الشعب الجمهوري من المرجح أن يحصل على أصوات 65 في المئة من أولئك الذين لم يصوتوا في انتخابات مارس/آذار.

وقال محمد علي كولات مالك الشركة "تحدث إمام أوغلو أكثر عما سيفعله بينما ركز يلدريم بشكل أكبر على ما فعله بالفعل. عادة ما يميل الذين يقدمون توقعات مستقبلية إلى تحقيق نتائج أفضل في الانتخابات".

تحدث إمام أوغلو أكثر عما سيفعله بينما ركز يلدريم بشكل أكبر على ما فعله بالفعل

وأضاف كولات أنه حتى صباح الاثنين، كان إمام أوغلو يتقدم بنسبة 1.5 نقطة مئوية عن منافسه وفقا لآخر استطلاعات الرأي.

وفي مقابلة مع رويترز، قال إمام أوغلو إن المناظرة كانت دفعة بالنسبة له.

وقال "نحن في مرحلة جيدة للغاية ... أنا واضح للغاية في رأيي أنه بعد الليلة الماضية (يوم الأحد) لم يحدث تراجع في الدعم على الإطلاق" مضيفا أنه يتوقع هامش فوز أكبر يوم الأحد المقبل.

وكانت الهيئة العليا للانتخابات في تركيا قد ألغت افي مايو/ايار نتائج الانتخابات البلدية التي أجريت في 31 آذار/مارس، بعد اتهامات من الحزب الحاكم بزعامة الرئيس رجب أردوغان بحصول "فساد خطير" في فرز الأصوات.

وبعد فوز إمام أوغلو واصل الحزب الإسلامي المحافظ الضغط على هيئة الانتخابات لأسابيع من خلال تقديم الطعون لمنع مرشح حزب الشعب الجمهوري من إتمام مهامه على رأس بلدية إسطنبول.

وكانت تلك المرة الأولى منذ 25 عاما التي يفشل فيها العدالة والتنمية أو الأحزاب الإسلامية التي انبثق عنها في السيطرة على إسطنبول، كبرى مدن تركيا والتي تقارب ميزانيتها أربعة مليارات دولار. وبدأ أردوغان مسيرته السياسية رئيسا لبلدية المدينة.

وأشارت اللجنة العليا للانتخابات، التي ألغت أيضا تفويض إمام أوغلو، في حكمها إلى مخالفات في تعيين مسؤولي لجان الاقتراع. وقال حزب أردوغان إن حقيقة أن تعيين أفراد ليسوا موظفين حكوميين للإشراف على لجان الاقتراع يصل إلى حد الجريمة المنظمة.

بيد أن اللجنة تركت نتائج رؤساء الأحياء والمجالس البلدية والمسؤولين المحليين دون تغيير، وهو قرار قال حزب الشعب الجمهوري إنه بلا قيمة لأن جميع الإقتراعات الأربعة تم الإدلاء بها في نفس المظاريف وأحصاها نفس مسؤولي اللجان.

وأعرب الحلفاء الغربيون لتركيا عن قلقهم. وحثت الولايات المتحدة السلطات التركية على إجراء انتخابات إسطنبول وفقا لالتزاماتها الدولية.

لكن السلطات التركية رفضت تلك الدعوات، وقال المتحدث باسم الخارجية التركية حامي أقصوي إن "حوادث مشابهة وقعت في الولايات المتحدة وغيرها من البلدان"، مؤكدا على "ضرورة الإبقاء في الحسبان أن مثل هذه المسائل يتم حلها في إطار المبادئ الديمقراطية".