مرضى كورونا فريسة سهلة للخلل الدماغي الحاد

دراسة جديدة تعتبر ان زيادة الخلل الوظيفي الدماغي الحاد لمرضى كوفيد-19 في وحدات العناية المركزة تعود الى استخدام الأدوية المهدئة وفرض القيود على الزيارات العائلية.

برلين - أظهرت دراسة أميركية جديدة شملت معطيات لمرضى من 14 دولة أن المصابين بفيروس كورونا المستجد الذين تم إدخالهم الى وحدات للعناية المركزة بسبب تدهور حالتهم الصحية وضعف مناعتهم الشديدة عانوا من الهذيان والغيبوبة وكانوا فريسة سهلة للخلل الدماغي الحاد.
وتتبعت الدراسة الأضخم من نوعها التي نُشرت في مجلة "ذا لانسيت" الطبية حالات الهذيان والغيبوبة لدى أكثر من 2000 مصاب بمرض كوفيد-19 الذين تم إدخالهم الى وحدات العناية المركزة الخاصة في الأشهر الأولى من انتشار الوباء.
واعتبر الخبراء في المركز الطبي بجامعة "فاندربيلت" في الولايات المتحدة ان من بين عوامل زيادة الخلل الوظيفي الدماغي الحاد لهؤلاء المرضى استخدام الأدوية المهدئة وفرض القيود على الزيارات العائلية.
وكوفيد-19، المرض الذي يسببه فيروس كورونا المستجد، هو أساسا اعتلال في الجهاز التنفسي ويؤثر على الرئتين إلا أن علماء الأعصاب واطباء الدماغ يقولون إن أدلة تظهر أن له تأثيرات كبيرة على الدماغ تبعث على القلق.
وبينت بعض البحوث أن فيروس كورونا قادر على اختراق الحاجز بين الدم والدماغ، وهو عبارة عن بنية تحيط بالأوعية الدموية في الدماغ تحاول منع السموم والمواد الغريبة في الدم من اختراق المخ.
وأظهرت دراسة سابقة أن أعراض أوجاع الرأس والشعور بفقدان الذاكرة المؤقت وحتى الهذيان التي يعاني منها بعض مرضى كوفيد-19 قد تكون نتيجة مهاجمة فيروس كورونا المستجد الدماغ بشكل مباشر.
ووفقًا للدراسة التي قادها عالم المناعة في جامعة ييل الأميركية أكيكو إيواساكي، فإن الفيروس قادر على التكاثر داخل الدماغ، كما أن وجوده يحرم خلايا الدماغ القريبة من الأكسجين، إلا أن مدى انتشاره لم يتضح بعد.
كما أفاد بحث سابق أن فيروس كورونا المستجد يمكن أن يسبب تلفا شديدا في الدماغ بسبب استجابة الجسم الالتهابية للعدوى، ويؤدي الى حدوث سكتة دماغية.
واكتشف باحثون من المعهد الأميركي للصحة تلف البصلة الشمية لدى أدمغة مرضى كورونا المتوفين، وهي منطقة تتحكم في حاسة الشم والتنفس.
كما كشفت الفحوصات وجود نزيف في مناطق المخ مرتبطة بتسارع معدل ضربات القلب والتنفس ادت الى الاصابة بسكتة دماغية.
ويمكن علاج السكتة الدماغية بنجاح كبير في كثير من الحالات باستخدام الأدوية المضادة للجلطات وعمليات جراحية، الا انها يمكن ان تسبب مضاعفات شديدة الخطورة وتؤدي الى الوفاة عند تأخر اكتشافها.
وتحدث 15% من حالات السكتات الدماغية بسبب السكتة النزفية عندما تنفجر الأوعية الدموية في الدماغ وتؤدي إلى تلف دائم في المخ.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن أمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية تأتي في صدارة أسباب الوفيات في جميع أنحاء العالم.