مساعي أردوغان لعقد قمة رباعية بشأن إدلب تتبخر

الجيش التركي يقف عاجزا أمام التقدم الكبير الذي حققته قوات الجيش السوري في الأسابيع الأخيرة مما شكّل ضغوطا متزايدة على أردوغان الذي فشل في فرض شروطه خلال التفاوض مع روسيا.

إسطنبول -  أكد الكرملين اليوم الثلاثاء إنه يعمل في سبيل الإعداد لقمة مع تركيا وإيران لبحث الصراع في منطقة إدلب السورية لكنه لا يجهز لقمة رباعية منفصلة تشارك فيها فرنسا وألمانيا وتركيا وروسيا كما أعلن الرئيس التركي ذلك السبت الماضي.

وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إنه لا تجرى مناقشات لعقد قمة مع فرنسا وألمانيا وإن روسيا لا تبحث حاليا سوى عقد قمة بشأن إدلب مع إيران وتركيا.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أعلن في وقت سابق الثلاثاء أنه ليس هناك "اتفاق كامل" حول عقد قمة بشأن سوريا تجمع تركيا وروسيا وفرنسا وألمانيا، في وقت يتوجه فيه وفد روسي الأربعاء إلى تركيا لعقد مفاوضات بشان المعارك الدائرة في إدلب.

وقال الرئيس التركي في مؤتمر صحافي في أنقرة "ليس هناك اتفاق كامل" بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل من جهة والرئيس الروسي فلاديمير بوتين من جهة أخرى.

وتكشف تصريحات أردوغان عن فشله ليس في اقناع الجانب الروسي فقط وإنما الفرنسي والألماني أيضا الذين طالما عارضوا ما يقوم بع في شمال سوريا.

وكان أردوغان قد أعلن السبت عقد قمة رباعية حول سوريا في الخامس من آذار/مارس، في مبادرة تهدف إلى إيجاد حلّ للأزمة في منطقة إدلب في شمال غرب سوريا حيث يتقدم الجيش السوري لاستعادتها من عناصر الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا.

لكن اليوم الثلاثاء أكد أنه "في أسوأ الحالات" يمكن أن يعقد اجتماعاً ثنائياً مع الرئيس الروسي في التاريخ نفسه.

وتصاعد التوتر بشأن إدلب منذ مطلع الشهر الجاري مع مواجهات غير مسبوقة بين الجيش التركي الذي يقاتل إلى جانب المعارضة المسلحة التي تدعمها أنقرة ونظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وأثارت هذه المعارك أيضاً توترا بين أنقرة وموسكو الداعمة للنظام السوري.

وحضّ أردوغان قوات الأسد على الانسحاب من بعض المناطق في محافظة إدلب بحلول نهاية الشهر الجاري مهدّداً باللجوء إلى القوة في حال لم يفعلوا ذلك لكن التهديدات التركية بقيت دون تنفيذ في ظل الدعم الروسي للأسد وفشل أنقرة في الوصول إلى اتفاق يرضي خططها التوسعية في شمال سوريا.

ومن المنتظر أن يصل وفدا روسيا إلى تركيا غدا الأربعاء لإجراء مشاورات حول إدلب بعد أن فشلت عدة مفاوضات ثنائية سابقة في مسوكو وأنقرة خلال الأسابيع الماضية.

وتشن قوات النظام بدعم روسي هجوماً واسعاً في إدلب ومحيطها منذ كانون الأول/ديسمبر، تسبّب بنزوح نحو 900 ألف شخص وفق الأمم المتحدة التي حذّرت الاثنين من "حمام دم" بعد أن أصبح القتال في شمال غرب سوريا "قريبا بشكل خطير" من مخيمات تأوي نحو مليون نازح.

وتسيطر هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا) التي تدعمها تركيا على أكثر من نصف مساحة محافظة إدلب وعلى قطاعات مجاورة في محافظات حلب وحماة واللاذقية، لكن أمام التقدم الكبير الذي حققته قوات الجيش السوري في الأسابيع الأخيرة يقف الجيش التركي عاجزا، مما شكّل ضغوطا متزايدة على أردوغان ووضع علاقات بلاده بالجانب الروسي على صفيح ساخن.

وبعد أن حرر ت قوات النظام على مناطق استراتيجية تمكن من السيطرة أيضا على  قرى معرة حرمة ومعرزيتا وجبالا بريف إدلب، لتؤول جميع محاولات النظام التركي السياسية والعسكرية إلى الفشل، في ظل دعم روسي كامل للعمليات العسكرية السورية.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن قوات النظام تحق تقدما جنوب الطريق الاستراتيجي "إم فور" الذي يربط مدينة حلب بمحافظة اللاذقية.

وتسعى قوات النظام، وفق عبد الرحمن، إلى السيطرة على جزء من هذا الطريق يمرّ في إدلب، تمهيداً لإعادة فتحه وضمان أمن المناطق المحيطة به.

وأوضح مدير المرصد أن "قوات النظام تواصل تقدمها جنوب إدلب لتسيطر على 10 بلدات وقرى في أقل من 24 ساعة".