مستقبل مهمة التحالف الدولي يتصدر الحوار الأمني بين واشنطن وبغداد

المسؤولون الأمنيون يبحثون قضايا هامة تتعلق بمكافحة الإرهاب وتطوير القدرات الأمنية العراقية وتعزيز الاستقرار في المنطقة.

بغداد - أعلنت السفيرة الاميركية لدى بغداد الينا رومانوسكي، بدء الحوار الأمني المشترك بين الولايات المتحدة الاميركية والعراق في واشنطن الإثنين، ومع اقتراب موعد انسحاب القوات الأميركية من العراق، تكتسب هذه المحادثات أهمية خاصة لضمان انتقال سلس واستمرارية الجهود الأمنية المشتركة.
وقالت رومانوسكي في حسابها على منصة اكس، إن "المسؤولون الأمنيون من الولايات المتحدة والعراق سيناقشون مستقبل مهمة التحالف الدولي وتعزيز التعاون الأمني بين بلدينا".

واستؤنفت مفاوضات بغداد وواشنطن في فبراير/ شباط الماضي، مع اعتماد خفض مدروس وتدريجي، وصولاً إلى إنهاء مهمة قوات التحالف الدولي لمكافحة داعش، وفق البيانات الرسمية العراقية، لتتبعها جولتان أخريان في مارس /آذار وأبريل/نيسان الماضيين.

ويوجد نحو 2500 عسكري أميركي في العراق، ضمن التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن منذ سبتمبر/أيلول عام 2014، ويتوزع الجنود على ثلاثة مواقع رئيسة في العراق، هي قاعدة عين الأسد في الأنبار، وقاعدة حرير في أربيل، ومعسكر فيكتوريا الملاصق لمطار بغداد الدولي، ويضاف للقوات الأميركية، قوات فرنسية، وأسترالية، وبريطانية، تعمل ضمن قوات التحالف، وأخرى ضمن الناتو في العراق.

ويأتي هذا الحوار في وقت حاسم بالنسبة للعلاقات الأمنية بين الولايات المتحدة والعراق، حيث تسعى الدولتان إلى تعزيز التعاون لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة. ومن المتوقع أن يتناول المسؤولون الأمنيون قضايا هامة تتعلق بمكافحة الإرهاب وتطوير القدرات الأمنية العراقية وتعزيز الاستقرار في المنطقة.

وشهد العراق وهو من الدول القليلة التي تعد حليفة لكل من طهران وواشنطن، تصاعدا في الهجمات المتبادلة بين فصائل مسلحة والقوات الأميركية وسط صراع إقليمي مرتبط بالحرب الإسرائيلية في غزة، إذ تسعى الفصائل إلى الضغط على الولايات المتحدة بسبب دعمها لإسرائيل.

وتعرضت القوات الأميركية في سوريا والعراق لنحو 150 هجوما شنتها فصائل متحالفة مع إيران، وشنت الولايات المتحدة سلسلة من الهجمات للرد على ما تتعرض له.

وحمل العنف المتصاعد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، للدعوة إلى سرعة خروج قوات التحالف الذي تقوده واشنطن عبر المفاوضات، وهي عملية كانت على وشك الانطلاق العام الماضي لكن الحرب في غزة أدت إلى تعثرها.

ولم تكن واشنطن ترغب في التفاوض على انسحاب محتمل بينما تتعرض لهجمات، إذ تخشى من أن يبدو أي تغيير في المهمة وكأنه يحدث تحت ضغط، الأمر الذي من شأنه أن يعطي جرأة لمنافسين إقليميين من بينهم إيران.

وقال مصدران لرويترز إن الحسابات تغيرت وسط إدراك أن الهجمات لن تتوقف على الأرجح وأن الوضع الراهن يؤدي إلى تصعيد مطّرد.

وذكر مسؤول أميركي للوكالة أن اللجنة ستسمح بالتقييم المشترك لقدرة قوات الأمن العراقية على قتال تنظيم داعش "وتحديد طبيعة العلاقة الأمنية الثنائية".

وتنفذ الهجمات بقيادة فصائل مسلحة عراقية تربطها صلات وثيقة بإيران وأغلبها غير ممثلة في البرلمان أو الحكومة لكنها تتمتع بتأثير على عملية صنع القرار.

ويأمل مسؤولون عراقيون وأميركيون أن يسهم بدء المحادثات رسميا في تخفيف الضغط السياسي على حكومة السوداني.

وبدأت واشنطن وبغداد محادثات في يناير/كانون الثاني لإعادة تقييم وجود التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة هناك. وأدت تلك المحادثات إلى الحوار الذي بدأ الاثنين للتعاون الأمني المشترك.

وغزت الولايات المتحدة العراق في 2003 للإطاحة بصدام حسين وانسحبت في 2011، لتعود القوات في 2014 للمساعدة في قتال تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الذي اجتاح أجزاء كبيرة من البلاد.