مزاعم ايرانية بوجود وسيط لتحرير ناقلة النفط البريطانية

الحديث عن زيارة الوسيط إلى طهران يأتي تزامنا مع صعود بوريس جونسون كرئيس للوزراء في محاولة إيرانية لإعطاء انطباع بان لندن تسعى إلى تغيير سياساتها في التصدي لتهديدات ايران في الخليج.
بريطانيا تنفي ارسال وسطاء إلى إيران
دعوة بريطانيا لتشكيل قوة بحرية لحماية الملاحة في الخليج رسالة الى ايران بان السياسات لن تتغير

طهران - قال محمد محمد جلبايجاني رئيس مكتب المرشد الأعلى الإيراني الأربعاء إن بريطانيا أرسلت وسيطا إلى إيران لبحث تحرير الناقلة التي ترفع علم بريطانيا واحتجزتها طهران في الأسبوع الماضي، وذلك وفقا للموقع الإلكتروني لوكالة تسنيم شبه الرسمية.

وتصاعد التوتر بين إيران وبريطانيا منذ احتجزت طهران الناقلة ستينا إمبيرو وقالت إنها اصطدمت بقارب بصيد.

ولم يذكر جلبايجاني أي تفاصيل بشأن زيارة الوسيط البريطاني لكنه أشار بنبرة ساخرة لتدخل بريطانيا أثناء الحقبة الاستعمارية في الشؤون الإيرانية.

وقالت وكالة تسنيم نقلا عنه "البلد الذي كان يعين يوما وزراء ومحامين في إيران وصل به الحال إلى أن يرسل وسيطا يتشفع لتحرير سفينته".

ويشير الإعلان الإيراني الى تصعيد وجرأة إيرانية غير مسبوقة في تحدي الدول الكبار.

وردا على المزاعم الايرانية قال مصدر دبلوماسي بريطاني إن بلاده لم ترسل أي ممثلين إلى إيران كوسطاء مضيفا "لسنا على علم بإرسال أي ممثلين كوسطاء إلى إيران".

كما يأتي الإعلان عن الزيارة تزامنا مع صعود بوريس جونسون لرئاسة الوزراء في بريطانيا وهو ما يشير الى ان المسؤولين في ايران يريدون إعطاء انطباع يراه مراقبون بانه مغلوط بان السياسات البريطانية بدأت تتغير تجاه طهران مع التغييرات السياسة في بريطانيا.

وكانت  طهران حذرت الثلاثاء جونسون بعد أن انتخب رئيسا جديدا لوزراء بريطانيا خلفا لرئيسة الوزراء المستقيلة تيريزا ماي، مؤكدة أنها تنوي حماية مياه الخليج في أزمة احتجاز ناقلات النفط بين البلدين.

وهنا وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في تغريدة على تويتر جونسون بتوليه المنصب الجديد في محاولة من إيران لمغازلة رئيس الوزراء البريطاني الجديد املا في تغيير السياسات البريطانية الرافضة للتهديدات الإيرانية المستمرة في الخليج ومضيق هرمز.

وتسعى طهران الى استعمال ورقة الناقلة البريطانية المحتجزة لديها لاطلاق سراح ناقلة النفط الايرانية "غريس 1" المحتجزة في جبل طارق بعد تورطها في تهريب النفط الى سوريا في انتهاك واضح للعقوبات المفروضة من الولايات المتحدة الاميركية.

وأرفق ظريف تغريدته بفيديو يقول فيه "نحن مسؤولون عن أمن وحرية الملاحة في الخليج الفارسي"، مؤكدا أنه "من الأفضل فعلا ألا تقحم المملكة المتحدة نفسها في تنفيذ مؤامرات" واشنطن وإسرائيل ضد إيران.

وتشهد منطقة الخليج الإستراتيجية فترة جديدة من التوتر تصاعدت حدته بين طهران وواشنطن نتيجة الانسحاب الأميركي في مايو/أيار 2018 من الاتفاق النووي الموقع في فيينا عام 2015.

ومنذ ذلك التاريخ زادت عمليات تخريب وهجمات على سفن في الخليج نسبتها واشنطن لطهران التي تنفي تورطها وإسقاط إيران طائرة مسيرة أميركية، حدة التوتر.

وردا على قيام السلطات البريطانية باحتجاز ناقلة نفط إيرانية قبالة جبل طارق، احتجزت طهران الجمعة الماضي ناقلة النفط السويدية 'ستينا امبيرو' التي ترفع العلم البريطاني، ما زاد الأزمة في الخليج تعقيدا. وبريطانيا من الدول الأوروبية الثلاث الموقعة على اتفاق فيينا.

وقامت السلطات البريطانية بإرسال السفينة الحربية "دانكان" لحماية السفن في الخليج من التهديدات الإيرانية.

المدمرة البريطانية دنكان
لندن ارسلت المدمرة دنكان لحماية ناقلاتها النفطية في الخليج

وكانت فرنسا وإيطاليا والدنمارك أيدت مبدئيا خطة بريطانية لتشكيل مهمة بحرية بقيادة أوروبية لضمان أمن الملاحة عبر مضيق هرمز وذلك بعد أن احتجزت إيران ناقلة نفط ترفع العلم البريطاني.

ويتناقض هذا الدعم الذي جاء خلال اجتماع لمبعوثي دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل الثلاثاء، تناقضا شديدا مع الاستجابة الفاترة التي أبداها الحلفاء الأوروبيون لدعوة أميركية مماثلة، أُطلقت أولا في حلف شمال الأطلسي في أواخر يونيو/حزيران حيث كانت الدول تخشى تفاقم التوتر بين الولايات المتحدة وإيران.

ويرى مراقبون ان خطة بريطانيا لحماية الملاحة البحرية في الخليج رسالة واضحة لايران بانها لن تغير سياساتها في مواجهة التهديدات الايرانية باستهداف الملاحة البحرية في الخليج.