مساعي لبنانية للتمديد لليونيفيل مع اتجاه واشنطن لإنهاء عملها

وسائل إعلام إسرائيلية تؤكد أن الإدارة الأميركية قرّرت عدم التجديد لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، وإسرائيل تدعم هذا القرار.

بيروت - أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن الولايات المتحدة وإسرائيل اتفقتا على إنهاء مهمة قوات "اليونيفيل" في جنوب لبنان، خلال التصويت السنوي الذي سيجري في شهر أغسطس/آب المقبل، فيما يجري الحديث في لبنان عن مساعي حثيثة لتفادي إنهاء عمل القوات الأممية. وسط تصاعد التوتر واستمرار الغارات الإسرائيلية على لبنان، وكان آخرها قصف مواقع في ضاحية بيروت الجنوبية.

ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن مصادر مطلعة، أن الإدارة الأميركية قرّرت عدم التجديد لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، وإسرائيل من جهتها تدعم هذا القرار.

لكن لم تعلن أي من الولايات المتحدة أو إسرائيل عن هذا القرار الذي يُنهي عمل قوات حفظ السلام في لبنان.

من جهتها، ذكرت "تايمز أوف إسرائيل"، أن الإدارة الأميركية وإسرائيل تعتبران أن وجود قوات اليونيفيل في جنوب لبنان لم يعد ضرورياً بعدما أثبت الجيش اللبناني فعاليته النسبية في صد تهديد حزب الله ومنعه من إعادة تسليح نفسه.

أما صحيفة "إسرائيل اليوم" أفادت أن مسؤولين أميركيين يدرسون سحب الدعم الأميركي لقوات اليونيفيل في لبنان في محاولة لخفض التكاليف المرتبطة بعملياتها. 

وذكرت مصادر أن الإدارة الأميركية قد تستخدم الفيتو في قرارها إنهاء مهمة اليونيفيل في شهر أغسطس/آب في مجلس الأمن.

في المقابل ذكرت مصادر محلية أن السلطات اللبنانية ستتقدم بطلب إلى مجلس الأمن للتجديد، ويتم عمل مشترك بين وزارة الخارجية ورئاستي الجمهورية والحكومة ووزارة الدفاع، لبلورة رؤية جديدة لإقناع الولايات المتحدة بالتمديد مع وجود دعم فرنسي للبنان في هذا الشأن.

من جهته، قال الناطق باسم "اليونيفيل"، أندريا تيننتي الاثنين، إن مجلس الأمن الدولي "هو الجهة المخولة باتخاذ أي قرار يتعلق بوجود القوة الدولية في جنوب لبنان"، مؤكداً عدم وجود أي نقاش بهذا الشأن حالياً. وقال تيننتي، في حديث لقناة "الميادين" التي تبث من بيروت، إن "أي نقاش حول مستقبل اليونيفيل منوط بمجلس الأمن الدولي"، مؤكّدا أنه "ليس هناك أي نقاش بشأن مستقبل اليونيفيل حالياً". وأوضح أن "اليونيفيل تواصل عملها في جنوب لبنان، وتتعاون بشكل كامل مع الجيش اللبناني".

وأضاف تيننتي، بحسب ما أوردته "أسوشييتد برس"، "ينبغي على الجيش الإسرائيلي الانسحاب من النقاط التي احتلها في الجنوب اللبناني"، لافتاً إلى أنّ "مجلس الأمن هو الجهة المخولة بتقييم الحاجة والجدوى من استمرار عمل قوات اليونيفيل". وقال "نحن بحاجة إلى إعادة الاستقرار إلى جنوب لبنان، ويتطلب ذلك انسحاب القوات الإسرائيلية من المواقع التي احتلتها مؤخراً". وأكد أن "الجيش اللبناني يلتزم بتنفيذ القرار 1701، وينتشر في المناطق المطلوبة وفق التنسيق القائم بينه وبين اليونيفيل".

وتُنفّذ "اليونيفيل" حاليا دوريات منتظمة على امتداد الحدود بين إسرائيل ولبنان، مهمتهم الحد من التوترات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.

وفي مايو/ أيار الماضي، أعربت عن قلقها إزاء استهدافات إسرائيلية لممتلكاتها وأفرادها جنوب لبنان، آخرها إطلاق طلقتين ناريتين أصابت إحداهما قاعدة لها جنوب قرية كفرشوبا اللبنانية الحدودية.

وقوات اليونيفيل هي قوات دولية متعددة الجنسيات تابعة للأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب لبنان. تأسست عام 1978 بعد الحرب اللبنانية الأولى، لضمان انسحاب إسرائيل من لبنان ومساعدة الحكومة اللبنانية على بسط سيطرتها على الجنوب.

وبعد حرب يوليو/تموز 2006، مُددت مهامها بموجب القرار 1701 لتشمل مراقبة وقف الأعمال القتالية ودعم انتشار الجيش اللبناني وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية. وتعدّ حالياً أكثر من 13 ألف عنصر، وإندونيسيا هي أكبر قوة عسكرية مساهمة فيها.