مرض عقلي يزحف على البشرية بسرعة مخيفة

دراسة اميركية تتوقع تضاعف حالات الخرف ثلاث مرات بحلول 2050 في حال عدم معالجة اسبابه ومحفزاته.
حوالي 40% من حالات الخرف يمكن تجنبها أو تأخير ظهورها
الافراط في الكحول والتدخين وكدمات الرأس والتلوث والبدانة والسكري ابرز المتهمين

واشنطن - نبهت دراسة اميركية الخميس الى مخاطر زحف الاصابات بالخرف وتضاعفها بثلاث مرات بحلول 2050 في حال عدم معالجة اسباب المرض العقلي.

ونقلا عن مجلة "لانسيت"، توقع باحثت في معهد القياسات الصحية والتقييم في جامعة واشنطن تضاعف الإصابات بالمرض الذي تصنفه منظمة الصحة العالمية على أنه السبب السابع للوفاة في العالم.

ومرض الخرف مجموعة من الأمراض التي تسبب ضمورًا في الدماغ، ويعتبر الزهايمر، أحد أشكالها، ويؤدي إلى تدهور متواصل في قدرات التفكير ووظائف الدماغ، وفقدان الذاكرة.
ويتطور المرض تدريجياً لفقدان القدرة على القيام بالأعمال اليومية، وعلى التواصل مع المحيط، وقد تتدهور الحالة إلى درجة انعدام الأداء الوظ

وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة، إيما نيكولز، إن نتائج الدراسة تقدم لصناع القرار في العالم فهما جديدا لمسببات المرض.

واعتمدت الدراسة نموذج رياضي خلص إلى أنه بحلول عام 2050، قد ينتقل عدد الإصابات بالمرض من 57 مليون إلى 153 مليون حالة، مع ارتفاع عدد الوفيات بالمرض في الولايات المتحدة من 5.2 مليون إلى 10.5 مليون وفاة.

ورغم أن معدل الإصابة بالمرض يرتفع في صفوف كبار السن، قالت الدراسة إنه لا يجب تصويره على أنه جزء طبيعي من الشيخوخة، إذ أن هناك عوامل تسبب الخرف لا ترتبط بالعمر.

وبحسب الدراسة، هناك عوامل تساعد في الإصابة بالمرض ومنها السمنة والتدخين وارتفاع نسبة السكر في الدم.

وتوقعت الدراسة أن تسجل بلدان آسيا زيادة طفيفة في عدد حالات الإصابة فيما ستسجل بلدان شرق أفريقيا جنوب الصحراء زيادة كبيرة في عدد الإصابات.

ودعا البروفيسور ثيو فوس، المؤلف المشارك في الدارسة من معهد الصحة العالمية، جامعة واشنطن، البلدان المنخفضة الدخل إلى تحسين التعليم وتحسين الخدمات الصحية لتجنب تزايد الإصابات بالخرف.

ويقول مؤلفو الدراسة إنهم درسوا الخرف بصفة عامة دون التركيز على نوع معين، إذ يميز خبراء الصحة بين أنواع مختلفة من المرض، مثل الخرف الوعائي أو ضعف الإدراك، و الزهايمر.

تحسين التعليم وتحسين الخدمات الصحية لتجنب تزايد الإصابات

ويؤدي الخرف إلى إعاقة كبيرة لدى كبار السن مع ما يرتبط بذلك من ارتفاع التكاليف المالية للمرض والتي تصل حاليا إلى تريليون دولار أميركي على المستوى العالمي، بحسب معطيات منظمة الصحة العالمية.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني حصلت شركة آي كيور الكورية الجنوبية حصلت في نوفمبر الماضي على موافقة على منتجها العلاجي للزهامير، ويدعى لصقة دونيبيزيل.

واستغرقت عملية الموافقة على الدواء 7 أشهر بعد أن قدمت الشركة طلباً في مطلع من عام 2021. وبحصولها على الموافقة، تكون "آي كيور" أول شركة دواء تسوّق لصقة "دونيبيزيل" في العالم.

الزهايمر
السبب السابع للوفاة في العالم.

وفي يونيو/حزيران وافقت الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة على أول علاج جديد لمرض الزهايمر منذ ما يقرب من 20 عامًا.

ويستهدف عقار "أدوكانوماب" Aducanumab السبب الأساسي لمرض الزهايمر، وهو الشكل الأكثر شيوعا للخرف، بدلاً من استهداف أعراضه.

لكن العلماء منقسمون حول تأثيره المحتمل بسبب عدم اليقين بشأن نتائج التجربة.

ويفيد تقرير نشر في مجلة "ذا لانسيت" أن أن حوالي 40% من حالات الخرف يمكن تجنبها أو تأخير ظهورها من خلال تخفيف الكثير من عوامل الخطر مثل استهلاك الكحول المفرط والتدخين وكدمات الرأس وتلوث الهواء والبدانة والسكري.