مرفأ بيروت لم يخلُ من مفرقعات الموت رغم الكارثة

الجيش اللبناني يعثر على 1.3 طن من المتفجرات أثناء البحث في الميناء المدمر بسبب الانفجار المروع الناجم عن تخزين سيء لكمية كبيرة من المواد الكيماوية القابلة للانفجار.

بيروت - عثر الجيش اللبناني على كمية من المفرقعات في مرفأ بيروت الذي شهد الشهر الماضي أسوأ كارثة فاقمت معضلة لبنان الغارق في انهيار اقتصادي غير مسبوق ويواجه مستقبلا غامضا في ظل أزمات متناثرة.

وأكد الجيش اللبناني الجمعة إنه عثر على 1.3 طن من المفرقعات أثناء بحث في مرفأ بيروت الذي دمره الشهر الماضي انفجارا هائلا ناجما عن تخزين سيء لكمية كبيرة من المواد الكيماوية القابلة للانفجار، ما تسبب في كارثة أودت بحياة 190 شخصا وأصيب أكثر من 6500 جريح فضلا عن الأضرار المادية الضخمة التي قدرت بنحو 6.7 إلى 8.1 مليارات دولار على الأقل.

وقال الجيش في بيان على موقعه الإلكتروني، "في إطار أعمال الكشف والمسح التي تقوم بها وحدات الجيش في مرفأ بيروت تم العثور على 1320 كيلوجراما من المفرقعات موضبة في 120 علبة كرتونية ومخزنة في أحد العنابر".

وأضاف "وعلى الفور قام عناصر فوج الهندسة بإزالتها حيث تم تلفها والتخلص منها".

ودمر الانفجار الضخم في الرابع من أغسطس/آب المرفأ وجزءا من وسط بيروت. وألقيت باللائمة في انفجار المرفأ على تخزين 2750 طنا من مادة نترات الأمونيوم شديدة الانفجار في ظروف سيئة منذ سنوات. ودُمرت المستودعات وصوامع الحبوب الخرسانية بالمرفأ جراء الانفجار.

وكان الجيش اللبناني قد قال في الثالث من سبتمبر/أيلول إنه عثر أيضا على 4.35 طن من نترات الأمونيوم قرب مدخل مرفأ بيروت وذكر حينها أنه يتعامل معها.

ويشير ذلك إلى مدى الإهمال الإداري والسياسي الذي تعيشه لبنان منذ عقود، ما تسبب وصول البلد إلى أسوأ مرحلة أفظع من تلك التي شهدتها في الحرب ال أهلية (1975-1990)، فيما ظهرت مؤشرات إلى وجود أطراف نافذة في علاقة بحزب الله تسيطر على الميناء منذ سنوات وتعمل أنشطة مشبوهة كتوريد الأسلحة، وفق تقارير إعلامية.

ويأتي العثور على المفرقعات أيضا في وقت تتواصل فيه عمليات البحث عن ضحايا تحت أتقاض الانفجار وفي ظل استمرار عملية تنظيف الميناء لإعادة تأهليه.

وأكد الجيش اللبناني تواصل عمليات البحث عن تسعة أشخاص لا يزالون في عداد المفقودين بعد انفجار مرفأ بيروت الشهر الماضي، وأعلن الانتهاء من أعمال مسح المباني المتضررة التي شملت أكثر من 85 ألف وحدة.

وقبل أيام شب حريق في المنطقة الحرة المدمرة بالمرفأ ودفع بعض السكان للفرار من المدينة إذ لا يزالون في حالة صدمة منذ الانفجار الذي وقع الشهر الماضي وبدأ باندلاع حريق في المرفأ أيضا.

قال الرئيس اللبناني ميشال عون آنذاك على حساب الرئاسة على تويتر، إن الحريق الضخم الذي اندلع في المرفأ المدمر بالفعل قد يكون عملا تخريبيا مقصودا أو نتيجة خطأ تقني أو جهل أو إهمال.

وتتوالى مشكلات لبنان في وقت تتكاتف فيه الجهود الدولية لترميم المرفأ والمنازل المتضررة بسبب الانفجار وتقديم الدعم لإنقاذ لبنان الغارق في أزمة اقتصادية خانقة مستمرة منذ نحو عام، والدفع نحو تشكيل حكومة أخصائيين قادرة على إخراج البلد من عمق الأزمة.