مساعد حفتر: دول تريد أن تبقى ليبيا بيتا لمال المتطرفين

زيارة مدير مكتب قائد الجيش الوطني الليبي لموسكو فيها دلالة على عمق الصلة بين حفتر وروسيا التي حالت دون قرار دولي يدين عملية طرابلس التي أطلقها الجيش الليبي لتحرير العاصمة من ميليشيات إرهابية.

الجيش الليبي يتهم دولا داعمة للسراج بمحاولة الإضرار بأمن ليبيا
الجيش الليبي يجري اتصالات مع مدينة الزاوية لدخولها دون قتال
توقف العمليات على مشارف طرابلس يأتي لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين
روسيا تدعم حفتر وتبقي قنوات اتصال مع حكومة السراج لضمان مصالحها في ليبيا

موسكو - اتهم اللواء خيري التميمي مدير مكتب قائد الجيش الوطني الليبي الذي يزور موسكو حاليا، حكومة الوفاق الليبية بأنها أعطت شرعية لميليشيات مسلحة مجرمة كانت في السجون، مؤكدا أن هناك دول أخرى استغلت العبث المنتشر في ليبيا لضرب الأمن القومي، مضيفا أن من مصالح بعض الدول التي تدعم الميليشيات وحكومة الوفاق الوطني التي يقودها فايز السراج أن "تبقى ليبيا بيت المال للحركات الإسلامية المتطرفة".

وبحسب مقتطفات من الحوار نشره موقع روسيا اليوم الالكتروني، قال التميمي إن "الجيش الوطني الليبي يخوض حربا ضد التنظيمات الإرهابية منذ أكثر من 5 سنوات"، موضحا أن القوات المسلحة بقيادة حفتر نجحت في تحرير مدينة بنغازي والمناطق النفطية ودرنة وهي تسعى لتحرير المناطق الغربية. وغرب ليبيا خاضع لسيطرة حكومة الوفاق الوطني المنبثقة عن اتفاق سياسي في نهاية العام 2015، لكنها فشلت في إعادة الأمن والاستقرار في مناطق سيطرتها.

وتقول قوات حفتر إن طرابلس أصبحت رهينة لميليشيات متطرفة من القاعدة وجماعة الإخوان المسلمين.

وأكد اللواء خيري التميمي للقناة الروسية أن كل يوم يشهد التحاق وحدات عسكرية جديدة بالقوات التي يقودها المشير حفتر لتحرير العاصمة طرابلس، مضيفا أن قوات الجيش تجري اتصالات بمدينة الزاوية المجاورة للعاصمة لدخولها دون قتال.

وأكد أيضا أن عملية تحرير العاصمة من الإرهاب تحظى بدعم دولي وأن المشير خليفة درس جيدا الخيار العسكري قبل بدء معركة طرابلس.

وتوقفت قوات الجيش الليبي عند مشارف طرابلس تجنبا لأي توغلات قد يقع فيها ضحايا من المدنيين لكنها لم توقف عمليتها ولم تتراجع عنها.

وزيارة التميمي لموسكو فيها دلالة على عمق الصلة بين حفتر وروسيا في الوقت الذي تنفذ فيه قواته عملية عسكرية واسعة على طرابلس في هجوم أكدت أنه يستهدف تطهير العاصمة من الجماعات الإرهابية التي تدعم بعضها حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة.

وحالت روسيا في الفترة القليلة الماضية دون صدور قرار دولي بوقف عملية طرابلس لتضمن مشروع القرار عبارات تنتقد قائد الجيش الوطني الليبي، فيما تبقي موسكو في الوقت ذاته على قنوات اتصال مفتوحة مع حكومة الوفاق التي يترأسها فايز السراج.

وظهر التميمي اليوم الأربعاء في مؤتمر موسكو للأمن الدولي الذي ينظمه الجيش الروسي. وتحدث وزيرا الدفاع والخارجية الروسيان في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر.

ورافق مسؤول بوزارة الدفاع الروسية التميمي أثناء المرور وسط حشد من المندوبين وساعد في إعداد المقابلات التلفزيونية معه بما في ذلك لقاء على الهواء مع قناة تلفزيونية رسمية روسية.

وأعلن الجيش الروسي منذ وقت طويل دعمه لحفتر الذي بدأ في أوائل أبريل/نيسان هجوما على طرابلس الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دوليا.

وحين سئل التميمي عن الدعم العسكري الروسي قال إن موسكو لا تستطيع فعل شيء قبل رفع حظر السلاح، مضيفا أنه بعد رفع الحظر سيتم تعزيز التعاون بين الجانبين.

وسلط موقف روسيا الأخير في مجلس الأمن الدولي الذي حال دون بيان دولي يدعو لوقف عملية طرابلس، الضوء على المقاربة الروسية إزاء التطورات الأخيرة في ليبيا مع مواصلة قوات الجيش الوطني بقيادة حفتر عملية طرابلس لطرد الميليشيات المسلحة التي تشكل أذرعا لتيار الإسلامي السياسي في العاصمة الليبية.

وتبدو موسكو كمن يتجنب الانحياز في العلن إلى أحد أطراف النزاع العسكري الدائر في ليبيا حفاظا على مصالحها، لكنها في الكواليس اختارت على ما يبدو المعسكر الذي تفضل وباتت تراهن، حسب خبراء، على المشير خليفة حفتر.

وتكثّف روسيا الحليف القديم لنظام معمّر القذافي جهودها في السنوات الأخيرة لتظهر كوسيط محايد نسبيا في ليبيا حيث تُستحضر الذكرى المريرة لعدم مواجهتها التدخّل الغربي عام 2011.

وجدد الكرملين دعوته إلى كل الأطراف لتجنب إراقة الدماء في طرابلس حيث أدت الاشتباكات بين قوات الجيش الوطني الليبي وقوات حكومة الوفاق حتى الآن إلى سقوط عشرات القتلى.

وفي الأيام الماضية التقى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف المشير خليفة حفتر الذي سبق أن زار موكسو عام 2017، ومن ثمّ التقى مسؤولا في حكومة الوفاق الوطني.

ويؤكد الباحث في العلوم السياسية ألكسي مالاتشنكو أنّ "روسيا تدعم حفتر الذي يتحدث الروسية وسبق أن التقى وزير الدفاع سيرغي شويغو"، غير أنّه يستدرك بالقول إنّ موسكو "لا تستطيع أن تدعمه بشكل كامل حاليا. سيرتبط كل شيء بقدرته على السيطرة على طرابلس وبحجم الضحايا الذين سيسقطون خلال هذه العملية".

وينظر الباحث في مركز تحليل صراعات الشرق الأوسط في موسكو ألكسندر شوميلين إلى التواصل الروسي مع خصوم حفتر في حكومة الوفاق الوطني على أنّه "بمثابة غطاء وادعاء مقاربة متوازنة لا وجود لها في الحقيقة".

وكإشارة على دعم قائد الجيش الوطني الليبي، عرقلت موسكو صدور بيان عن مجلس الأمن كان سيدعو قوات حفتر إلى وقف الهجوم. وقالت إنّها ترغب بأن يتوجه البيان إلى كل الأطراف.