مستشار ترامب السابق يطالب بنقل المحادثات مع طالبان من الدوحة

مستشار ترامب خلال حملته الانتخابية في 2016 يدعوه لعدم الانسياق وراء محاولات الدوحة لتبييض سجل طالبان الإرهابي، وإدعائها القدرة في المساعدة على عودة السلام إلى أفغانستان.

واشنطن - حذر وليد فارس المستشار السابق للرئيس الأميركي دونالد ترامب الإدارة الأميركية من مواصلة محادثاتها مع حركة طالبان الأفغانية في العاصمة القطرية الدوحة بسبب سجلها في دعم الإرهابيين وما يمثله ذلك من خطر على عملية السلام في أفغانستان.

وفي مقال نشرته صحيفة "صنداي غارديان لايف " الهندية تحت عنوان "لا لتسليم أفغانستان مرة أخرى إلى طالبان"، قال فارس إن على واشنطن منع مشاركة مؤيدي جماعة الإخوان المسلمين في قطر في مثل هذه المحادثات".

وحذر الأكاديمي الأميركي ذو الأصول اللبنانية من الدور المشبوه الذي تلعبه قطر في عملية السلام الأفغانية  مشيرا إلى أن الهدف هو في الواقع طريقة ملتوية لإعادة طالبان إلى كابول عبر بوابة قطر التي أصبحت رعايتها للإرهاب والتنظيمات المتطرفة مفضوحة أمام العالم.

والثلاثاء، أوردت وزارة الخارجية الأميركية أن مبعوث واشنطن الخاص لأفغانستان زلمان خليل زاده توجه إلى قطر للمشاركة في جولة محادثات جديدة مع حركة طلبان، قبل أن يتوجه إلى كابول لعقد مشاورات مع الحكومة الأفغانية.

وقالت إن زلمان خليل زاده "سوف يستأنف المحادثات مع حركة طالبان في إطار الجهود العامة لدفع عملية السلام بغرض إنهاء الصراع في أفغانستان".

وفي وقت سابق هذا الشهر، صرح خليل زاده بأن الجانب الأميركي وطالبان يحققان "تقدما ممتازا"، غير أنه منذ ذلك الحين، نفذت طالبان عدة هجمات في أفغانستان، مما أثار تساؤلات بشأن مستقبل المحادثات وحقيقة التزام الحركة الإسلامية المتشددة بعملية السلام.

 وقال وليد فارس وهو محلل شؤون الأمن القومي في "شبكة فوكس نيوز" الأميركية في تحليله "لم أطلع على المفاوضات في حد ذاتها، أنا أحكم فقط على النتائج.  لكن ما نسمعه اليوم يشبه الخطاب الذي روجت له جماعة الإخوان المسلمين وقناة الجزيرة وقطر على مر السنين. أسمع اليوم نفس الخطاب الذي سمعته خلال سنوات إدارة أوباما. نفس هذا التوجه لا يفاجئني، لكن المفاجأة هي أن هناك محاولة لإقناع الإدارة الأميركية الحالية بتبنيها، لأن إدارة ترامب كانت دائماً ملتزمة بمعارضة الجهاديين وتصدت لتلك المعارضة خلال حملة عام 2016".

وحذر فارس من الانسياق وراء المحاولات التي تقوم بها الدوحة وقناة الجزيرة لتبييض سجل الحركة الأفغانية الإرهابي، وإدعائها القدرة في المساعدة على محاربة الإرهاب في أفغانستان.

دعوة إلى إدارة ترامب ببمراجعة استراتيجيتها في أفغانستان عبر إشراك حلفائها في مكافحة الإرهاب في المنطقة

وتراهن الولايات المتحدة على طالبان لإنهاء أنشطة أخرى أخطر من الحركة المتشددة يقوم بها تنظيم داعش في أفغانستان.

وترى الإدارة الأميركية في طالبان إذا تمت الموافقة على النقاط المطروحة على طاولة المفاوضات ومن أهمها عدم استخدام الحركة المسلحة للبلاد كنقطة انطلاق لشن هجمات عالمية، من أهم الوسائل المتاحة لكسر فرع داعش المتمادي في شن ضرباته الإرهابية في الأشهر الأخيرة هناك لما اكتسبته طالبان من عمق شعبي في أفغانستان.

