مساع فرنسية للاعتراف باستقلال قره باغ نكاية في تركيا

مجلس الشيوخ الفرنسي يعتمد قراراً غير ملزم يدعو الحكومة للاعتراف بجمهورية ناغورني قره باغ الإقليم الانفصالي عن أذربيجان مع ادانة التدخل التركي واستخدام المرتزقة الاجانب.
مجلس الشيوخ الفرنسي يطالب بانسحاب اذربيجان من قره باغ
نواب من اليمين الفرنسي يهاجمون أردوغان لتورطه في النزاع باسم سياسة قومية إسلامية

باريس - اعتمد مجلس الشيوخ الفرنسي الأربعاء قراراً غير ملزم يدعو الحكومة "للاعتراف بجمهورية ناغورني قره باغ"، الإقليم الانفصالي عن أذربيجان والذي تقطنه أغلبية أرمنية وشهد في الخريف حرباً حقّقت فيها باكو انتصارات ميدانية كبيرة على حساب يريفان.
وحصل اقتراح القرار على تأييد 305 أعضاء في مجلس الشيوخ الذي تهيمن عليه المعارضة اليمينية في حين صوّت ضدّه عضو واحد فقط وامتنع 30 عضواً عن التصويت.
وتبادلت أذربيجان وأرمينيا الاتهامات بارتكاب جرائم حرب خلال الحرب التي استمرّت طوال ستّة أسابيع في الإقليم الانفصالي.
وفي قراره قال مجلس الشيوخ الفرنسي إنّه "يدين العدوان العسكري الأذربيجاني الذي نفّذ بدعم من السلطات التركية ومرتزقة أجانب، ويدعو إلى الانسحاب الفوري" للقوات المسلّحة الأذربيجانية من الأراضي التي خسر الأرمن السيطرة عليها منذ 27 أيلول/سبتمبر في منطقة ناغورني قره باغ.
كذلك فإن القرار "يدعو الحكومة (الفرنسية) للاعتراف بجمهورية ناغورني قره باغ" و"بذل كلّ ما في وسعها من أجل أن تُستأنف بدون تأخير مباحثات في إطار مجموعة مينسك ترمي للتوصّل إلى تسوية تفاوضية ودائمة للنزاع تضمن إعادة إرساء الحدود التي جرى ترسيمها في 1994".
كما يحضّ القرار الحكومة إلى السعي من أجل أن تتأمّن فوراً "حماية السكان من خلال نشر قوة فصل دولية" و"تقديم مساعدات إنسانية ضخمة إلى السكان المدنيين".
وفي قراره يدعو مجلس الشيوخ أيضاً الحكومة الفرنسية إلى "طلب إجراء تحقيق دولي في جرائم الحرب التي ارتكبت في ناغورني قره باغ" و"استخلاص جميع النتائج الدبلوماسية للدور الذي لعبته السلطات التركية" في النزاع.
وخلال الجلسة شنّ السناتور برونو ريتايو، رئيس كتلة "الجمهوريين" (معارضة يمينية)، هجوماً عنيفاً على "المشاركة الحاسمة والواسعة النطاق لتركيا أردوغان (في النزاع) باسم سياسة قومية إسلامية".

مجلس الشيوخ الفرنسي يطالب الحكومة بالعمل على إجراء تحقيق دولي في جرائم الحرب بالاقليم
مجلس الشيوخ الفرنسي يطالب الحكومة بالعمل على إجراء تحقيق دولي في جرائم الحرب بالاقليم

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال السبت إنه يرغب بـ"إشراف دولي" على اتفاقية وقف إطلاق النار التي وقّعتها في 10 تشرين الثاني/نوفمبر أذربيجان وأرمينيا برعاية روسيا.
وردا على موقف باريس قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تصريحات لقناة روسيا الاسبوع الماضي، إن فرنسا والولايات المتحدة تعانيان من "كبرياء مجروح" على خلفية دور موسكو في وقف إطلاق النار بين أرمينيا وأذربيجان في "قره باغ".
وتتخوف باريس من التفاهمات التركية الروسية من خلال ابرام وقف اطلاق نار بين اذربيجان وارمينيا يسمح لقوات روسية بمراقبته ميدانيا من خلال قوات على الارض.
وأعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، قبل ذلك عقد لقاءات فنية بين الوفدين العسكريين التركي والروسي بالعاصمة أنقرة، لبحث الإجراءات المنوي تنفيذها عقب وقف إطلاق النار في إقليم قره باغ.
كما اعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان موافقة البرلمان لإرسال عسكريين إلى أذربيجان بهدف المشاركة في مهمة روسية تركية لمراقبة وقف إطلاق النار في إقليم ناغورني قره.
وترى فرنسا ان تركيا تسعى لتوسيع نفوذها في عدد من الساحات بما فيها جنوب القوقاز حيث نددت باستخدام انقرة للمرتزقة والارهابيين لتحقيق أطماعها.
وشهدت العلاقات الفرنسية التركية توترا بسبب اصرار انقرة على انتهاك القانون الدولي سواء في ليبيا او سوريا او شرق المتوسط وفي قره باغ.
وتصاعد الخلاف عقب ازمة الرسوم المسيئة للنبي محمد والعمليات الارهابية التي شهدتها فرنسا وحملة المقاطعة التي دعت اليها تركيا.
وقد ردت باريس بحل عدد من المنظمات الموالية لتركيا سواء كانت دينية او قومية متعصبة على غرار منظمة الذئاب الرمادية.
وتطالب فرنسا بقوة الاتحاد الاوروبي بفرض عقوبات على تركيا حتى تتوقف عن تجاوزاتها في المنطقة.