مرشح 'صفر فاصل' يطعن في نتائج رئاسية تونس

مراقبون يرون ان سعي المرشح المنهزم حاتم بولبيار تقديم طعن للمحكمة الإدارية محاولة لإنقاذ أحزاب المنظومة الحاكمة من هزيمة مذلة في التشريعية.

تونس - أعلن المرشح الرئاسي المنهزم في الانتخابات الرئاسية التونسية في دورتها الأولى انه سيقدم طعنا لدى المحكمة الإدارية بخصوص نتائج الانتخابات.

وكان كل من استاذ القانون الدستوري قيس سعيد وقطب الاعلام نبيل القروي تمكنا من المرور الى الدور الثاني وفق ما اعلنته الهيئة الهليا المستقلة للانتخابات.

وحصل المرشح حاتم بولبيار على المرتبة الأخيرة في السابق الرئاسي حيث تمكن من حصد 3704 صوتا أي ما يعادل نسبة 0,1 بالمئة.

وكان بولبيار عضوا في مجلس شورى حركة النهضة قبل ان يستقيل منه بسبب ما وصفها بالسياسات الاستبدادية لرئيس الحركة راشد الغنوشي والمحيطين به ليقرر فيما بعد الترشح للانتخابات الرئاسية.

وتقديم بولبيار للطعن سيؤدي بهيئة الانتخابات الى تاخير اجراء الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية وذلك لفسح المجال امام المحكمة الإدارية للنظر فيه.

واعلن نائب ريس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات فاروق بو عسكر الاثنين ان هنالك 3 مواعيد لاجراء الدور الثاني للانتخابات الرئاسية اما يوم 29 سبتمبر/ايلول الجاري او يوم 6 اكتوبر/تشرين الاول تزامنا مع الانتخابات التشريعية او يوم 13 اكتوبر/تشرين الثاني.

وقالت هيئة الانتخابات انها تملك القدرة اللوجستية على تنظيم الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية بالتزامن مع الانتخابات التشريعية لكن تبقى الإشكالية في امكانية استئناف طعون محتملة على نتائج الدور الاول من الرئاسية.

وقال عضو هيئة الانتخابات محمد التليلي المنصري في مداخلة على قناة فرنس 24 الثلاثاء انه في حال وجود طعون فستجرى الانتخابات يوم 29 سبتمبر/ايلول وفي حال وجود طعون اكتفت بدورها الابتدائي دون استئناف سيكون الموعد يوم 6 اكتوبر/تشرين الاول بالتزامن مع التشريعية وفي حال تم الاستئناف على الطعون سيؤجل الدور الثاني الى يوم 13 اكتوبر/تشرين الاول.

وعبر عدد من المراقبين عن استغرابهم من تقديم مرشح تذيل قائمة النتائج للطعن.في وقت تحدثت فيه بعض المصادر ان القرار مرتبط أساسا بالانتخابات التشريعية وبمحاولات أحزاب المنظومة او "السيستام" اعادة هيكلة نفسها واستيعاب هزيمة مرشحيها في الانتخابات الرئاسية في دورتها الأولى.

وكان عدد من المرشحين المنهزمين في الدورة الاولى للرئاسية عبروا عن قبولهم بالهزيمة بل وقدموا التهاني بفوز قيس سعيد ونبيل القروي.

وكان عدد من السياسيين دعوا الى ضرورة إقناع الشباب التونسي الذي صوت لمرشحين من خارج المنظومة الحالية وذلك بتغيير الخطاب في التشريعية وانقاذ ما يمكن انقاذه تجنبا لهزيمة مذلة.

وفي هذا الاطار طالب الامين العام لحزب مشروع تونس محسن مرزوق في مداخلة على قناة الحوار التونسي الاربعاء بضرورة تغيير الخطاب والعمل على توضيح الرؤى للشباب وتفهم مواقفه.

واقر مرزوق بوجود قطيعة بين الاحزاب السياسية الكلاسيكية وبين الواقع التونسي خاصة طموحات فئات كثيرة من الشعب التونسي.

ولكن في المقابل حذر مرزوق من الخطاب الشعبوي الذي سيصل بالطبقة السياسية التونسية الى نتائج وخيمة.