وتضم أفغانستان فرعا لتنظيم الدولة الإسلامية، لا يشكل تهديدا على طالبان فحسب بل إنه يمثل خطرا أيضا على الولايات المتحدة بحسب ما أقرّ به العديد من المسؤوليين الأميركيين.

وتسعى إدارة ترامب لمغادرة المستنقع الأفغاني وإنهاء الحرب المستمرة هناك منذ أكثر من 18 عاما قبل حلول موعد الانتخابات الأميركية 2020، لكن مراقبون يخشون عودة انزلاق أفغانستان إلى حرب أهلية تعيد حكم طالبان المتشدد، أو تسمح بتمدد تنظيم القاعدة أو غيره من الجماعات الإسلامية المتطرفة هناك بعد الانسحاب الأميركي.

والثلاثاء، علق فارس على عودة المبعوث الأميركي إلى الدوحة على تويتر قائلا إن "مسودة مشروع الدوحة كمين سياسي عسكري كبير ربما يقود إلى أوضاع كارثية بأفغانستان، ولذلك على الإدارة والكونغرس ودول التحالف العربي البحث عن حل لإنهاء الحرب في أفغانستان، لكن ليس على حساب الأمن والحرية".

ويرى فارس انه "إذا كان الحوار يدور حول نزع سلاح طالبان وتحويلها إلى حزب سياسي غير مسلح سيعمل بموجب الدستور الحالي ويوافق على إجراء انتخابات حرة، فهذا أمر مختلف، لكن ما نسمعه اليوم في الحقيقة هو عملية ستسمح للولايات المتحدة بمغادرة أفغانستان خلال الإدماج التدريجي لطالبان في الحكومة بموجب دستور "إمارة أفغانستان الإسلامية" الجديد.

واقترح فارس الذي شغل منصب مستشار العلاقات الخارجية لترمب خلال حملته الانتخابية عام 2016، في وقت سابق على تويتر على واشنطن "الاجتماع مع حلفائها في المنطقة وإندونيسيا ودول إسلامية كبرى حتى تتوصل إلى خطة استراتيجية تعزل طالبان وتعزز سيطرة الشعب الأفغاني على بلاده عوضا عن تسليم ملف طالبان إلى قطر والإخوان".

وتسائل فارس عن الجدوى من إبقاء المفاوضات المستمرة منذ يوليو 2018 في قطر في حين أن الاتفاق الأنسب مع طالبان كان يجب أن يكون مباشرة في كابول مع الحكومة الأفغانية.

وأوضح أن أسوأ ما يشوب هذه المفاوضات هو مكان عقدها في دولة "داعمة لجماعة الإخوان الإرهابية مثل قطر".

وقامت الدوحة بإيواء أكثر من 20 فردا من قادة طالبان ولعبت دورا هاما لإطلاق سراح العديد من الرهائن المحتجزين لدى الجماعات الإرهابية.

كما اشتهرت قطر بدعمها الدائم للجماعات الإرهابية من خلال إيواء وتمويل جماعة الإخوان وحركة حماس الفلسطينية إلى جانب جماعة جبهة النصرة التي تقاتل في سوريا وأعضاء الميليشيا السلفية السورية "حركة أحرار الشام".

وتعد قناة الجزيرة القطرية البوق الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين وعدد من الكيانات الأخرى المصنفة على أنها منظمات إرهابية والتي يوفر لها النظام القطري الملاذ الآمن والتمويل سواء في الولايات المتحدة أو في الخارج.

وأنهت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية مع قطر في يونيو/حزيران 2017 بسبب دعمها لمنظمات إرهابية.

وحذر فارس إدارة ترامب من العودة لانتهاج نفس سياسة الرئيس السابق باراك أوباما التي كانت تتبنى توجهات متساهلة مع الجماعات الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط.

ودعا واشنطن لمراجعة استراتيجيتها في أفغانستان عبر إشراك حلفائها في مكافحة الإرهاب في المنطقة، ثم المضي قدما في خطة جديدة.

ويحرص الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على خفض عدد القوات الأمريكية في أفغانستان، حيث يتواجد الجيش الأمريكي في البلاد منذ عام 2001 في أعقاب هجمات 11 أيلول/ سبتمبر.