مساعدات اللاجئين السودانيين في الدول المجاورة على حافة النفاد

نقص الدعم الدولي ينذر بتوترات بين اللاجئين والمجتمعات المضيفة بسبب محدودية الموارد.

الخرطوم - قال مسؤول في برنامج الأغذية العالمي اليوم الثلاثاء إن المساعدات الغذائية المقدمة للاجئين السودانيين في أربع دول مجاورة قد تنفد في غضون الشهرين المقبلين ما لم يتم ضخ تمويل جديد بصورة عاجلة، محذرا من ارتفاع مستويات سوء التغذية.

وتؤكد هذه التحذيرات أن الأزمة في السودان ليست مجرد قضية داخلية، بل هي أزمة إقليمية ذات تداعيات إنسانية خطيرة تتطلب استجابة دولية منسقة وفورية لمنع كارثة إنسانية أوسع نطاقًا.

وبدأت منظمات الإغاثة بالفعل في تخفيض الحصص الغذائية المقدمة للاجئين، وقد تتوقف هذه المساعدات تمامًا في بعض الدول في حال لم يتوفر تمويل.

وتعاني الدول المجاورة التي تستضيف ملايين اللاجئين السودانيين من ضغط هائل على أنظمة الدعم والموارد المتاحة لديها، وهي في الأساس تشهد مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي والصراعات.

ويتوقع أن يؤدي نقص الدعم الدولي إلى توترات بين اللاجئين والمجتمعات المضيفة بسبب محدودية الموارد. وفر أكثر من أربعة ملايين لاجئ سوداني من الحرب الأهلية الدائرة في بلدهم منذ أكثر من عامين إلى سبع دول مجاورة، حيث تُعتبر ظروف اللجوء غير ملائمة بشكل كبير جراء نقص التمويل المستمر.

وقال شون هيوز منسق الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي لأزمة السودان الإقليمية خلال مؤتمر صحفي بجنيف "ما لم يتم توفير تمويل جديد، فإن جميع اللاجئين سيواجهون تخفيضات في المساعدات في الأشهر المقبلة".

وأضاف "في أربع دول، هي جمهورية أفريقيا الوسطى ومصر وإثيوبيا وليبيا، أصبحت عمليات برنامج الأغذية العالمي تعاني من نقص حاد في التمويل، لدرجة أن كل الدعم قد يتوقف في الأشهر المقبلة مع نفاد الموارد"، موضحا في وقت لاحق أن الأمر قد يحدث في غضون شهرين.

ويفر العديد من هؤلاء السودانيين من بؤر الجوع في بلدهم. وذكر تقرير مشترك للأمم المتحدة صدر عن منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" وبرنامج الأغذية العالمي الشهر الماضي أن البلاد معرضة لخطر المجاعة الوشيك.

وقال هيوز إن أي خفض أو وقف للحصص الغذائية سيزيد من خطر إصابة الأطفال اللاجئين بسوء التغذية. ولدى سؤاله عن سبب انخفاض التمويل، أشار إلى تخفيضات الجهات المانحة بشكل عام وتزايد الاحتياجات الإنسانية.

وأضاف أن الولايات المتحدة، التي خفضت إنفاقها على المساعدات الخارجية بشكل كبير في عهد الرئيس دونالد ترامب، لا تزال أكبر مانح للسودان.

ويحتاج برنامج الأغذية العالمي حاليًا إلى أكثر من 200 مليون دولار لمواصلة الاستجابة الطارئة للاجئين السودانيين في الدول المجاورة للأشهر الستة المقبلة، بالإضافة إلى 575 مليون دولار أخرى للعمليات المنقذة للحياة داخل السودان.

وتؤكد المنظمات الإنسانية أن الدعم الإنساني وحده لن يضع حدًا للنزاع والنزوح القسري في السودان، مشددة على الحاجة الماسة لتحرك سياسي ودبلوماسي عاجل لإنهاء القتال وتحقيق السلام والاستقرار.