
مركز إربد الثقافي يحتضن الشعراء احتفالا بيومهم العالمي
اختتمت في "مركز إربد الثقافي" احتفالية "بيت الشعر" بمدينة المفرق بيوم الشعر العالمي من خلال إقامة الأمسية الثانية والختامية التي شارك فيها الشعراء: محمد العياف العموش، عمر أبوالهيجاء، أحمد الكناني، إيمان العمري وأحمد طناش الشطناوي.
وأدار مفردات الأمسية الشاعر عاقل الخوالدة مدير مديرية ثقافة إربد بحضور مدير بيت الشعر فيصل السرحان وحشد من المثقفين والأدباء والمهتمين.
القراءة كانت للشاعر محمد العياف العموش الذي نوّع في قراءته الشعرية مستذكرا والده الراحل بقصيدة مؤلمة، وقصائد أخرى أقرب للعاطفة الإنسانية الممزوجة بحس مرهف وحساس ولغة قريبة من ذائقة المتلقي.
من قصيدته "هكذا تكلّم الشعرُ" نقتطف منها:
"لا بأس، كنتَ اصطفاء، هم أتوا صدفا
لا تنشغل، أنت تدري الدرب والهدفا
أقول: لكنني أدري ستعبرهُ
ثق بي، ولكن تفضل مرهق وكفى
شيبت خمس مجرات، وطاولني
من يلهثون ليأتوا شمعة نطفا
لا تنزعج يا صديقي البحر،
قالَ فمي: لا يلفظُ الدُرَّ مَن لمْ يكسرِ الصّدَفا
بليث بالشعر، يا طالوت معذرة
لقد تضلّعتُ، لما غيريَ اغترفا".

تلاه الشاعر عمر أبوالهيجاء الذي أهدى قراءته لأصدقائه الشعراء الراحلين فقرأ مجموعة من قصائده من مثل: "عناقيد الحرب، دمٌ كنعاني، ما من أحد، علامة وقت، وأمي منديل صفائي".
من قصيدته "عناقيد الحرب" أنشد قائلا:
"دمٌ لحظة التكوين
يسقط عنّا ثوب خرافة
ونمضي نرتب كلَّ أماني الشعر
ونرقص
نفرط بين أيدينا
كلَّ عناقيد الحرب
ونجترُّ مِسافة
يتكرر هذا المشهد
تتجاوز كلُّ أصابعنا
سلمَ أرواحنا للحرب والحياة
يتكرر هذا المشهد بيننا
بين هذي الرُّصافة".
ومن قصيدة أخرى يقول:
"لم يتنزل سرُّ النهاوند
على مضمار وجود الطائر
لكنَّ الموسيقى في مأمول الشاعر
كانت تعتدُّ بحضرته
وتعانق في معنى المبنى إيقاع الكائن
لم يتنزل سرُّ النهاوند
لكنَّ الخببَ العربي نزيل خيول مدارجنا
لم يرتدَّ عن الهوة والموت الخائن".
من جهته قرأ الشاعر أحمد كناني مجموعة من العمودية والتفعيلة التي كانت مكثفة اللغة تمتلك حداثة النص الشعري وتمعن كثيرا في المعطى اليومي والحياتي.
من قصيدته "عتب" نقتطف منها:
"عاتبٌ أيّتها البلاد التي ضاقَ صدرُ أبنائها بالكلام
ولو أنّهم يرعوونَ
ما أذبلَ البردُ أزهارَهم
ولا غافلَ القحطُ أشجارَهم
يا إلهي
كأنّنا ننفخُ في قربةٍ مثقوبةٍ
كأنّنا نرجُمُ
أشجارَنا المثمراتِ بحجارةِ ألسنتِنا
ثمّ نبكي نادمين
ونلقي على خساراتنا آياتِ حزننا والسّلام".
إلى أن يقول فيها:
"يا قلب ويحَك كَم تعبتَ لترتقي
هذي البلادُ وما ارعَويَتَ وما ارتقَـــتْ
إنّي لَأكتُبُ حرفـها في خافقــي
وأعيــدُ مـا خطَّـت يدايَ وما محَــتْ".

أما الشاعرة إيمان العمري قرأت غير قصيدة التي تمحورت حول الذات الشاعرة المنصهرة مع الواقع بلغة صوفية البناء والرؤى تجاه ملكوت الحياة.
من قصيدة لها تقول فيها:
"من يخبرك عن أناك التائهة؟!
من يخبرني عن اتجاه الضوء في بطن الحوت؟
من يخبرني عن سر الوقت المنهك
هل شاخ الزمان واقتربت ساعتنا
أم أنّ كل هذا الموت ينذر بيقظتنا؟
ليس فينا نبي
من ينزع الشمس من كهف الضلالة
من يقطر عيوننا بالنور؟
من يمسح على رؤوسنا بزمزم
من يشرح لنا سورة الإسراء
من يرقينا بسورة الفلق
يااااا كل هذا القلق؟!".
واختتم القراءات الشاعر أحمد طناش الشطناوي الذي استذكر بقصائده العمودية سيدنا عليه السلام بقصيدة بعنوان "اليوسفية" التي أسقطها الواقع المعيش، واستذكر أيضا الشعر بقصيدة في يومه العالمي والتي يقول:
"للشعر وجه آخر كالماء
فاشرب لعلك آخر الندماء
واشرب على مهل إذا أدركته
لا يفقه الشعراء كالشعراء
بيتان واحتار البناء بلذة الهدم
المراوغ في أنين بنائي
بيتان وانزاح المجاز عن ارتكاب
الإثم في صيرورة البنّاء
بيتان وارتعدت فرائس غرفة التحقيق
وانساقت تسير ورائي
بيتان وانطفأ السراج على
أنين القاصدين خريطتي وسمائي".
وفي نهاية الأمسية كرّم مدير بيت الشعر السيد فيصل السرحان الشعراء بتقديم الدروع لهم على مشاركتهم الناجحة في احتفالية يوم الشعر العالمي.