مساعدات إماراتية سعودية لتخفيف حدّة الأزمة الإنسانية في غزة

الإمارات ترسل 25 طنا من المواد الغذائية والطبية ومستلزمات للأطفال إلى قطاع غزة، فيما وصلت إلى مطار العريش أول طائرة مساعدات إغاثية قادمة من السعودية.

أبوظبي - أرسلت كل من الإمارات والسعودية اليوم الخميس عشرات الأطنان من المساعدات الإغاثية للفلسطينيين، ضمن جهود البلدين للتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية التي يشهدها قطاع غزة الذي يئن تحت وطأة القصف الإسرائيلي.

ووجهت الإمارات شحنة جديدة من المساعدات العاجلة إلى الفلسطينيين تشتمل على نحو 25 طنا من المواد الغذائية والطبية، لتنضاف إلى شحنات سابقة في إطار جسر جوي إنساني لتخفيف آثار الحرب على غزة بتوجيهات من رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي يولي أهمية بالغة للمسألة الإنسانية وكان سبّاقا في مدّ يد العون للشعب الفلسطيني، بينما يبذل جهودا حثيثة على كافة المستويات لخفض التصعيد في المنطقة.

ويأتي إرسال المساعدات في إطار حملة "تراحم من أجل غزة" التي أطلقتها الإمارات في أكتوبر/تشرين الأول الماضي وتهدف إلى تعبئة شحنات الإغاثة للتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية التي يواجهها الشعب الفلسطيني وخاصة الفئات الأكثر ضعفا وفي مقدمتها الأطفال والنساء، وفق وكالة الأنباء الإماراتية "وام".

وتنتظم هذه الحملة الإنسانية بالتنسيق مع وزارة الخارجية الإمارتية ووزارة تنمية المجتمع وبالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي وبمشاركة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي وعدد من المؤسسات الإنسانية والخيرية في الدولة ومراكز التطوع والقطاع الخاص وبمشاركة كبيرة من المتطوعين ووسائل الإعلام.
ونقلت الوكالة عن سعادة سلطان الشامسي مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية والمنظمات الدولية بأنه "استمراراً للجسر الجوي الإنساني لإغاثة الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة تم إرسال طائرة مساعدات صباح اليوم تحمل على متنها مواد غذائية وطبية وإغاثية متنوعة لإدخالها للقطاع للتخفيف من حدة الأوضاع الإنسانية ورفع المعاناة عن الفئات الأكثر ضعفا وخاصة الأطفال الذين يشكلون نحو نصف سكان القطاع"، مشيرا إلى أن "ذلك يأتي في إطار مواقف دولة الإمارات الأخوية ونهجها الراسخ تجاه دعم الأشقاء في أوقات الأزمات".

كما أرسلت السعودية اليوم الخميس أول طائرة مساعدات إغاثية لقطاع غزة محمّلة بمواد غذائية وإيوائية بوزن يبلغ 35 طنا، فيما تأتي هذه المبادرة ضمن الحملة الشعبية لمد يد العون للشعب الفلسطيني بتوجيهات من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وفق وكالة الأنباء السعودية "واس".

وأطلقت المملكة الأسبوع الماضي حملة لجمع التبرعات للفلسطينيين وأفاد مسؤولون سعوديون بأنها "تأتي في إطار دور المملكة التاريخي المعهود بالوقوف مع الشعب الفلسطيني الشقيق".

وجدد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان خلال لقاء بالرياض مع نظيره البريطاني جيمس كليفرلي اليوم الخميس على "موقف المملكة الرافض لاستهداف المدنيين بأي شكل وأهمية التوصل إلى وقف فوري للتصعيد العسكري مع ضرورة رفع الحصار عن غزة".

وأرسلت الإمارات منذ اندلاع الحرب على غزة أطنانا من المساعدات الإغاثية إلى القطاع الفلسطيني، ضمن جهودها للتخفيف من تداعيات الأزمة الإنسانية التي يواجهها السكان وخاصة الأطفال والنساء، كما وجّه رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتقديم مساعدات عاجلة إلى الفلسطينيين بمبلغ عشرين مليون دولار.

وأعلنت أبوظبي منذ يومين عن خطة لإقامة مستشفى ميداني إماراتي متكامل داخل قطاع غزة لتقديم الدعم الطبي اللازم إلى الفلسطينيين، ضمن عملية "الفارس الشهم 3" الإنسانية بتوجيهات من الشيخ محمد الذي أكد استعداده لعلاج ألف طفل فلسطيني في مستشفيات الإمارات مرفوقين عائلاتهم. 

وشدد الرئيس الإماراتي نهاية الأسبوع الماضي على ضرورة تكثيف وتسريع وتيرة الجهود المبذولة لوقف تدهور الأوضاع الإنسانية، داعيا إلى "إيجاد آفاق للتهدئة وتخفيف حدة التوترات بما يسهم في منع اتساع دائرة عدم الاستقرار التي تشهدها المنطقة".

وحذرت الخارجية الإماراتية منذ اندلاع الحرب على غزة من أن "استمرارية القصف الإسرائيلي سيقود المنطقة إلى تداعيات يصعب تداركها"، كما أدانت الجرائم والانتهاكات، داعية إلى وقف القتال ووضع حد للمعاناة الإنسانية المتفاقمة.

وكانت الإمارات سبّاقة دائما في إرسال المساعدات الإغاثية إلى العديد من الدول التي شهدت صراعات أو كوارث طبيعية، مستندة إلى سياستها الهادفة لترسيخ مبدأ التضامن العالمي، ما جعلها قبلة للخير ومنارة للإنسانية.