
مستوطنون يستقوون ببن غفير لتنفيذ هجمات في الضفة
رام الله - أصيب العشرات من الفلسطينيين بجروح ورضوض، السبت، جراء اعتداءات نفذها مستوطنون يتقدمهم عضو الكنيست المتطرف إيتمار بن غفير، خلال احتفالهم بأعياد يهودية في البلدة القديمة بمدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية.
ودخل بن غفير زعيم حزب "القوة اليهودية" حليف رئيس الوزراء المنتخب بنيامين نتنياهو في مشاورات تشكيل الحكومة حيث يسعى للحصول على حقيبة الأمن الداخلي.
وتمكن إيتمار بن غفير الأسبوع الجاري من التوصل لاتفاق أولي مع نتنياهو لتعزيز الاستيطان بالضفة الغربية فيما يبدو انه مكسب للمستوطنين والمتشددين الإسرائيليين وسط مخاوف فلسطينية وغربية بشان مستقبل السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقال الناشط في متابعة الانتهاكات الإسرائيلية في محيط المسجد الإبراهيمي عارف جابر، إن "آلاف المستوطنين بقيادة بن غفير، اقتحموا البلدة القديمة في الخليل، بحماية من الجيش الإسرائيلي، ونفذوا اعتداءات بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم".
وأضاف جابر، أن "العشرات من الفلسطينيين أصيبوا بجروح ورضوض عقب الاعتداء عليهم من قبل المستوطنين والجنود بالضرب والحجارة والزجاجات الفارغة، في أنحاء متفرقة من حارات البلدة القديمة".
وأردف أن "الجيش الإسرائيلي اعتقل عددا من الفلسطينيين في حارة جابر، كما اعتدى المستوطنون على المحال التجارية والمنازل والمركبات"، واصفا الأوضاع في الخليل بأنها "مزرية جداً".
وأوضح أن "آلاف المستوطنين وصلوا إلى المدينة واقتحموا منذ الليلة الماضية البلدة القديمة بمناسبة الاحتفال بـ سبت سارة" وهو من الأعياد اليهودية.
وتوقع جابر أن تنتهي الاحتفالات التي يقيمها المستوطنون بمناسبة أعيادهم مساء السبت.

وأقام الجيش الإسرائيلي عددا من الحواجز والسواتر الحديدية وانتشر بكثافة في محيط البلدة القديمة في وقت سابق لتأمين اقتحامات المستوطنين.
ومساء الجمعة، أغلق الجيش الإسرائيلي المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل، فيما انتشر آلاف المستوطنين داخله وفي محيطه.
من جانبها أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية، "اقتحام المستوطنين بقيادة بن غفير للبلدة القديمة من الخليل، وارتكابهم الاعتداءات العنصرية بحق الفلسطينيين والمنازل والمحلات التجارية، ورفعهم الشعارات العنصرية المعادية للفلسطينيين والعرب".
وحملت الخارجية الحكومة الإسرائيلية "المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الجرائم وتداعياتها على ساحة الصراع، واعتبرتها دعوة علنية لتفجير ساحة الصراع وإدخالها في دوامة من العنف يصعب السيطرة عليها".
وطالبت الخارجية المجتمع الدولي والإدارة الأميركية "بإدانة هذه الاعتداءات واتخاذ ما يلزم من الإجراءات التي يفرضها القانون الدولي لوقفها فورا ومنع تكرارها".
كما دعت الدول كافة "لاعتماد منظمات المستوطنين الإرهابية ومن يقف خلفها على قوائم الإرهاب لديها ومنع قياداتها وعناصرها من دخول أراضيها، واتخاذ الخطوات القانونية والعقوبات والضغط على دولة الاحتلال لتفكيكها وتجفيف مصادر تمويلها".
ويقع المسجد الإبراهيمي في البلدة القديمة من مدينة الخليل الخاضعة لسيطرة الاحتلال، ويسكنها نحو 400 مستوطن يحرسهم حوالي 1500 جندي إسرائيلي.
ومنذ عام 1994، قسمت إسرائيل المسجد بواقع 63 بالمئة لليهود، و37 بالمئة للمسلمين، عقب مذبحة ارتكبها مستوطن أسفرت عن استشهاد 29 مصليا.
كما قُسّمت المدينة بحسب اتفاق الخليل في 17 يناير/ كانون الثاني 1997 بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، إلى منطقتين اولى وثانية ، أعطيت إسرائيل بموجبه سيطرة كاملة على البلدة القديمة وأطرافها.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بتشكيل الحكومة بنيامين نتنياهو، توصل وزعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف بن غفير إلى اتفاق أولي لتعزيز الاستيطان بالضفة الغربية.