مساعد كيم في واشنطن لترتيب قمة ثانية مع ترامب في فبراير

بالنسبة للزعيم الكوري الشمالي تبدو مسألة حصوله على ضمانات لبقاء نظامه الأهم آملا أن يتم تخفيف العقوبات الدولية على بلاده، فيما تصرّ واشنطن على أقصى درجات الضغوط لتخليه عن الأسلحة النووية.

ضجيج القمة المرتقبة بين ترامب وكيم أكبر من نتائجها
لا موعد محددا للقاء الثاني بين ترامب وكيم
فيتنام أو تايلاند لاستضافة القمة الثانية بين ترامب وكيم

واشنطن - أعلن البيت الأبيض الجمعة أن القمة المقبلة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون ستعقد "أواخر فبراير/شباط" دون أن يحدد مكانها، في مؤشر على احتمال تحقيق تقدم في ملف نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية.

وقالت المتحدثة ساره ساندرز بعد اجتماع استمر 90 دقيقة في المكتب البيضاوي بين ترامب والجنرال كيم يونغ شول الذراع اليمنى للزعيم الكوري الشمالي، إن "الرئيس يتطلع إلى لقاء الرئيس كيم في مكان سيعلن عنه في وقت لاحق".

وعقد الجنرال الكوري الشمالي محادثات مع القيادة الأميركية الجمعة بعد أكثر من عام على تهديد ترامب بشطب شبه الجزيرة الكورية عن الخريطة.

وكانت ساندرز قد صرحت بأن ترامب وكيم يونغ شول "سيناقشان العلاقات بين البلدين والمضي قدما باتجاه نزع السلاح النووي بشكل نهائي وتام يمكن التحقق منه".

وقبل ذلك، التقى كيم يونغ شول وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ووصف الأخير اللقاء بأنه كان إيجابيا.

ويقوم الجنرال الكوري الشمالي بزيارة نادرة إلى واشنطن التقى خلالها كبار المسؤولين الأميركيين لإتمام ترتيبات لعقد قمة جديدة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون بهدف نزع الأسلحة النووية وإنهاء عقود من العداء بين البلدين.

وكيم يونغ شول، كبير مساعدي الزعيم الكوري الشمالي، هو أول شخصية تمضي ليلة في العاصمة الأميركية واشنطن منذ نحو عقدين وتأتي زيارته بعد أكثر من عام بقليل من تهديد ترامب بمحو  كوريا الشمالية من الخارطة.

وتوجه كيم ومرافقون من بكين إلى واشنطن الخميس وشوهدوا وهم يدخلون وسط الثلوج الخفيفة ودون الإدلاء بتصريحات، فندقا فخما في حي "دوبونت سيركل" حيث يتوقع أن يلتقي بوزير الخارجية الأميركي.

ولم يعلن أي من الطرفين عن الزيارة في وقت تتعامل فيه الولايات المتحدة مع الملف بحذر بعدما ألغى كيم يونغ شول فجأة محادثاته التي كانت مقررة مع بومبيو في نيويورك مطلع نوفمبر/تشرين الثاني 2018.

لكن ترامب أعرب عن تفاؤله بعد تلقيه رسالة بمناسبة حلول العام الجديد اعتبرها وديّة من كيم جونغ أون فيما رأى أن "الحب" يجمعهما، معربا مرارا عن رغبته بلقاء كيم جونغ أون مجددا بعد القمة التاريخية التي عقداها في يونيو/حزيران العام الماضي في سنغافورة.

وتراجعت حدة التوتر بين واشنطن وبيونغيانغ منذ عام بتشجيع من حكومة كوريا الجنوبية المؤيدة لخطوات السلام. وأشاد ترامب مرارا بدبلوماسيته التي اعتبرها ناجحة، إذ قال مؤخرا إنه جنب آسيا الدخول في "حرب كبيرة"، مؤكدا أنه سيتم الإعلان قريبا عن القمة الثانية حيث يتوقع دبلوماسيون أن تجري في فيتنام أو تايلاند.

الجنرال كيم يونغ شول في واشنطن
الجنرال كيم يونغ شول مكلف بترتيب القمة بين ترامب وكيم

وفي فيتنام ذكر مصدر حكومي أنه تجري حاليا "استعدادات لوجستية" لاستضافة القمة التي من المرجح أن تعقد في هانوي أو مدينة دانانغ الساحلية، إلا أنه لم يتم اتخاذ قرار بعد. وصرح رئيس وزراء فيتنام نغوين شوان فوك أن بلاده مستعدة لاستقبال الزعيمين، مشيرا إلى أن هانوي تقيم علاقات متطورة مع الولايات المتحدة رغم ذكريات الحرب.

وصرح في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ "نحن لا نعرف القرار النهائي. ولكن إذا حدثت القمة هنا، فسنبذل كل ما في وسعنا لتسهيل الاجتماع".

وبالنسبة لترامب، تشكل قممه المعدة لعدسات الكاميرات التلفزيونية مع الزعيم الكوري الشمالي استراحة من العناوين السلبية في وسائل الإعلام الأميركية.

ويجري المدعي الأميركي الخاص روبرت مولر تحقيقا بشأن إن كان فريق حملة ترامب في الانتخابات الرئاسية عام 2016 تعاون مع روسيا بينما تسبب إصرار الرئيس الأميركي على تمويل الكونغرس لمشروع بناء جدار على الحدود مع المكسيك بإغلاق جزئي لإدارات الحكومة الفدراليّة منذ نحو شهر.

أما بالنسبة للزعيم الكوري الشمالي تبدو مسألة حصوله على ضمانات لبقاء نظامه الأهم. ويأمل كيم المدعوم من حليفته الصين بأن يتم تخفيف العقوبات الدولية المفروضة على بلاده. لكن الولايات المتحدة تصر على ممارسة أقصى درجات الضغوط حتى تحقق بيونغيانغ تقدما في مسألة التخلي عن أسلحتها النووية.

وكان كيم في سنغافورة، تعهد بـ"الالتزام الثابت بالنزع التام للأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية".

لكن يبدو أن لدى الطرفين تفسيرات متباينة لذلك إذ تتوقع الولايات المتحدة من كوريا الشمالية التخلي عن أسلحتها النووية التي عملت على مدى عقود لتجميعها بينما تسعى بيونغيانغ لدفع الولايات المتحدة لإنهاء ما تعتبره تهديدات لها.

وقالت مديرة تحرير موقع "38 نورث" حول سياسة كوريا الشمالية جيني تاون "أعتقد أن هناك نوع من التوافق العام بشأن معنى نزع الأسلحة النووية. أعتقد أن الواضح هو عدم الاتفاق بشأن كيفية تحقيق ذلك، إن كان نزع الأسلحة النووية نهاية العملية أم هو العملية بحد ذاتها".

وقالت "واقعيا، بإمكانهم التحدث عن الأمر بقدر ما يرغبون وبإمكانهم تحديد الهدف النهائي. لكن إن لم يكن هناك فهم مشترك لكيفية التوصل إلى ذلك، فلن يكون من الممكن الوصول إلى هذا الهدف المشترك".

وأِشارت إلى أن الأميركيين يفضلون تقليديا مناقشة تفاصيل الاتفاقات قبل القمم الكبرى، في حين تعد الدبلوماسية التي يفضلها ترامب مألوفة أكثر في آسيا.

وقالت "كثيرا ما يشكك الناس بنهجه لكننا لن نعرف إن كان جيدا أم لا حتى نقوم باختباره".