مريم شاهين تضع 'دليل فلسطين' بين يدي القراء

الكتاب يشكل رحلة مدهشة للقراء انطلاقا من بلدات ظهرت في مرحلة ما قبل التاريخ، وصولاً إلى فلسطين المعاصرة.

بيروت - يذكّر "دليل فلسطين" لمؤلفته مريم شاهين والصادر عن الدار العربية للعلوم ناشرون، العالم أجمع بما كان عليه الفلسطينيون سابقا وما هم عليه اليوم من تقتيلٍ وتشريدٍ من قِبل عدو لا يرحم. ذلك أن فهم ما تعنيه فلسطين ومن هم الفلسطينيون لا يأتي عبر دراسة الواقع السياسي وحسب، بل وعبر دراسة التاريخ، والدين، والأدب، والشعر، والموسيقى والفنّ، والعادات والتقاليد، والآثار، وهو ما يوفّره هذا الدليل الذي يشكل مدخلاً أساسيا لفهم الفلسطينيين وعلاقتهم بأرضهم، في ماضيها وحاضرها.

ويضع هذا الدليل المكون من 466 صفحة بين يديّ القراء التاريخ الفلسطيني في علاقته بالناس جنبا إلى جنب مع روايات مختصرة عن فسيفساء الحياة الفلسطينية المعاصرة التي يعود تاريخها وثقافتها إلى ما قبل ظهور الأديان التوحيدية، وإلى المراحل الأولى لتطور البشرية.

يشكل "دليل فلسطين" رحلة مدهشة للقراء، انطلاقا من البلدات التي ظهرت في مرحلة ما قبل التاريخ، مثل أريحا، غزة، القدس، وطبريا، مرورا بالمدن الأكثر حداثة، مثل بيت لحم، نابلس، رام الله، وصولاً إلى فلسطين المعاصرة، بما فيها البلدات، والقرى، والمدن ومخيمات اللاجئين التي كانت تنبض بالحيوية قبل أن يشوه الصهاينة جمالها ومعالمها العريقة، وهو ما توفّره الصور الفوتوغرافية والخرائط الملونة في هذا الكتاب.

يوفّر كتاب "دليل فلسطين" نظرة صادقة تفسّر السبب الذي يجعل فلسطين مكانا حقيقيا على خريطة العالم، برغم افتقارها إلى الوضعية القانونيّة كدولة.

هذا الدليل ثمرة جهود مشتركة لكلٍ من: توفيق حدّاد الذي كتب المادّة المتعلّقة بمخيمات اللاجئين وطبريّا وبيسان، وعنيا بشناق التي كتبت الفصل المتعلّق بالأدب والفلكلور، وكريستيان دبدوب ناصر التي كتبت الفصل المتعلّق بفنّ الطهو وتوابعه، وهيفا الشوّا المصري التي كتبت الفصول التي تناولت الأزياء التقليدية والحليّ، ونورمان علي خلف التي كتبت القسم المتعلّق بالمجموعات النباتية والحيوانية، وبِنْعون (شبكة المنظمات الفلسطينية غير الحكومية) التي جمعت المعلومات المتعلّقة بقسم الجدار، هذا بالإضافة إلى العديد من الخبراء والاستشاريين والمعاهد الأكاديمية الفلسطينية.

ومريم شاهين صحافية وكاتبة تعيش في العالم العربي وتعمل فيه منذ أكثر من عقدين، وأعمالها تظهر دائما في البرامج الوثائقية التلفزيونية والبرامج الإخبارية الخاصة على شبكة أي بي سي نيوز.