مرشح ترامب يقترب من الفوز برئاسة المحكمة العليا

مجلس الشيوخ الأميركي الذي يحظى فيه الجمهوريون بالغالبية يوافق بفارق ضئيل في تصويت تمهيدي على تثبيت القاضي بريت كافانو، لكن يبدو أن مصير مرشح الرئيس إلى المحكمة العليا لا يزال معلقا بعد أن أعلن أعضاء جمهوريون مؤثرون أنهم لم يحسموا قرارهم بعد.
مرشح ترامب للمحكمة العليا يحدث انقسامات سياسية غير مسبوقة
في حال تثبيت كافانو سيضمن المحافظون لعقود غالبية في المحكمة العليا
مظاهرات حاشدة رفضا لتعيين كافانو على رأس المحكمة العليا
الديمقراطيون يتهمون البيت الأبيض بفرض قيود على تحقيقات اف بي اي

واشنطن - وافق مجلس الشيوخ الأميركي الجمعة بفارق ضئيل على المضي قدما في التصويت النهائي على تثبيت القاضي بريت كافانو، لكن يبدو أن مصير مرشح الرئيس دونالد ترامب إلى المحكمة العليا لا يزال معلقا بعد أن أعلن أعضاء جمهوريون مؤثرون أنهم لم يحسموا قرارهم بعد.

ونال كافانو 51 صوتا مقابل معارضة 49 في التصويت الإجرائي الذي يمهّد لتصويت نهائي، بعد نقاش حاد على خلفية اتهامه بتحرش جنسي قبل 36 عاما.

لكن تثبيت كافانو في المنصب الذي سيشغله، في حال فوزه بالتصويت النهائي مدى الحياة ليس محسوما بعد أن صوتت السناتورة الجمهورية ليزا موركوسكي ضد تثبيت ترشيحه في هذا الاقتراع الأولي الذي يعتبر مؤشرا للتصويت النهائي الذي سيجرى السبت، بينما صوت العضوان الجمهوريان المعتدلان جيف فلايك وسوزان كولينز لمصلحة كافانو وكذلك فعل السناتور الديمقراطي جو مانتشن.

ويبدو أن كولينز لم تحسم قرارها بالنسبة للتصويت النهائي. وقالت إنها ستعلن موقفها النهائي مساء الجمعة.

وسارع ترامب إلى الترحيب بنتيجة التصويت الأولي الذي يضع المحافظين على قاب قوسين أو أدنى من تحقيق فوز سياسي كبير.

وقال الرئيس الأميركي إنه "فخور جدا بتصويت مجلس الشيوخ الأميركي بنعم على المضي قدما بترشيح القاضي بريت كافانو!".

وباستثناء مخالفة موركوسكي ومانتشن لتوجه حزبيهما جاءت بقية أصوات الأعضاء منسجمة مع موقف حزبهم.

ونال كافانو 51 صوتا في تصويت على إنهاء نقاشات تثبيت التعيين والمضي نحو تصويت نهائي بموجب قواعد جديدة تمت الموافقة عليها العام الماضي تحدد عتبة خمسين صوتا للفوز في التصويت الإجرائي وكذلك الأمر في التصويت النهائي.

وفي حال فوز كافانو في التصويت النهائي السبت يضمن المحافظون لعقود غالبية في المحكمة التي تضم تسعة مقاعد.

وقبيل التصويت اتهم ترامب متظاهرات احتشدن في واشنطن ضد ترشيح كافانو للمحكمة العليا وتحدثن عن معاناتهن من التحرش الجنسي بأنهن "محترفات مأجورات" يمولهن الملياردير الليبرالي جورج سوروس.

وكتب الرئيس الأميركي على تويتر إن المتظاهرات "محترفات مأجورات هدفهن فقط جعل أعضاء مجلس الشيوخ يبدون في مظهر سيئ. لا تقعوا في الفخ!".

وتابع "انظروا إلى اللافتات المتطابقة والمصنوعة بحرفية بتمويل من سوروس وغيره. ليست هذه لافتات صنعت في القبو".

احتجاجات حاشدة رفضا لتثبيت كافانو على رأس المحكمة العليا
احتجاجات حاشدة رفضا لتثبيت كافانو على رأس المحكمة العليا

ويصر الجمهوريون على رفض اتهامات باعتداء جنسي وبتحرش وجهتها ثلاث نساء لكافانو تعود لثمانينات القرن الماضي كما يرفضون اتهامات الديمقراطيين لكافانو بالكذب في شهادته أمام لجنة الكونغرس.

وأدخلت عملية تثبيت كافانو في المنصب الذي رشحه إليه الرئيس، واشنطن والبلاد بأسرها في انقسام سياسي حاد قبل انتخابات في الكونغرس في نوفمبر/تشرين الثاني سيسعى فيها ترامب والجمهوريون للاحتفاظ بالغالبية في الكونغرس.

وتوجه كافانو في مقالة له في وول ستريت التي حملت عنوان "أنا قاض مستقل وغير منحاز" إلى الجمهوريين المترددين في التصويت.

والجمعة عاد متظاهرون للتجمع أمام مقر الكونغرس غداة توقيف أكثر من 300 شخص بينهم الممثلة الكوميدية ايمي شومر قريبة زعيم الديمقراطيين في المجلس تشاك شومر، وعارضة الأزياء إميلي راتاكوسكي. وقد أطلق سراحهم في وقت لاحق.

وكان رئيس لجنة الشؤون القضائية في مجلس الشيوخ الجمهوري تشاك غراسلي اتهم قبيل التصويت الأولي الديمقراطيين بإعداد مخطط لهزيمة كافانو بتمويل من "مجموعات يسارية".

ويبدو أن ترامب سعى من خلال الإشارة إلى سوروس الذي دعم في السابق حركات مؤيدة للديمقراطية حول العالم كما دعم الحزب الديمقراطي الأميركي لسنوات، إلى حشد المزيد من التأييد وشد عصب القاعدة المسيحية المحافظة الداعمة للرئيس.

ويصف كبار المحافظين الملياردير اليهودي بأنه شخصية تعمل وراء الكواليس لدعم الحركات الليبرالية والتقدمية وهي انتقادات أججت اتهامات مضادة بمعادة السامية.

لكن الديمقراطيين واصلوا الجمعة انتقادهم للتحقيق الذي تولاه مكتب التحقيقات الفدرالي للنظر في الاتهامات الموجهة لكافانو وبخاصة اتهامات كريستين بلازي فورد لكافانو بأنه حاول اغتصابها في 1982.

ويصر الجمهوريون على أن التحقيق لم يجد أدلة تثبت الاتهامات بالاعتداء الجنسي، فيما ندد الديمقراطيون بالتحقيق بوصفه غير مكتمل وخضع لقيود من البيت الأبيض المصرّ على تعيين مرشح ترامب مدى الحياة.