مستقبل الإرهاب في ليبيا

المهمة التي تطوع لها الإخوان في ليبيا وحلفاؤهم مع صمت دولي على الحوادث المروعة طوال تمكنهم من بعض الأقاليم ولما بدأت تلوح هزيمتهم تذكرت مؤسسات دولية حقوق الإنسان وانهمرت دموع فضائيات الإخوان!

بقلم: أحمد عبد التواب

ارتبك خبراء فضائيات الإخوان طوال الأيام الماضية في تعليقاتهم على تطورات الأحداث المفاجئة المتلاحِقة في ليبيا، فهم يحاولون الإيحاء بثقتهم، وهم يُمَنّون أنفسهم، في أن المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي يتعثر في سعيه للسيطرة على العاصمة طرابلس، وأن جنوده يسقطون في الأسر، وأن نهايته قرُبت، وأن مثوله قادم أمام المحكمة الجنائية الدولية. ولكن كل هذا لا يتسق مع هجومهم العصبي عليه بما يشي بخوفهم من انتصاره الذي يعنى تهديداً حقيقياً لمشروع الإخوان المتحالفين في ليبيا مع جماعات الإرهاب، من القاعدة وداعش، التي أُرسِل بعضها من العراق ومن سوريا بعد هزيمتهم هناك.

كان قد جرى تكليف أعداد منهم بالتمركز في المدن والقرى القريبة من مصر، والسعي لاختراق الحدود المصرية والقيام بعمليات إرهابية، ولكن مصر نجحت إلى حد كبير في التصدي لهم، وقامت بتدمير نحو 1200 سيارة دفع رباعي محملة بالمتفجرات وبأطقم مسلحة من الإرهابيين في محاولتهم اختراق الحدود، فقط خلال عامي 2016 و2017. وأما حفتر، فقد نجح من ناحيته عام 2018 في تطهير درنة في شرق ليبيا من هؤلاء الإرهابيين بعد أن كانت معقلاً لهم منذ الإطاحة بالقذافي في 2011، وبعد أن استقبلت أعداداً من الإرهابيين المنقولين إلى ليبيا، فلما انهزموا نزحت أعداد منهم إلى طرابلس وجوارها، وهؤلاء يشاركون الآن في مواجهة تقدم حفتر نحو طرابلس.

لو نجح حفتر في فرض سيطرة الجيش الوطني على طرابلس، يكون الإرهابيون خسروا معظم الأقاليم الليبية، في الجنوب والشرق وحتى طرابلس غرباً، وتبقى الامتدادات إلى الحدود التونسية، وهو ما يُعتَبَر أقل صعوبة، وهذا هو تحديداً ما يُفزِع الإخوان وحلفاءهم ومموليهم وداعميهم بالسلاح، ومن وراء كل هؤلاء واضعو السياسات التخريبية في العالم الذين خططوا لأن تكون ليبيا في يدهم على طريقتهم، على أن يجرى تدميرها أولاً، وهي المهمة التي تطوع لها الإخوان وحلفاؤهم، مع صمت دولي على جرائمهم المروعة طوال تمكنهم من بعض الأقاليم، ولما بدأت تلوح هزيمتهم تذكرت مؤسسات دولية حقوق الإنسان وانهمرت دموع فضائيات الإخوان!

نُشر في الأهرام